أصدرت حركة "المستحيل هنغيره" لتنشيط السياحة ببورسعيد بيان استنكرت فيه ما أسمته بالسطو المتعمد والمستمر علي تاريخ وتراث مدينة بورسعيد الباسلة, وذلك لما تعرض له متحف "هيئة قناة السويس" الكائن بشارع "أوجيني "ببورسعيد لنقل محتوياته ذات القيمة التاريخية والتراثية إلي معرض فني تاريخي بإحدى الفيلات الخاصة بهيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعلية والمزمع افتتاحه في نوفمبر المقبل. وطالب البيان "الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، واللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد، "بمنع أي تعد علي ممتلكات بورسعيد وتاريخها الذي نعتز به جميعا، والكف عن الاقتصاص من هوية وتاريخ المدينة الباسلة وإعادة جميع المحتويات التي تم نقلها من مبني المتحف إلي الإسماعيلية, واعتباره تاريخ وتراث للأجيال القادمة, كما طالب بفتح المتحف امام الجمهور واعتباره موردا اساسيا للدخل السياحي. وقالت نهي الشاذلي مؤسسة الحركة "ان المتحف منذ اكثر من عشر سنوات قام بزيارته وفد من متحف اللوفر الفرنسي وإسماعيل طوسون حفيد الخديوي اسماعيل, بعدها اغلق تماما امام الجمهور وأصبح مهملا لسنوات طويلة دون سبب محدد واقتصرت الزيارات القليلة جدا علي بعض الوفود الاجنبية فقط ولم يتم افتتاحة رسميا حتي الان, ويحتوي المتحف علي مجموعة كبيرة من التحف الاثرية واللوحات الفنية النادرة لمجموعة من الشخصيات المهمة مثل الملكة اليزابيس" ذو اطار من الفضة, وتماثيل للسيدة مريم العذراء من البرونز الخالص, و13 ماكيت توثق حفر قناة السويس, وماكيت خاص بإنشاء حدائق الحيوان بالجيزة, وأسدي قصر النيل، وأيضا مجموعة من الانتيكات اضافة الي الصور الفوتوغرافية التي استخدمت في تنفيذ حفر المجري الملاحي لقناة السويس كما يتضمن النسخة المصغرة لتمثال "فرديناند دليسبس" منحوتة من الرخام , وثلاث منصات خاصة بحفل الافتتاح الاسطوري الذي دعا إليه الخديوي إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم يوم 16 نوفمبر 1869. وأشارت الشاذلي "الي انها شاهدت سيارة تنقل بعض محتويات المتحف وتشوينها بمخزن في بور فؤاد استعدادا لجردها ونقلها إلي الاسماعيلية وذلك يوم الثلاثاء 27 أغسطس الماضي في سرية وإنكار، برغم الرفض الشعبي التام لمثل هذا التصرف وبدون علم أحد من الجهات الادارية ببورسعيد". ويقول الأديب البورسعيدي قاسم عليوة "ما يحدث في متحف "هيئة قناة السويس" من تجريف مقتنياته شئ غامض وجريمة صارخة، ونطالب برد جميع مقتنياته إلي بورسعيد، والعمل علي تطويره وإعادة تنظيمه وتزويده بمقتنيات فنية أخري استعدادا لافتتاحه للجمهور العام في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلي الخلافات بين بعض أبناء بورسعيد حول إعادة تمثال "ديليسبس" البرونزي العملاق الذي ظل مهملا لأكثر من خمسون عاما في مخازن وورش الهيئة إلي أن تم مؤخرا تنفيذ أعمال ترميمه علي يد خبراء متخصصون من فرنسا وتكلف الملايين، فإن القبول أو الرفض لإعادته إلي قاعدته البرونزية لا يجعلنا نتناسى أن مثقفي وجمهور بورسعيد مجمع علي عدم خروج التمثال إلي أي جهة أخري، مع وضعه داخل متحف أو "حديقة التاريخ" المطلة علي قناة السويس شريطة أن يكون محاط بتماثيل ومجسمات للشخصيات المصرية الوطنية من أهالي بورسعيد. وأبدي علاء الحوت مدير متحف الفن الحديث ببور سعيد تعجبه واستغرابه الشديدين لهذا التعدي الصارخ، مؤكدا أن تلك الخطوة مرفوضة شعبيا وثقافيا ونتوقع أن تلحقها مراحل قد تتم خلسة علي رأسها نقل تمثال "ديليسيبس" العملاق، رغما من تعطش المدينة إلي المؤسسات المتحفية والثقافية التي من شأنها أن تعمق روح الانتماء وتعرف النشء بتاريخ بلده، باعتبار المتاحف بأنواعها تمثل ذاكرة الأمة والحافظ الحامي لتراثها والموثق الأمثل لتاريخ الأرض وحضارتها وماضيها العريق، إلا أنه تردد مؤخرا في الأوساط الثقافية عن إجراءات من شأنها تشكيل لجنة فنية إدارية برعاية هيئة قناة السويس التابع لها المتحف بإشراك جهات أخري ذات علاقة بالآثار بهدف جرد محتويات المتحف الأثرية ذات القيمة التاريخية، تمهيدا لنقل محتويات المتحف إلي محافظة الاسماعيلية واستكمالا لمسلسل تفريغ بورسعيد من تراثها القومي وريادتها في منطقة القناة. رابط دائم :