span style="font-family:" Arial",sans-serif"لا أرى ضرورة للاستمرار في الإجازة، الحضانة على بعد ثلاث دقائق والبنت ليست بالصغيرة ويجب أن تخرج وتتعامل قبل سن المدرسة. صباحات جميلة وسلامات طيبة وعطاء سخي لعاملات الحضانة. مرت أيام وأسابيع وكف بكاء الطفلة وأقبلت على اللعب مع أقرانها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"ما زلت أستمر في إجزال العطاء أكثر من الأخريات، كان كلامي قليلا ونبرة صوتي هادئة وعلى وجهي ابتسامة لا تغيب هذه طبيعتي. فوجئوا بأن التكشيرة لم تسرع إليّ والغضب لم يتملكني، ولم ينطلق لساني باللوم والتقريع، ابتسامتي الهادئة نفسها مع اطمئنان على ابنتي وقبول اعتذارهم عن وقوعها من المرجيحة: أعرف اهتمامكم بها الحمدالله أنها بخير. span style="font-family:" Arial",sans-serif"شكروني وأثنوا على أخلاقي. بعد الظهر جاءت بها عاملة الحضانة زينب إلي البيت وقالت إنها عنفتهم بما فيهم ابنتها التي تعمل معها وأنها قالت لهم لولا أن الست طيبة وغلبانة ما كانت لتسامحكم. طيبة وغلبانة شكراً! شكرا زينب رددت بابتسامة وأردفت إن شاء الله لن تتكرر. span style="font-family:" Arial",sans-serif"قبل أن أسلمها لهم في الحضانة صباحاً مررت على محل البقالة لتختار مريم ما تريد من حلوي حملتها هبة وأخذت تقبلها: حمدالله على السلامة يا سكر. وسمحت لها هبة البائعة بأخذ ما تريد، مددت يدي بالحساب ومدت يدها بالباقي وهي تقول "قولتلهم لولا الست طيبة وصوتها واطي وشكلها... span style="font-family:" Arial",sans-serif"أكملي. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أكمل ماذا؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"وشكلها غلبانة... span style="font-family:" Arial",sans-serif"ضحكت هبة ولم تعلق. span style="font-family:" Arial",sans-serif"أهكذا يرونني؟ أين المشكلة؟! دعيهم وما يعتقدون. قلت لنفسي. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عدت في هذا اليوم متأخرة قليلا وضعت قدمي على السلم الأول وإذا باب الجارة الذي لم أره مفتوحاً إلا نادرا يفتح وتخرج منه مريم. مبتسمة في وجهي: أتت بها العاملة منذ قليل. شكرتها وأنا أكتم الغيظ، span style="font-family:" Arial",sans-serif"مالنا والست ألفت إننا لا نراها إلا صدفة، لا أنسي ذلك اليوم وسيارة الإسعاف واقفة أمام الباب لم أدر من استدعاها، حينها رأيتها مهرولة الي داخل شقتها، ألقت السلام ولا شيء: لا دموع ولا صراخ لا إخبار بوفاة الوالد حتى نشاركهم الحدث الجلل. span style="font-family:" Arial",sans-serif"لم تغب الابتسامة وأنا أعاتب وأطلب ألا يتكرر ما حدث، وعد بالتنفيذ ومبررات لا تنتهي. جاءني حاملا دفتر الاحتياطي، كم من مرة يأتي وأقبل، رجل كبير لا ينبغي أن نرفض طلبه. زميلاتي بجواري لا يجرؤ على طرح الموضوع. طيبة بزيادة الي متي؟! ربما يقولون دون صوت. تكررت كثيرا العبارة ألا تلاحظون؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"عيد ميلاد عمر، الجيران لبعضهم أقنعت زوجي بفتح الصالون لهم ومدهم بطقم الصيني ولا مشكلة في تنظيف الفوضى التي أحدثوها وحدي، إنني مثل أختهم والجار للجار، أقبل اعتذارهم بابتسامتي الهادئة وترحيبي بهم على أي وضع. قبل التنظيف جلست بجوار مريم وبيدي طبق حلوي أريد أن أطعمها إياه، لم تأكل منذ عادت من الحضانة، وانشغلت عنها بمساعدة الجيران. صغيرتي الجميلة كلي. لا فائدة، أبعدت يدي. هززت رأسي مستفهمه فأخذت في البكاء، ضممتها إلى صدري علا صوتها بالبكاء ومن بين كلماتها المتقطعة فهمت أن زينب العاملة ضربتها. أوجعتني الكلمة، انتظرت حتى تهدأ قليلا وسألتها: لِمَ؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"قلت لها إني جائعة وأريد الحمام. قالت: انتظري وأكملت إفطارها مع الباقين. span style="font-family:" Arial",sans-serif"مازلت جائعة ذهبت إليها كانت تشرب الشاي. وأستاذة ولاء؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"كانت تشرب الشاي معهم. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وماذا بعد؟ span style="font-family:" Arial",sans-serif"فتحت الثلاجة وسحبت طعامي فوقع على الأرض. أسرعت دادة زينب إليّ وأمسكت يدي وضربتها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"عادت إلى البكاء وهي تقول: ما زالت تؤلمني. span style="font-family:" Arial",sans-serif"وأستاذة ولاء؟! span style="font-family:" Arial",sans-serif"قالت للعاملة: أنتِ غلطانة وغدا أم مريم ستأتي غاضبة . span style="font-family:" Arial",sans-serif"ردت دادة زينب: أم مريم ست طيبة وأنا بأدبها على غلطها. span style="font-family:" Arial",sans-serif"في حضني أخذتها حتى نامت، توقفت دموعها وبدأت دموعي ومعها الأحداث السابقة تهاجمني بشراسة، كوب الشاي يعقبه كوب قهوة ومن تأمل السماء الي التحديق في أرض الشارع، جهزت نفسي ومريم، جرت زينب لتحمل مريم كالعادة أشرت إليها بيدي أن تتوقف واتجهت لمكتب ولاء. سلمتها مريم في يدها وقلت: إن لم تحسنوا الاهتمام بها فخالها المقدم ياسر... لم أكمل الجملة وكان كل شيء على ما يرام. span style="font-family:" Arial",sans-serif"اليوم مختلف عندي وعندهم ابتسمت وأنا أقول لا، ابحثوا عن غيري لحصص الاحتياطي. لم أنس وأنا عائدة وبجواري مريم أن أطرق باب الجيران فهناك "شوكة" ناقصة لم يحضروها مع الأطباق ولم تختف ابتسامتي وأنا أعلمهم بأن زوجي قد غضب لاتساخ السجادة،! أغلقت الباب خلفي وأنا أسمع همساتهم ودهشتهم مما حدث. span style="font-family:" Arial",sans-serif"دخلت المطبخ وجئت بالميزان، وضعت عليه الكيس، ابتسمت: مضبوط، الكفتان متوازنتان.