مؤمن عطاالله بارقة أمل تضىء من جديد بقرب افتتاح أكبر مصنع للغزل فى العالم بمدينة المحلة الكبرى التى تعتبر بلا منازع قاطرة التنمية لهذه الصناعة الضخمة التى ننشدها بمعناها الحقيقى ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع، فبعد أن كانت «المحلة» رائدة لهذه الصناعة فى العالم ومنتجاتها تغزو أسواق أوربا وأمريكا تحت شعار «صنع فى مصر». إلا أن هذه الصناعة تم إهمالها وفقد القطن المصرى عرشه، وتوقفت تروس الإنتاج عن الدوران، وتوقف معها بالتبعية خطوات التنمية فى هذا المجال، إلى أن جاء الرئيس عبد الفتاح السيسى ووجه بتطوير صناعة الغزل والنسيج وإعادة تأهيل المصانع المتعثرة لدفع الصناعة الوطنية للأمام وإعادتها مرة أخرى لعرشها الذهبى. بدأت الحكومة فى تنفيذ مشروع قومى عملاق لتطوير صناعة الغزل والنسيج فى إطار التوجه العام لدعم الصناعة الوطنية وتوفير مستلزمات الإنتاج محليا وتوطين التكنولوجيا الحديثة وزيادة الصادرات، للنهوض بصناعة الغزل والنسيج باعتبارها أحد دعائم الاقتصاد القومي، واستعادة ريادة مصر فى هذه الصناعة وتعظيم القيمة المضافة للقطن المصرى ذى السمعة المتميزة عالميا. الحكومة منذ التوجيه الرئاسى تبذل مساعى حثيثة ودءوبة لاستعادة الريادة لقطاع الصناعات النسيجية، باعتباره مكونًا ورافدًا مهمًا لدعم الاقتصاد الوطني، وذلك فى إطار استراتيجية وطنية يتم السعى من خلالها لتعزيز القدرة التنافسية لصناعة الغزل والنسيج والاستغلال الأمثل للمقومات التى تمتلكها الدولة فى هذا المجال. المشروع العملاق يشمل التوسع فى زراعة القطن وتطوير المحالج مرورًا بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولا إلى المنتجات النهائية للارتقاء بمراحل الإنتاج المختلفة، وإدخال التكنولوجيا الحديثة فيها لتواكب المواصفات العالمية، مما يسهم فى خلق بيئة جاذبة للاستثمار الصناعي، ويعزز من فرص مصر للدخول بصادراتها من الغزل والنسيج كمنافس قوى فى الأسواق العالمية كما كان فى السابق. وشملت أعمال التطوير إعادة تأهيل 65 مصنعًا ومبنى خدميًّا بالشركات التابعة فى مختلف المحافظات، كما تتضمن الانتهاء من دمج 31 شركة لتصبح 9 شركات، تعمل فى مجالات تجارة وحلج الأقطان والغزل والنسيج والصباغة والتجهيز والملابس الجاهزة، وذلك لإنشاء كيانات اقتصادية قوية تعمل على تحقيق التكامل فى الأنشطة المتشابهة والتخصص فى الإنتاج. اقرأ أيضًا| «عضو الغرفة»: الدعم الحكومي ضرورة لمصانع الغزل والنسيج استحوذت شركة غزل المحلة على معظم أعمال التطوير المستهدفة للمشروع القومى، وخصص لها حوالى 40٪ من إجمالى استثمارات المشروع، التى وصلت إلى أكثر من 33 مليار جنيه، تطوير غزل المحلة يشمل إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل 3 مصانع أخرى، منها فى قطاع الغزل مصنع غزل «1» الذى يعد أكبر مصنع غزل فى العالم، حيث يقع على مساحة أكثر من 62 ألفًا، ويضم ما يقارب 183 ألف مردن بطاقة إنتاج 30 طن غزل يومياً، هذا المصنع العملاق تم تركيب ماكيناته الأحدث فى العالم تمهيدا لافتتاحه قريبا، هذه الماكينات موردة من شركة ريتر السويسرية، بهدف مضاعفة الطاقات الإنتاجية، وتوفير المواد الخام التى تحتاجها مصانع القطاع الخاص بجودة عالية، ليساهم فى توفير غزول بمليار دولار سنويا يتم استيرادها من الخارج سنويا. كما أنه تم الانتهاء من تطوير مصنع غزل «4» المنتظر افتتاحه رسمياً. كما يجرى العمل فى إنشاء 3 مصانع أخرى على مساحة 38 ألف متر، أحدها لإنتاج الملايات والمفارش، والثانى لإنتاج الوبريات والثالث للتحضيرات، وذلك بطاقة إنتاجية 3 أضعاف الإنتاج الحالى ليصل الإنتاج إلى 143 ألف متر قماش و37 طن وبرة يوميًّا، ولا تتوقف التطويرات عند هذا الحد بل يتم إنشاء مصنع آخر يستخدم أحدث التكنولوجيا فى مجال الصباغة والتجهيز فى العالم على مساحة 36 ألف متر، بطاقة إنتاجية 40 طناً وبريات يوميًّا، بالإضافة إلى صباغة وتجهيز 135 ألف متر يوميًّا. المشروع يشمل أيضًا تطوير عدد من الشركات الأخرى فى المحافظات. عمليات التطوير الجديدة ستساهم مع الآليات الحديثة للتسويق فى وقف خسائر سنوية لمصانع الغزل والنسيج تصل لنحو 2.5 مليار جنيه كما ستزيد الصادرات لنحو 2 مليار دولار سنويا يمكن زيادتها ل 10 مليارات دولار سنويا شريطة فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية المصنوعة من القطن المصرى عالى الجودة عالميا.