في قلب العصر الذهبي لمصر القديمة، وبالتحديد خلال المملكة الوسطى، نشهد تجلي براعة الحرفيين المصريين القدماء من خلال نموذج مركب خشبي فريد يعود تاريخه إلى حوالي 1981-1975 قبل الميلاد، هذا النموذج، الذي عُثر عليه في قبر ميكتري، ليس مجرد قطعة فنية، بل هو رمز للإتقان والجمال الذي كان يميز الحضارة المصرية. يعبر هذا النموذج عن الحياة الدنيوية والآخرة، مجسدًا رحلة الروح بعد الموت، وملقياً الضوء على الإيمان العميق بالحياة بعد الموت في تلك الحقبة الزمنية العريقة. في هذا التقرير، سنستعرض تفاصيل هذا النموذج الرائع الذي يجسد رحلة مركب يشق عباب النيل شمالاً، متحديًا الرياح الشمالية بمجاديفه الثمانية عشر، يتميز المركب بصاريه المرتكز على دعامة متينة، وشراعه المطوي بعناية على سطحه، مما يعكس استعداد المركب للإبحار في رحلة العودة. في مقدمة المركب، يجلس ميكتري ممسكًا بزهرة اللوتس، رمز الولادة الجديدة والتجدد، بينما يقف أمامه قبطان القارب متقاطع الذراعين بإجلال. خلفية تاريخية عن المملكة الوسطى وأهمية النماذج الخشبية في القبور المصرية القديمة النماذج الخشبية كانت تُستخدم بكثرة في القبور المصرية القديمة كرموز للحياة اليومية ولرحلة الروح في الآخرة. المملكة الوسطى، التي تمتد من حوالي 2055 إلى 1650 قبل الميلاد، كانت فترة ازدهار في الفنون والحرف، حيث كانت النماذج الخشبية تعبر عن إيمان المصريين بالحياة بعد الموت. اقرأ أيضا|حكايات| «ستار الكعبة».. تحفة فنية منسوجة في مصر العثمانية تفاصيل تصميم النموذج ومكوناته يضم هذا النموذج مركبًا بثمانية عشر مجدافًا، وصاريًا مرتكزًا على دعامة متينة، وشراعًا مطويًا بعناية. في مقدمة المركب، يجلس ميكتري ممسكًا بزهرة اللوتس، بينما يقف قبطان القارب أمامه بإجلال. في قلب المركب، توجد مقصورة تحرس كنوز ميكتري الثمينة. رمزية المركب في الثقافة المصرية القديمة المركب في الثقافة المصرية القديمة كان يرمز للرحلة عبر الحياة والآخرة. زهرة اللوتس التي يمسك بها ميكتري في النموذج تعبر عن الولادة الجديدة والتجدد، مما يعكس الإيمان العميق بالحياة بعد الموت. تقنيات الحرفيين القدماء في صناعة النماذج الخشبية استخدم الحرفيون القدماء مواد متنوعة مثل الخشب والجص والطلاء وخيوط الكتان والقماش لصنع هذا النموذج. الإتقان في التفاصيل يعكس براعة هؤلاء الحرفيين وقدرتهم على تجسيد الحياة اليومية والرموز الدينية في أعمالهم. الأهمية الأثرية والفنية للنموذج يُعتبر هذا النموذج شاهدًا على عظمة الحضارة المصرية، ويُظهر الإتقان والجمال الذي كان يُولى لأدق التفاصيل في تلك الحقبة الزمنية. الأهمية الأثرية للنموذج تتجلى في فهمنا للحياة اليومية والدينية للمصريين القدماء، وكذلك براعة حرفييهم في تجسيد تلك الحياة بمواد بسيطة. يُعد هذا النموذج شاهدًا حيًا على عظمة الحضارة المصرية وبراعة حرفييها القدماء. من خلال هذا التقرير، نأمل أن نكون قد سلطنا الضوء على الإتقان والتفاصيل الفنية الرائعة التي جعلت من هذا النموذج تحفة فنية خالدة، تعكس إيمان المصريين القدماء بالحياة بعد الموت ورحلة الروح الأبدية.