كان نبلاء المصريين القدماء، أملاً في التمتع بحياتهم الأخرى، حريصين على تزويد قبورهم بتماثيل خدمهم لخدمتهم في العالم الآخر، وقد حوى قبر ني عنخ بيبي، الموظف "المشرف على مصر العليا"، الذي عثر عليه في مير بالقرب من مركز القوصية بمحافظة أسيوط، عدداً كبيراً من تماثيل تصور خدمًا من ذكور وإناث يتولون أعمالًا مختلفة، من إعداد الدقيق وخبيز الخبز، وشواء الطير أو عصر الجعة. أصل الحكاية | كيف كان المصريون القدماء يستخدمون الذهب؟ ومن أكثر هذه التماثيل أصالة، ذلك التمثال الصغير الملون المصنوع من الخشب لخادم الموظف "ني عنخ بيبي"، الذي يحمل حقائب سيده، هذا التمثال يعد من التحف الرائعة التي تعكس براعة النحاتين في الدولة القديمة، وتحديداً في الأسرة السادسة. - التحفة الفنية: تمثال خادم "ني عنخ بيبي" التمثال الصغير الملون المصنوع من الخشب لخادم الموظف "ني عنخ بيبي" هو أحد أبرز مقتنيات المتحف المصري في التحرير بالقاهرة. هذا التمثال يجسد بوضوح الفن المتميز للنحاتين المصريين القدماء في الدولة القديمة، والذين كانوا قادرين على نقل تفاصيل الحياة اليومية بدقة وإبداع من خلال أعمالهم الفنية. التمثال يعرض صورة خادم يحمل حقائب سيده، مما يدل على اهتمام المصريين القدماء بتوثيق الحياة اليومية والأنشطة المختلفة التي كان يقوم بها الخدم في ذلك الوقت. الألوان المستخدمة في التمثال لا تزال تحتفظ بجمالها، مما يعكس التقنية العالية التي استخدمت في تلوين الأخشاب في ذلك العصر. - تاريخ وقيمة التمثال يعود تاريخ هذا التمثال إلى الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وهي فترة زمنية كانت تتميز بالاستقرار والنمو الفني والثقافي. تم العثور على هذا التمثال ضمن مجموعة من التماثيل الأخرى في قبر "ني عنخ بيبي"، الذي كان يشغل منصب "المشرف على مصر العليا". هذه التماثيل كانت توضع في القبور كجزء من المعتقدات الدينية للمصريين القدماء، حيث كانوا يؤمنون بأن هذه التماثيل ستخدمهم في الحياة الآخرة. تمثال خادم "ني عنخ بيبي" هو تحفة فنية رائعة تعكس العمق الثقافي والديني للمصريين القدماء، وكذلك مهاراتهم الفنية الفائقة. هذه القطعة الفنية ليست مجرد تمثال خشبي صغير، بل هي نافذة على حياة وأفكار الحضارة المصرية القديمة، مما يجعلها واحدة من الكنوز القيمة التي يمكن للجميع الاستمتاع بها في المتحف المصري.