نقابة المحامين تدعو الجمعية العمومية لمناقشة تعديل المعاشات واعتماد الميزانيات    لاجارد تترأس مجموعتين ببنك التسويات الدولية خلفا ل جيروم باول    13.439 مليار جنيه صافي أرباح بنك التعمير والإسكان حتى نهاية سبتمبر 2025    سعر كرتونه البيض الأحمر والأبيض للمستهلك اليوم الأربعاء 12نوفمبر2025 فى المنيا    رسميًا.. ستاندرد بنك يفتتح مكتبًا في مصر لتعزيز الاستثمارات بين إفريقيا والشرق الأوسط    جوتيريش يجدد مطالبة إسرائيل بالانسحاب ووقف الاعتداءات على لبنان    منتخب إيطاليا يفقد ثنائيا بارزا في تصفيات مونديال 2026    بث مباشر.. تونس تواجه موريتانيا وديًا اليوم ضمن استعدادات كأس الأمم الإفريقية 2025    توخيل يحمّل لاعبي إنجلترا مسؤولية إشعال أجواء ملعب ويمبلي    كرة يد - بعثة سموحة تصل الإمارات مكتملة تحضيرا لمواجهة الأهلي في السوبر    انتشال جثة شاب من تحت أنقاض عقار الجمرك المنهار بالإسكندرية    ضبط مصنع حلويات بدون ترخيص في بني سويف    ما عدد التأشيرات المخصصة لحج الجمعيات الأهلية هذا العام؟.. وزارة التضامن تجيب    تعليم دمياط تعقد اجتماعا استعدادا لانتخابات مجلس النواب 2025    للمرة الثانية.. حجز الفنان محمد صبحي في الرعاية المركزة    محمود الليثى باكيا من عزاء إسماعيل الليثى: مع السلامة يا طيب    أسماء جلال ترد بطريقتها الخاصة على شائعات ارتباطها بعمرو دياب    المتحف المصري الكبير ينظم الدخول ويخصص حصة للسائحين لضمان تجربة زيارة متكاملة    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    استشاري مناعة يوجه رسالة تحذيرية عن لقاح الإنفلونزا (فيديو)    طريقة عمل فتة الشاورما، أحلى وأوفر من الجاهزة    هبة التميمي: المفوضية تؤكد نجاح الانتخابات التشريعية العراقية بمشاركة 55%    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. آثارنا تتلألأ على الشاشة بعبق التاريخ    جنوب سيناء.. تخصيص 186 فدانا لزيادة مساحة الغابة الشجرية في مدينة دهب    بحماية الجيش.. المستوطنون يحرقون أرزاق الفلسطينيين في نابلس    19 ألف زائر يوميًا.. طفرة في أعداد الزائرين للمتحف المصري الكبير    ذكرى رحيل الساحر الفنان محمود عبد العزيز فى كاريكاتير اليوم السابع    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    الغرفة التجارية بمطروح: الموافقة على إنشاء مكتب توثيق وزارة الخارجية داخل مقر الغرفة    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    بتروجت يواجه النجوم وديا استعدادا لحرس الحدود    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    موعد مباراة مصر وأوزبكستان الودية.. والقنوات الناقلة    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    اليابان تتعاون مع بريطانيا وكندا في مجالي الأمن والاقتصاد    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    نهلة الصعيدي: الأزهر ظل عبر تاريخه الطويل منارة للعلم وموئلا للطلاب من شتى بقاع الأرض    الحبيب الجفرى: مسائل التوسل والتبرك والأضرحة ليست من الأولويات التى تشغل المسلمين    دار الإفتاء توضح حكم القتل الرحيم    الأهلي يضع تجديد عقد ديانج في صدارة أولوياته.. والشحات يطلب تمديدًا لعامين    المشدد 15 و10 سنوات للمهتمين بقتل طفلة بالشرقية    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    قصر العينى يحتفل بيوم السكر العالمى بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    الداخلية تضبط 316 كيلو مخدرات و55 قطعة سلاح ناري خلال يوم    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    رئيس هيئة الرقابة المالية يبحث مع الأكاديمية الوطنية للتدريب تطوير كفاءات القطاع غير المصرفي    المصرية جمانا نجم الدين تحصد لقب أفضل قنصل لعام 2025 في المملكة المتحدة    اليوم.. محاكمة 6 متهمين ب "داعش أكتوبر"    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا ينتظر العالم لو فازت؟

‬لاتعرف ‬أحداث ‬التاريخ ‬كلمة "‬لو" ‬لكن ‬فى ‬معارك ‬الانتخابات ‬تتحول ‬كلمة "‬لو" ‬إلى ‬فعل ‬مسيطر ‬حتى ‬لحظة ‬ظهور ‬نتيجة ‬المعركة ‬وتحديد ‬من ‬هو ‬الفائز ‬أو ‬الفائزة. ‬
يتابع ‬العالم ‬بترقب ‬شديد ‬الانتخابات ‬الرئاسية ‬الأمريكية ‬الدائرة ‬معركتها ‬الآن ‬والتى ‬أصبح ‬من ‬حكم ‬المؤكد ‬أن ‬القتال ‬من ‬أجل ‬الوصول ‬إلى ‬البيت ‬الأبيض ‬فى ‬واشنطن ‬سيكون ‬بين ‬الرئيس ‬السابق ‬والمرشح ‬الحالى ‬دونالد ‬ترامب ‬ونائبة ‬الرئيس ‬والمرشحة ‬الحالية ‬كامالا ‬هاريس. ‬
يأتى ‬هذا ‬الترقب ‬والاهتمام ‬من ‬أعضاء ‬المجتمع ‬الدولى ‬بنتيجة ‬هذه ‬الانتخابات ‬الرئاسية ‬سواء ‬من ‬حلفاء ‬الولايات ‬المتحدة ‬أو ‬أعدائها ‬لأسباب ‬متعددة، ‬على ‬رأسها ‬وضع ‬الولايات ‬المتحدة ‬فى ‬المجتمع ‬الدولى ‬كقوة ‬عظمى ‬مهيمنة ‬تتأثر ‬أغلب ‬مصالح ‬دول ‬العالم ‬بشكل ‬مباشر ‬أو ‬غير ‬مباشر ‬بالسياسات ‬التى ‬تتخذها ‬واشنطن، ‬يدفع ‬العامل ‬الاقتصادى ‬المجتمع ‬الدولى ‬لمزيد ‬من ‬الترقب٬ ‬يبذل ‬خصوم ‬الولايات ‬المتحدة ‬المحاولات ‬الجادة ‬والمستمرة ‬للتخلص ‬من ‬قبضتها ‬على ‬مقدرات ‬الاقتصاد ‬العالمى ‬وتحريره ‬من ‬هيمنة ‬الدولارلكن ‬إلى ‬اللحظة ‬الراهنة ‬مازالت ‬الكلمة ‬العليا ‬فى ‬هذا ‬الاقتصاد ‬تملكها ‬واشنطن ‬ويكفى ‬أن ‬أغلب ‬الشركات ‬العابرة ‬للقارات ‬والحدود ‬والقوميات ‬و ‬التريولينية ‬فى ‬حجمها ‬المالى ‬مقرها ‬الولايات ‬المتحدة. ‬
هناك ‬سبب ‬رئيسى ‬آخر ‬يذهب ‬بالمواطن ‬العادى ‬مثله ‬مثل ‬رجال ‬السياسة ‬والاقتصاد ‬لمتابعة ‬نفس ‬الانتخابات ‬بشغف ‬فالثورة ‬المعلوماتية ‬التى ‬قادتها ‬الولايات ‬المتحدة ‬خلال ‬الثلاث ‬عقود ‬الماضية ‬بأطوارها ‬المتتالية ‬حتى ‬مرحلة ‬السوشيال ‬ميديا ‬والذكاء ‬الاصطناعى ‬غيرت ‬معالم ‬المجتمع ‬البشرى ‬وصنعت ‬مايمكن ‬تسميته ‬بالمواطن ‬العالمى ‬العابر ‬للحدود ‬والقوميات ‬الذى ‬يستخدم ‬أدوات ‬ثورة ‬المعلومات ‬فى ‬التعامل ‬مع ‬محيطه ‬الاجتماعى ‬والسياسى ‬والاقتصادى ‬والولايات ‬المتحدة ‬بكل ‬أحداثها ‬حاضرة ‬فى ‬التعامل ‬اللحظى ‬لهذا ‬المواطن ‬العالمى ‬ومن ‬خلال ‬أيضا ‬آلة ‬الدعاية ‬الجبارة ‬التى ‬تديرها ‬واشنطن ‬وتطغى ‬على ‬كافة ‬وسائط ‬الثورة ‬المعلوماتية .‬
لهذه ‬الأسباب ‬ليس ‬من ‬المستغرب ‬إذا ‬أن ‬ينشغل ‬العالم ‬بمواطنيه ‬ورجال ‬السياسة ‬والاقتصاد ‬بسؤال ‬من ‬هو ‬سيد ‬أو ‬سيدة ‬البيت ‬الأبيض ‬الجديد ‬؟الإجابة ‬النهائية ‬لهذا ‬السؤال ‬ستتأكد ‬فى ‬شهر ‬نوفمبر ‬القادم ‬بإعلان ‬الفائز، ‬بعيدًا ‬عن ‬الإجابة ‬المنتظرة ‬فهناك ‬ملاحظتين ‬تتعلقان ‬بعملية ‬الانتخابات ‬الأمريكية ‬بصفة ‬عامة ‬وانتخابات ‬العام ‬الحالى ‬2024 .‬
تبدو ‬العملية ‬الانتخابية ‬الأمريكية ‬فى ‬ظاهرها ‬قمة ‬الديمقراطية ‬على ‬الطريقة ‬الغربية ‬ولكن ‬فى ‬الحقيقة ‬أن ‬أقرب ‬ما ‬يشابهها ‬هى ‬الانتخابات ‬الإيرانية ‬ولكن ‬الفارق ‬يصب ‬بالتأكيد ‬فى ‬صالح ‬النظام ‬السياسى ‬الأمريكى ‬لأنه ‬الأذكى، ‬ففى ‬الانتخابات ‬الإيرانية ‬من ‬حق ‬أى ‬مواطن ‬الترشح ‬للانتخابات ‬لكن ‬يوجد ‬فى ‬طهران ‬مايسمى ‬بمجلس ‬تشخيص ‬النظام ‬الذى ‬يحدد ‬من ‬يصلح ‬للترشح ‬من ‬عدمه ‬ولايمكن ‬لمن ‬تم ‬رفض ‬ترشحه ‬التقدم ‬للترشح ‬بأى ‬شكل ‬من ‬الأشكال ‬كما ‬حدث ‬مع ‬الرئيس ‬الإيرانى ‬السابق ‬أحمدى ‬نجاد ‬فى ‬انتخابات ‬إيران ‬التى ‬انتهت ‬مؤخرًا. ‬
بالتأكيد ‬لايوجد ‬فى ‬الولايات ‬المتحدة ‬مجلس ‬تشخيص ‬النظام ‬ولكن ‬يوجد ‬قوى ‬أخرى ‬داخل ‬الدولة ‬و ‬النظام ‬الأمريكى ‬لا ‬تعلن ‬عن ‬نفسها ‬بشكل ‬رسمى ‬تقوم ‬بنفس ‬دور ‬هذا ‬المجلس ‬الإيرانى ‬عن ‬طريق ‬سلطة ‬المال ‬السياسى ‬ونفوذ ‬تكتلات ‬نخبوية ‬تسيطرعلى ‬كافة ‬مفاصل ‬المجتمع ‬الأمريكى ‬وتستطيع ‬بسهولة ‬إغلاق ‬الطريق ‬أمام ‬مرشح ‬ما ‬ترى ‬أنه ‬غير ‬مناسب ‬لخدمة ‬مصالحها ‬أو ‬إعطاء ‬الضوء ‬الأخضر ‬لآخر ‬من ‬أجل ‬إكمال ‬مسيرته ‬الانتخابية ‬لتوافقه ‬مع ‬هذه ‬المصالح، ‬بمعنى ‬آخر ‬لاينتخب ‬المواطن ‬الأمريكى ‬من ‬يريد ‬بل ‬ينتخب ‬ماتريده ‬هذه ‬القوى ‬وتفرضه ‬عليه. ‬
توجد ‬حالة ‬ثالثة ‬تستطيع ‬هذه ‬القوى ‬فيها ‬تصنيع ‬وتجهيز ‬مرشح ‬قادم ‬من ‬المجهول ‬لأنها ‬ترى ‬أنه ‬هو ‬الأنسب ‬للبيت ‬الأبيض ‬والمتوافق ‬مع ‬الظرف ‬التاريخى ‬والسياسى ‬والاجتماعى ‬الذى ‬يخدم ‬مصالحها ‬على ‬المدى ‬القريب ‬والبعيد. ‬
لعل ‬أوضح ‬مثال ‬على ‬هذه ‬الحالة ‬وصول ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬السابق ‬باراك ‬أوباما ‬إلى ‬الحكم ‬ليعطى ‬بوصوله ‬إشارة ‬إلى ‬العالم ‬والمجتمع ‬الأمريكى ‬أن ‬الولايات ‬المتحدة ‬تخلصت ‬من ‬عنصريتها ‬المقيتة ‬وميراثها ‬الدموى ‬طوال ‬قرنين ‬ولكن ‬الحقيقة ‬أن ‬العنصرية ‬والتمييز ‬العرقى ‬مازالا ‬فى ‬قلب ‬المجتمع ‬الأمريكى ‬ولم ‬يكن ‬مهمًا ‬لهذه ‬القوى ‬إنهاء ‬العنصرية ‬واقتلاعها ‬من ‬جذورها، ‬كان ‬المهم ‬فقط ‬طلاء ‬وجه ‬"الديمقراطية ‬" ‬الأمريكية ‬بطلاء ‬زائف ‬حتى ‬تستمر ‬آلة ‬السياسة ‬الأمريكية ‬بالضغط ‬على ‬خصومها ‬وحلفائها ‬باسم ‬الحرية ‬وحقوق ‬الإنسان ‬وتحقيق ‬مصالحها ‬وفى ‬نفس ‬الوقت ‬إعطاء ‬المجتمع ‬الأمريكى ‬جرعة ‬مسكنة ‬من ‬آلام ‬العنصرية ‬سرعان ‬مازال ‬أثرها ‬وعاد ‬هذا ‬المجتمع ‬للانفجار ‬من ‬جديد، ‬خلال ‬ثمانى ‬سنوات ‬من ‬حكم ‬أوباما ‬وتيار ‬اليسار ‬المعولم ‬حققت ‬هذه ‬القوى ‬بالفعل ‬الكثير ‬من ‬مصالحها ‬وفرضت ‬بنسبة ‬كبيرة ‬تصوراتها ‬على ‬العالم ‬ومازال ‬هذا ‬العالم ‬وخاصة ‬منطقتنا ‬يعانى ‬من ‬تبعات ‬هذه ‬التصورات ‬الغامضة ‬فى ‬أهدافها. ‬
بالنسبة ‬للانتخابات ‬الأمريكية ‬الحالية ‬انتخابات ‬العام ‬2024 ‬فهى ‬تمثل ‬مسارًا ‬منفصلا ‬عن ‬مجمل ‬التاريخ ‬السياسى ‬الأمريكى ‬من ‬عدة ‬أوجه، ‬فهذه ‬الانتخابات ‬ليست ‬بين ‬حزبين ‬سياسيين ‬بل ‬ترسخ ‬الانقسام ‬الحادث ‬فى ‬الأمة ‬الأمريكية ‬بين ‬تيارين ‬لا ‬يقبلان ‬التعايش ‬فى ‬مجتمع ‬واحد ‬كل ‬منهما ‬يريد ‬فرض ‬رؤيته ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬وبالأخص ‬الاجتماعية ‬على ‬الأمة ‬الأمريكية ‬ومن ‬داخل ‬أمريكا ‬يتم ‬تصديرهذه ‬الرؤية ‬إلى ‬كل ‬العالم، ‬يمثل ‬التيار ‬الأول ‬الرئيس ‬الأمريكى ‬السابق ‬دونالد ‬ترامب ‬ويمكن ‬اختصارًا ‬إطلاق ‬اسم ‬الرأسمالية ‬الكلاسيكية ‬على ‬هذا ‬التيار ‬رغم ‬أنه ‬يشمل ‬داخله ‬تعريفات ‬وتنويعات ‬متعددة ‬ووراؤه ‬مشروع ‬ضخم ‬تتبناه ‬مؤسسة ‬هرتيج ‬اليمينية ‬تهدف ‬من ‬خلاله ‬لتغيير ‬الأمة ‬الأمريكية ‬بالكامل ‬أو ‬إعادتها ‬لحالتها ‬النقية ‬الأولى ‬وقت ‬تأسيسها. ‬
على ‬الجبهة ‬الأخرى ‬تمثل ‬نائبة ‬الرئيس ‬كامالا ‬هاريس ‬امتداد ‬أفكار ‬باراك ‬أوباما ‬الذى ‬تعتبره ‬استاذها ‬ويمكن ‬اختصارًا ‬إطلاق ‬اسم ‬اليسار ‬المعولم ‬على ‬هذا ‬التيار ‬والذى ‬يحمل ‬توجهات ‬تضاد ‬تمامًا ‬مع ‬مايمثله ‬تيار ‬ترامب ‬على ‬كافة ‬المستويات ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬والاجتماعية. ‬
‬كان ‬يمكن ‬التعامل ‬مع ‬الأمر ‬على ‬أنه ‬شأن ‬أمريكى ‬داخلى ‬لكن ‬الخطورة ‬تكمن ‬فى ‬أن ‬كلا ‬من ‬التيارين ‬له ‬رؤية ‬يريد ‬تطبيقها ‬على ‬النطاق ‬الدولى ‬فى ‬ظل ‬امتلاك ‬الولايات ‬المتحدة ‬للقوة ‬السياسية ‬والاقتصادية ‬والعسكرية ‬التى ‬تستطيع ‬بها ‬فرض ‬أى ‬من ‬الرؤيتين ‬على ‬العالم. ‬
هناك ‬الجانب ‬الشكلى ‬الذى ‬يعطى ‬انتخابات ‬2024 ‬تمايزًا ‬عن ‬غيرها، ‬قرر ‬أن ‬يخوضها ‬رئيس ‬سابق ‬وانسحب ‬منها ‬رئيس ‬حالى ‬بقوة ‬وسلطة ‬المال ‬السياسى ‬بمنع ‬التبرعات ‬عن ‬حملته ‬عندما ‬لم ‬يقتنع ‬أنه ‬أصبح ‬عبئًا ‬على ‬مصالح ‬القوى ‬التى ‬يمثلها ‬أو ‬مجلس ‬تشخيص ‬النظام ‬على ‬الطريقة ‬الأمريكية، ‬ثم ‬صعود ‬نائبة ‬الرئيس ‬لتخوض ‬الانتخابات ‬بعد ‬أن ‬تم ‬تحويل ‬دفة ‬المال ‬السياسى ‬لصالحها ‬بدلا ‬من ‬بايدن ‬المنسحب، ‬هذا ‬غير ‬أجواء"الأكشن" ‬التى ‬فرضتها ‬محاولة ‬اغتيال ‬دونالد ‬ترامب، ‬استطاعت ‬انتخابات ‬2024 ‬أن ‬تقدم ‬للمجتمع ‬الدولى ‬أفضل ‬حبكة ‬درامية ‬سياسية ‬أمريكية ‬مثيرة ‬وتفوقت ‬فى ‬إثارتها ‬على ‬صناع ‬السينما ‬فى ‬هوليود. ‬
تعتبر ‬الفترة ‬التى ‬قضاها ‬ترامب ‬فى ‬البيت ‬الأبيض ‬كرئيس ‬كاشفة ‬إلى ‬حد ‬معقول ‬عن ‬تصوراته ‬ورؤية ‬تياره ‬لما ‬يمكن ‬أن ‬تكون ‬عليه ‬أمريكا ‬فى ‬السنوات ‬الأربع ‬القادمة ‬وكيف ‬ستشتبك ‬مع ‬العالم ‬لكن ‬حملة ‬ترامب ‬الانتخابية ‬الدائرة ‬حاليًا ‬خاصة ‬مع ‬اختيار ‬نائبه ‬جيه ‬دى ‬فانس ‬ووجود ‬مشروع ‬مؤسسة ‬هرتيج ‬تؤكد ‬أن ‬هناك ‬تطورات ‬طالت ‬هذه ‬التصورات ‬والرؤية ‬وجعلتها ‬أكثر ‬حدة ‬تجاه ‬الداخل ‬الأمريكى ‬والعالم.‬
عندما ‬ننتقل ‬إلى ‬النائبة ‬كامالا ‬هاريس ‬فرغم ‬أنها ‬تشغل ‬منصب ‬نائبة ‬الرئيس ‬ومازالت ‬إلا ‬أن ‬هذا ‬المنصب ‬الباهت ‬فى ‬تركيبة ‬السلطة ‬السياسية ‬الأمريكية ‬لايعطى ‬الكثير ‬من ‬الإضاءة ‬على ‬طبيعة ‬رؤية ‬هاريس ‬وما ‬تخطط ‬له ‬أن ‬أصبحت ‬سيدة ‬البيت ‬الأبيض. ‬
‬يرى ‬كثيرون ‬أن ‬هاريس ‬هى ‬النسخة ‬النسائية ‬الأوبامية ‬أو ‬المعبرة ‬عن ‬امتداد ‬أفكار ‬باراك ‬أوباما ‬وتيار ‬اليسار ‬المعولم ‬بكل ‬تنويعاته ‬وبالفعل ‬هى ‬أعلنت ‬أكثر ‬من ‬مرة ‬أن ‬أوباما ‬هو ‬مرجعها ‬لكن ‬المدهش ‬أن ‬هذا ‬المرجع ‬أو ‬الرئيس ‬السابق ‬أوباما ‬تأخر ‬كثيرًا ‬وفق ‬سرعة ‬الأحداث ‬فى ‬الإعلان ‬عن ‬تأييده ‬لترشحها ‬بل ‬أول ‬تصريح ‬له ‬عقب ‬انسحاب ‬بايدن ‬وإعلان ‬هاريس ‬أنها ‬ستخوض ‬الانتخابات ‬قال ‬أوباما ‬لنترك ‬الحزب ‬يقرر ‬ثم ‬بعد ‬ترقب ‬أعلن ‬أخيرا ‬مكتفياهو ‬وزوجته ‬ميشيل ‬بمكالمة ‬تليفونية ‬لدعم ‬هاريس ‬مع ‬أن ‬أوباما ‬هو ‬ملك ‬الشو ‬والظهور ‬الإعلامى ‬المستمر ‬لكنه ‬اكتفى ‬بمكالمة ‬ولم ‬يكن ‬أوباما ‬وحده ‬فهناك ‬شخصيات ‬ثقيلة ‬فى ‬هذا ‬التيار ‬والحزب ‬الديمقراطى ‬تلكأت ‬كثيرا ‬فى ‬إعلان ‬تأييدها ‬لهاريس ‬وهناك ‬من ‬عارض ‬ترشحها ‬حتى ‬الآن ‬مثل ‬مايكل ‬بلومبرج ‬واحد ‬من ‬أكبر ‬المانحين ‬للحزب ‬الديمقراطى. ‬
رغم ‬الاختلاف ‬مع ‬سياسات ‬أوباما ‬وأفكار ‬تياره ‬التى ‬تسببت ‬فى ‬كوارث ‬للشرق ‬الأوسط ‬إلا ‬أنه ‬على ‬مستوى ‬التركيبة ‬الأمريكية ‬يمتلك ‬بالتأكيد ‬حسًا ‬سياسيًا ‬مرتفعًا ‬يجعله ‬يعلم ‬متى ‬يندفع ‬فى ‬التأييد ‬كما ‬فعل ‬مع ‬صديقه ‬بايدن ‬فى ‬حملته ‬الانتخابية ‬ومتى ‬يكتفى ‬بمكالمة ‬لهاريس. ‬
يبدو ‬أن ‬المتلكئين ‬فى ‬دعم ‬هاريس ‬وعلى ‬رأسهم ‬أوباما ‬يرون ‬فيها ‬ما ‬لايراه ‬غيرهم ‬فلا ‬يعنى ‬زعمها ‬أنها ‬تتبنى ‬رؤية ‬هذا ‬التيار ‬أنها ‬يمكن ‬أن ‬تنفذ ‬هذه ‬الرؤية ‬وفق ‬حسابات ‬دقيقة ‬بين ‬قوى ‬المصالح ‬المتعارضة ‬فى ‬واشنطن ‬والتوازن ‬السياسى ‬المطلوب ‬بشدة ‬فى ‬هذه ‬المرحلة ‬من ‬تاريخ ‬أمريكا ‬وبحكمة ‬يجب ‬أن ‬يحرص ‬عليها ‬الرئيس ‬القادم ‬لكن ‬كل ‬متابع ‬لهاريس ‬وشخصيتها ‬منذ ‬توليها ‬منصب ‬نائبة ‬الرئيس ‬وإلى ‬الآن ‬يجد ‬إلى ‬حد ‬كبير ‬أنها ‬بعيدة ‬عن ‬هذا ‬التوازن ‬ولا ‬تمتلك ‬الكثير ‬من ‬هذه ‬الحكمة ‬وكان ‬الوصف ‬الأكثر ‬شراسة ‬ما ‬قاله ‬عنها ‬خصمها ‬اللدود ‬دونالد ‬ترامب ‬"الليبرالية ‬المجنونة ‬هاريس ‬لو ‬دخلت ‬البيت ‬الأبيض ‬مات ‬الحلم ‬الأمريكى". ‬
بعيدا ‬عن ‬تلكؤ ‬الديمقراطيين ‬أصحاب ‬نفس ‬الرؤية ‬وشراسة ‬هجوم ‬ترامب ‬يمكن ‬البحث ‬عن ‬حقيقة ‬شخصية ‬كامالا ‬هاريس ‬من ‬خلال ‬ماكتبته ‬عن ‬نفسها ‬فى ‬سيرة ‬حياتها ‬التى ‬أصدرتها ‬تحت ‬عنوان ‬"حقائق ‬نتمسك ‬بها ..‬رحلة ‬أمريكية ‬" ‬بالتأكيد ‬تقدم ‬هاريس ‬نفسها ‬بشكل ‬إيجابى ‬فى ‬سيرتها ‬التى ‬تقترب ‬من ‬400 ‬صفحة ‬وقد ‬تصل ‬هذه ‬الإيجابية ‬فى ‬بعض ‬الأحيان ‬إلى ‬درجة ‬مبالغ ‬فيها ‬حتى ‬أن ‬العنوان ‬الذى ‬اختارته ‬يبدوغريًبا ‬بعض ‬الشىء ..‬حقائق ‬نتمسك ‬بها .. ‬فما ‬تعتقده ‬حسب ‬رؤيتها ‬يكون ‬حقائق ‬ولا ‬تقبل ‬الشك . ‬
إذا ‬سرنا ‬وراء ‬حقائق ‬هاريس ‬التى ‬ترى ‬أنه ‬لاشك ‬فيها ‬نجد ‬خلال ‬فصل ‬كامل ‬من ‬سيرتها ‬يحمل ‬عنوان ‬"أجراس ‬الزفاف" ‬تروى ‬لنا ‬فيه ‬معركتها ‬أثناء ‬توليها ‬منصب ‬مدعى ‬عام ‬ولاية ‬كاليفورنيا ‬من ‬أجل ‬إقرار ‬حقوق ‬المثليين ‬فى ‬الزواج ‬وإلغاء ‬القانون ‬الأمريكى ‬الذى ‬يحرمه ‬و ‬يعرف ‬الزواج ‬بأنه ‬بين ‬رجل ‬وامرأة ‬وتعلن ‬هاريس ‬سعادتها ‬وانتصارها ‬لأنها ‬هى ‬من ‬عقدت ‬بنفسها ‬أول ‬زواج ‬للمثليين ‬بل ‬عندما ‬يخبرها ‬كاتب ‬المحكمة ‬بأن ‬الصيغة ‬التنفيذية ‬للقانون ‬لم ‬تطبق ‬بعد ‬تقول ‬له ‬" ‬أنا ‬كامالا ‬هاريس ‬عليك ‬أن ‬تبدأ ‬عقد ‬القران ‬فى ‬الحال" ‬أما ‬الحقيقة ‬التى ‬تنقلها ‬لنا ‬هاريس ‬من ‬مناصرتها ‬لحق ‬زواج ‬المثليين ‬أن ‬الحب ‬يجب ‬أن ‬يسود ‬و ‬تعلق ‬على ‬ما ‬فعلته ‬بفخر ‬قائلة ‬" ‬صرت ‬قادرة ‬على ‬الإحساس ‬بأن ‬هناك ‬تاريخًا ‬يجرى ‬صنعه ‬فى ‬تلك ‬اللحظات ‬"!
طوال ‬هذه ‬المذكرات ‬التى ‬تراها ‬هاريس ‬حقائق ‬هي ‬مواقف ‬شديدة ‬الحدية ‬ضد ‬كل ‬ما ‬يخالف ‬ما ‬تراه ‬سواء ‬دول ‬مثل ‬روسيا ‬أو ‬تيارات ‬وأفكار ‬أخرى ‬ولا ‬نعرف ‬هل ‬تعلم ‬كامالا ‬هاريس ‬أن ‬هناك ‬حضارات ‬وثقافات ‬أخرى ‬لا ‬ترى ‬فى ‬زواج ‬المثليين ‬أى ‬تاريخ ‬أو ‬حب ‬؟ ‬وأن ‬هناك ‬شعوبًا ‬لا ‬ترى ‬فى ‬روسيا ‬الخطر ‬الأكبر ‬على ‬وجودها ‬وأنه ‬يجب ‬تدميرها ‬، ‬يمكن ‬ترك ‬هاريس ‬تصنع ‬التاريخ ‬على ‬طريقتها ‬وترى ‬الحب ‬كما ‬تريد ‬لكن ‬لو ‬قذفت ‬بها ‬الانتخابات ‬الى ‬البيت ‬الأبيض ‬ففى ‬الأغلب ‬حقائق ‬السيدة ‬هاريس ‬المتمسكة ‬بها ‬ستزعج ‬الكثيرين ‬فى ‬العالم. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.