تختلف طرق الإعلان عن الماسونية العالمية ولكن تتفق دائما في مشاهد تحبس الأنفاس من السخرية والاستهزاء بالمسيحية خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس والتي أثارت الاستياء وردود فعل متباينة، تحت مزاعم حرية التعبير، وسط أجواء العرض المبتذلة، الذي تضمن أجواء شيطانية في صورة موسيقي الهارد روك. فهناك مشاهد محددة، تتضمن فقرات فاضحة والتي بدأت بمجموعة تجلس على طاولة، بما في ذلك العديد من ملكات السحب، وهو ما ذكرنا بالعشاء الأخير، للسيد المسيح مع تلاميذة، وكانت إحدى الفنانات ترتدي غطاء رأس فضيًا كبيرًا يشبه الهالة، كما هو الحال في تصوير السيد المسيح. وبابتسامة، رسمت شكل قلب بينما وقفت المجموعة الراقصه يمثلون التلاميذ في وضعيات تم تفسيرها على أنها إيحاءات مثلية، و قبل الانتقال إلى روتين راقص، في إشارات إلى مجتمع الميم وتشويهًا لعمل فني عظيم. تعكس إعادة تفسير الأعمال الفنية بشكل جذري لم تكن مناسباً لحدث عالمي كهذا، وأن هناك حدوداً يجب احترامها. وفي تأمل فلسفي عميق، نجد أنفسنا أمام لوحة في سلسله معقدة من الرموز والدلالات، يتجاوز مجرد كونه عرضًا رياضيًا أو ثقافيًا، لكنه يترجم الي تحولات أيديولوجية عميقة في الحضارة الغربية المعاصرة و ليس مجرد افكار تدريجياً، فالقيم الغربية تعتبر لفترة طويلة ينظر إليها على أنها مرفوضة بشكل متزايد من قبل العديد من بلدان العالم، وأدى الفنانون عروضهم من فوق المعالم الأثرية الواقعة على ضفاف النهر، وعلى الجسور مما يدل علي رمزيه خلف الكواليس. والاغراب أنه جاء متضخما وعمل على التقليل من شأن الرياضيين ،ليس فقط الاكتفاء بهذة البذاءات ولكن نشر "البيدوفيليا" وإشراك طفل في أدائهم الجنسي المفرط للوحة العشاء الأخير و هو الاضطراب النفسي الخطير يتمثل في انجذاب الشخص جنسياً للأطفال والتمثيل بهم وايذائهم. ويحمل الحفل رسائل سياسية خفية، مما يعكس انه الحدث أقل حيادية ، ويعد اظهار للوحة الكلاسيكية وتأثيرها على التفسير التقليدي للعمل الفني، مما يؤثر علي علاقة الدين بالفن والهوية الجنسية، و يعيد قراءة اللوحة من منظور جديد، وخطورتها تكمن في التساهل و اعطاء شرعيه للتسامح والقبول و تجاوز القيود التقليدية للمثليين، ويعد تمرير الاجندة واضحا يمكن قراءة إشارات مجتمع الميم في اللوحة على أنها رمز للتحرر من القيود الاجتماعية، والبحث عن الهوية الحقيقية بغض النظر عن ميوله الجنسية. يبدأ المشهد كقصة متشابكه، ثم تعكس في النهاية رسالة موحدة و هو الأسلوب السردي الذي يعكس تعقيد الواقع الإنساني المعاصر، مع تداخل الأفكار والهويات، فنجد عجل السامري الذهبي الذي يرمز لوجود الدجال، تتجاوز الاستعراض الثقافي التقليدي لتصبح خطابًا أيديولوجيًا موجها، ب"الليتورجيا العلمانية" للحضارة النيوليبرالية، مثل المنافسة الفردية، والنمو الاقتصادي، والاستهلاك، والتركيز على الشهوات التي تناقض المفاهيم الدينية، ولذلك العرض يعد انقلابًا على النموذج المسيحي التقليدي، مستبدلًا إياه بنموذج جديد مشوة الفكر وربما الاعلان عن نظام تحدي جديد للأديان في مشهد يعكس التوترات والانقسامات الضخمه التي تعيشها المجتمعات الغربية المعاصرة مع ازدواجيه المعايير. وإعلان اللجنة أنه العرض يرمز الي ديونيسوس: إله الخمر والنشوة في الفن غير مبرر، فمن المعروف أنه ديونيسوس الإله اليوناني للاحتفال والمسرح تحمل في طياتها رمزية عميقة تتعلق بالطبيعة والخصوبة والتحول والنشوة وهذا المدلول لم يظهر في العرض الساخر بسمات الشعر الطويل والإكليل من العنب أو الكرمة و العنقود كرمز لهداياه والناي والنمور، وفي هذا الإطار، يصبح الحدث الرياضي عبارة عن استعارة من الفلسفة الإغريقية تعبر عن الهوية الجديدة التي تحتفي بكل ما شاذ، في محاولة لتغيير المفاهيم للطبيعة في تحدي صارخ لله نفسه، بل الأقرب للمشهد هو مزيج استعاري للسيد المسيح مباشرة في محاوله تسويقية رخيصه لتجسيد بافوميت ، الذي يُصوَّر بجسد بشري، ولكنه قد يحتوي على سمات حيوانية أخرى مثل الأرجل المشقوقة أو الذيل، مما برز في العرض. و لعل يمثل الفارس الوحيد على حصان شاحب هو إشارة مباشرة من سفر الرؤيا "ونظرت وإذا فرس شاحب والجالس عليه اسمه الموت والهاوية تتبعه. وأعطيا سلطانًا على ربع الأرض أن يقتلا بالسيف والجوع والموت ووحوش الأرض." رؤيا 6: 8 إن التحولات الجذرية في الهوية الغربية المعاصرة والتي بمعزل عن التغيرات التي تحدث في بقية العالم. فالتبادل الثقافي والتكنولوجي يساهم في تشكيل هويات جديدة ومتنوعة لكن التغيير الجذري بالمقابل لحفلات سابقه تمثل تحول في أنماط الحياة والعلاقات الاجتماعية، مما أثر بشكل كبير على الهوية الفردية والجماعية، و من الواضح أن الألعاب الأولمبية تطورت بشكل كبير منذ انطلاقها في باريس عام 1900، و أصبح يجمع بين النظام العالمي الجديد، والتركيز على الاطفال و الشباب، في المقابل، كانت حفلات 1900 و 1924 أكثر تواضعًا و تمسكا، مع تركيز أكبر على الرياضات الفردية وبنية تحتية بسيطة، فتطورت الي منصه ترويجيه ، و لذلك نري باريس عام 1900 وضع حجر الأسس، و باريس عام 1924 بنت عليها، وباريس اخري عام 2024 ما هي الا أداة للتلاعب بالعقول وتوجيهها نحو أهداف معينة تمثل الرجس و التجديف.