كمية وقدر الأكاذيب والتضليل التى راح يروجها ويطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، منذ لحظة وصوله إلى العاصمة الأمريكية، لا حدود لها وغير مسبوقة فى عالم السياسة على الإطلاق. مجرم الحرب المطارد من المحكمة الجنائية الدولية، والمدان من محكمة العدل الدولية، حاول الظهور بمظهر المجنى عليه والمضطهد والمدافع عن الحريات والتحضر،...، ليس هذا فقط بل ادعى أنه يتصدى للإرهاب والإرهابيين. قاتل للأطفال والنساء فى قطاع غزة والضفة، راح يدعى البراءة، ويتنصل من قتل وإبادة ما يزيد على الأربعين ألف شهيد وإصابة ما يزيد على الثمانين ألف مصاب ويدعى البراءة ونظافة اليد، فى حين أنه مجرم بكل ما تحمله هذه الصفة من معني، وأنه غارق فى بحور الدم المسفوح فى غزة وفلسطين المحتلة حتى أذنيه. وأكاذيب «نتنياهو» لا حد لها فى خطابه المطول بمجلس النواب الأمريكى ابتداء من ادعائه بأنه يدافع عن الحرية والعدالة والتحضر ضد الإرهاب والإرهابيين، وأنه بريء من تهمة الإبادة الجماعية الموجهة إليه،...، وانتهاء بأنه يسعى جاهدًا لوقف الحرب والوصول إلى اتفاق هدنة. أما الحقيقة التى يعلمها «نتنياهو» ويحاول جاهدًا إخفاءها والتنصل من تبعاتها، فهى أنه يمارس بالفعل طوال التسعة شهور الماضية، عملية قتل منظمة وحرب إبادة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وأنه يرفض ويعرقل كل المحاولات الساعية لوقف إطلاق النار، وتوقف المذابح وحرب الإبادة التى يقوم بها ضد الفلسطينيين. بل الأكثر من ذلك إنه يرفض أيضًا حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ويسعى لاستمرار الوضع على ما هو عليه كى يستمر فى قتل وإبادة كل الشعب الفلسطيني، بمساعدة وتأييد الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى يزورها حاليًا، والتى ساندته ولا تزال تسانده فى عدوانه اللاإنسانى على الشعب الفلسطينى .