رصد علماء الفلك مؤخراً انفجارات شمسية ضخمة أثارت قلقاً واسعاً حول تأثيرها المحتمل على أنظمة الاتصالات الأرضية، هذه الانفجارات، التي تُعرف باسم "التوهجات الشمسية"، وتصدر كميات هائلة من الطاقة، يمكن أن تؤثر على الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات والكهرباء على كوكب الأرض. يتساءل الكثيرون عن مدى خطورة هذه الانفجارات، وما الذي يمكن أن تفعله للحد من تأثيراتها السلبية. التوهجات الشمسية وتأثيرها على الأرض التوهجات الشمسية هي انفجارات هائلة تحدث على سطح الشمس نتيجة لإطلاق كميات ضخمة من الطاقة. هذه التوهجات تُطلق أشعة فوق بنفسجية وأشعة سينية، بالإضافة إلى جزيئات مشحونة، ويمكن أن تصل هذه الجسيمات إلى الأرض وتسبب اضطرابات في الغلاف الجوي العلوي. - التأثيرات المحتملة على الاتصالات 1- التأثير على الأقمار الصناعية، الجزيئات المشحونة يمكن أن تتسبب في تشويش الإشارات المرسلة والمستقبلة بواسطة الأقمار الصناعية، مما يؤدي إلى انقطاع الاتصالات أو تأخيرها. 2- التأثير على شبكات الكهرباء، يمكن أن تسبب التوهجات الشمسية زيادة في التيارات الكهربائية في الغلاف الجوي للأرض، مما يؤدي إلى اضطرابات في شبكات الكهرباء وحتى انقطاع التيار الكهربائي. 3- التأثير على الطيران، الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية قد تواجه مشاكل في الاتصالات والملاحة نتيجة لتأثير التوهجات الشمسية. - إجراءات الوقاية والتخفيف من الأضرار: 1- مراقبة الشمس بشكل مستمر، استخدام الأقمار الصناعية والتلسكوبات لرصد النشاط الشمسي والتحذير المبكر من التوهجات الشمسية. 2- تصميم أقمار صناعية مقاومة للإشعاع، تطوير أقمار صناعية قادرة على تحمل التأثيرات الناتجة عن التوهجات الشمسية. 3- إعداد خطط طوارئ، تجهيز أنظمة الاتصالات وشبكات الكهرباء بخطط طوارئ للتعامل مع الاضطرابات المحتملة. بينما تظل التوهجات الشمسية ظاهرة طبيعية لا مفر منها، يواصل العلماء جهودهم لفهمها بشكل أفضل وتطوير وسائل للتخفيف من تأثيراتها على أنظمة الاتصالات والبنية التحتية الحيوية، وتبقى المراقبة المستمرة والتكنولوجيا المتقدمة أدوات أساسية في حماية كوكبنا من هذه الظواهر الكونية. - ثوران بلازمي ضخم على الشمس يهدد بقطع الاتصالات: هل نحن مستعدون؟ لم تهدأ ثورات الشمس بعد العاصفة الأخيرة التي ضربت الأرض في مايو الماضي، والتي كانت الأقوى منذ عام 2003، و رصدت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" مؤخراً ثوراناً بلازمياً مظلماً على سطح الشمس، مما أثار قلق العلماء حول تأثيراته المحتملة على الاتصالات اللاسلكية واتصالات الطيران وعمليات الأقمار الصناعية، إذ تشير التقديرات إلى أن احتمالية حدوث انقطاع في هذه الاتصالات قد تصل إلى 60% أو أكثر هذا الأسبوع. فما القصة؟ - انفجارات شمسية غريبة وقوية رصدت "ناسا" حركة غير مألوفة على سطح الشمس، تبين أنها ثوران لمادة البلازما الشمسية المظلمة، البلازما هي حالة من حالات المادة تشبه الغاز المتأين، حيث تكون الإلكترونات حرة وغير مرتبطة بالذرات، في حالة ثوران البلازما، تبلغ درجة حرارة الوهج الشمسي البارد حوالي 36 ألف درجة فهرنهايت، وهو ما يعادل ربع درجة حرارة الوهج الشمسي الدافئ الذي يصل إلى 144 ألف درجة فهرنهايت. أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تحذيراً من أن هذه النبضة البلازمية المظلمة قد تؤدي إلى تقلبات في شبكات الطاقة على الأرض، و يتوقع العلماء أن عاصفة البلازما الشمسية قد تؤدي إلى تعطيل الاتصالات اللاسلكية، واتصالات الطيران، وعمليات الأقمار الصناعية عند ذروتها بحلول يوم الجمعة، بالإضافة إلى احتمالية انقطاع الراديو على الأرض. - أنواع التوهجات الشمسية وتأثيراتها التوهجات الشمسية تُصنف إلى أربع فئات حسب شدتها، X، M، C، وB. الفئات X وM فقط تنتج طاقة قوية بما يكفي للتأثير على الأرض، حيث يمكن أن تسبب نبضاتها الكهرومغناطيسية انقطاعات في الاتصالات والكهرباء، الوهج الشمسي الحالي من الفئة M اندلع من منطقة البقعة الشمسية المسماة AR3757، مع وجود فرصة بنسبة 60% أو أكثر لحدوث المزيد من التوهجات الشمسية متوسطة المستوى أو من الفئة M خلال ال24 ساعة القادمة، وفرصة حدوث توهج أكثر تطرفاً من الفئة X.