من مفارقات انتخابات الرئاسة الأمريكية أن ترامب ظل يركز حملته الانتخابية على «بايدن العجوز» وحالته الصحية ويتباهى بأنه «أكثر شبابًا» لأنه يصغر بايدن بثلاث سنوات! الآن - وبعد انسحاب بايدن - تحول ترامب إلى الرجل العجوز بالنسبة للمرشحة الأوفر حظًا لمنافسته «كامالا هاريس 59 سنة» وحصل ترامب على لقب أكبر المرشحين سنًا فى تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية. وأصبح من الممكن استخدام كل ما قاله عن عمر بايدن فى الهجوم عليه!! ترامب يشكو الآن من أن بايدن أضاع عليه الكثير من الجهد والأموال التى أنفقها فى الحملة ضده. لكن هذا يبدو فى حقيقته مجرد حث لأنصاره وداعميه للتبرع لحملة انتخابية جديدة ضد من سيخلف بايدن فى الترشح (كامالا هاريس هى الأرجح) فى معركة يعرف جيدًا أنها ستكون صعبة للغاية. فى المقابل.. كامالا هاريس التى تلقت 81 مليون دولار لحملتها الانتخابية فى أول يوم بعد إعلان بايدن الانسحاب، سترث حملة بايدن والجهاز المنظم الذى يقود الحملة منذ شهور، وسترث أيضاً 200 مليون دولار من التبرعات فى حساب (حملة بايدن - هاريس) وستكون المرشحة «الشابة» فى مواجهة «العجوز ترامب»!! مؤتمر الحزب الديمقراطى الذى سيسمى المرشح رسميًا بقى أمامه نحو شهر، وكل المفاجآت واردة، لكن بعد يومين من انسحاب بايدن تبدو الأمور جيدة بالنسبة لهاريس.. معظم المرشحين المحتملين أعلنوا تأييدهم لها، وخلال يومين فقط تم تأمين العدد اللازم من المندوبين الذين سيعطون أصواتهم لها (أكثر من 2000 مندوب) وإذا كانت هناك منافسة فستكون النتيجة لصالحها، والأهم أن الديمقراطيين يدركون أن هذا ليس وقت تصعيد الخلافات الداخلية وتهديد وحدة الحزب. هذا لا يعنى أن أمام «هاريس» تحديات كثيرة. لكن أيضًا ستكون هناك تحديات جديدة أمام ترامب الذى يعرف جيدًا أن هزيمة هاريس لن تكون أسهل من هزيمة بايدن كما قال أكثر من مرة. المعركة ستكون متقاربة، والمنافسة ستكون شديدة، والكثير سيعتمد على أداء «هاريس» بعد أن تخرج من دائرة الظل التى يعيش فيها عادة «نائب الرئيس».. والمفاجآت لم تنته بعد!!