اختتمت مقالى السابق بعبارة لم تسمح المساحة المتاحة بشرحها، الأمر الذى التفت إليه القارئ الفطن الأستاذ عمر محمد حماد، فأرسل إلىَّ يستوضح جلية المسألة ، وقد ذكرت أن المستعمر البريطانى الذى جثم على صدر البلاد طويلا ارتهن مستقبل الأجيال منذ 15 يوليو 1840، وليس فى عام 1882 فقط، وهو تاريخ الاحتلال الرسمى لمصر، وأعنى بالتاريخ الأول معاهدة «لندن» المجحفة التى أهانت الكرامة الوطنية ببنودها المتعسفة التى حاولت انتزاع قوة مصر التى استطاعت أن تتحول فى ظل مشروع محمد على الكبير إلى قوة عظمى، وصارت تمتلك جيشا من أبناء الفلاحين أذهل الدنيا بانتصاراته، وخاصة بقيادة البطل الفذ إبراهيم باشا المصرى الهوى والانتماء، مع أن جذوره ليست كذلك؛ ولهذا قصدت المعاهدة الأثيمة إلى الاعتداء على الكرامة المصرية، واستلاب قوة الأوطان بتحديد عدد أفراد الجيش المصرى فى 18 الف جندى فقط، ولم يستطع أحد محو وصمة العار هذه التى ظلت تلطخ جباه أجدادنا عقودا عديدة سوى هؤلاء الضباط الأحرار.. ثوار يوليو الذين خرجوا يرفعون رايات العزة، ويتحدون المحتل الانجليزى فى شجاعة نادرة حقا لم ترهبهم الدبابات البريطانية ولا المدافع المدمرة، وفى نفس الشهر الذى حاول المحتلون إذلال المصريين فيه بإجبارهم على التخلى عن قوتهم وخفض عدد أفراد جيشهم خرج ثوار يوليو المفترى عليهم يعلنون انشاء جيش وطنى قوى وتحرير الإرادة المصرية، لذلك أصبح هؤلاء الأابطال هدفا للآلة الإعلامية الإنجليزية ولنيران أحقاد الإخوان المتأسلمين الذين اتحدوا فى الهدف مع المحتل ،وانهالوا معا على الضباط الأحرار يشوهون سيرتهم ،ويغتالون سمعتهم.