لخوارج اليوم المجرمين ولع وإعجاب واقتداء بأساليب خوارج الأمس المنحطة، وفكرتهم المريضة بتكفير خصومهم، وتجريدهم من أية حرمة، وشيطنتهم إلى حد إهدار دمائهم، واستباحة أعراضهم وكرامتهم، وأموالهم، وهم مثل مجرمى العصور المنقضية مغرمون بتشويه الصورة وتلطيخ السيرة بالنسبة إلى كل من يتصدى لكشف خطورتهم، وفضح مخططهم والوقوف فى طريق أطماعهم الجشعة، حيث يحتشدون للافتراء عليه، وتصفيته معنويا أو جسديا إن أمكنهم ذلك تماما مثلما فعل أسلافهم مع خصومهم، وأبطال التصدى لفكرتهم البغيضة حيث اغتالوا الإمام على بن أبى طالب «كرم الله وجهه»، ومن قبله حرضوا على قتل عثمان بن عفان «رضى الله عنه» وأوهموا السذج والبسطاء أنهم لم يرتكبوا تلك الفظائع إلا تطبيقا للشرع، وإرضاء للإله، وعلى طريق خوارج الأمس مضى خوارج العصر يكفرون كل من تسول له نفسه الوقوف فى طريق اطماعهم واغراض اسيادهم المستعمرين وفى الصدارة من هؤلاء ثوار يوليو من الضباط الأحرار وهم فتية آمنوا بربهم وبوطنهم حقا وصدقا حيث خرج هؤلاء الأبطال يحملون أرواحهم على أكفهم ذات يوم من صيف حار منتفضين لكرامة أوطانهم التى داسها المستعمرون الوقحون مرارا، حيث ارتهنوا مستقبل الأجيال فى قبضتهم البغيضة منذ 15 يوليو 1840، وليس فى عام 1882 فقط حين احتلوا البلاد رسميا.