إذا التحم الشعب مع جيشه. أو التقي الجيش مع الشعب وثارا علي ظلم حاكم. ونظام جائر.. فليس أمامهما إلا نهايتين إما أن ينتصر الجيش والشعب وهنا يسقط الظلم ويتغير المجتمع إلي حياة أفضل ويصنع الشعب حضارة تسبق الوضع السائد في العالم. وان ينهزم الجيش وينتصر الظلم وهنا ينكسر الجيش ولم يبق إلا احتلال من الأجنبي. حدث أن قام الجيش بثورته ضد ظلم الخديوي وقاده الزعيم المصري الأصيل أحمد عرابي وخرج معه الشعب عن بكرة أبيه. ولعوامل كثيرة فشلت الثورة وفشل الشعب المصري في القضاء علي الظلم والعمالة ولذلك انكسر الجيش. وأصبحت مصر لقمة سائغة للإنجليز.. وتم الاحتلال الإنجليزي لمصر عام .1882 بالأمس تحرك الجيش بقيادة مجموعة مخلصة من ضباط الجيش وانتصر الجيش وأيده الشعب. ووقف سنداً له ولذلك قويت أواصر وسواعد الجيش المصري وتحركت عجلة التنمية في مصر. وتغيرت مصر ونالت عزتها وكرامتها وأصبح لمصر مكانتها في كل بقاع الأرض. حتي وصل الأمر أن مصر وقتها كانت تذكر باثنين الأزهر الشريف والزعيم جمال عبدالناصر ابن هذا الجيش العظيم. وبالأمس القريب خرج الشعب المصري في خروج الأول من نوعه منذ أن خلق الله الإنسان. وثار الشعب علي حكم الإخوان. وتحرك الجيش مسانداً شعبه. وانتصر الشعب. وفاز الجيش المصري بانتصاره وبذلك نهض الجيش. وأصبح الجيش المصري في بضع شهور علي درجة عالية من القوة والتدريب. ووضع أقدامه كأعظم قوة في المنطقة بما فيها إيران. وتركيا وإسرائيل. هذه المعادلة التاريخية والثوابت المصرية التي يجهلها أنصاف السياسيين. وهواة السياسة والحكم لم يتحرك الشعب المصري إلا وكان الجيش من أمامه ومن خلفه. وما إن انتصر قائد عسكري مصري إلا وانطلقت مدافع العملاء. والعالم الخارجي كي تهدم هذا القائد وكذلك الجيش. ولكن في النهاية تنطلق سواعد الجيش لتصل عنان السماء. فترهب المحتل والمتآمر وتلقي في قلب الشعب الطمأنينة. ورغم ذلك فإني أتوقع أن تقف القوي الاستعمارية ضد مصر وسوف تثير أمامها القلاقل بل والدفع إلي المواجهات العسكرية.. ولكننا دائماً صامدون.