عندما قامت ثورة (( انقلاب ))23 يوليو 1952 كان الجيش هو من صنعها وايدها الشعب بعد ذلك املا فى التغيير للافضل بعد ان سمعت جموع الشعب بيان الثورة الاول فى الاذاعة خرجت تهتف للثورة وللجيش والضباط الاحرار وبعد تنازل الملك عن العرش وانعقد الامر بيد الضباط الاحرار وما ان مرت اسابيع قلائل حتى حدث ان قام بعض العمال بكفر الدوار بعمل اعتصام وتظاهرة بالمصنع الذى يعملون به موجهين ندائتهم وهتافتهم للضباط الاحرار لانقاذهم من بطش الادارة المتعسفة التى نقلت الكثير منهم خارج كفر الدوار بعد ان صدقوا كل الوعود البراقة وشعارات الحرية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد ,خرجوا ولم يكن يعلم احد منهم ولا غيرهم انها ستكون اخر مرة يجهر فيها مصرى بصوته ضد الظلم والفساد والاستبداد. ثم جاءت الكارثة حينما اعتقل كل من شارك فى الاعتصام وتم عمل محاكمة عاجلة لهم وتم الحكم على كلا من مصطفى خميس والبقرى بالاعدام بتهمة التحريض وهم فى سن صغير حيث لم يتجاوزوا العشرين من عمرهم وحكم على الباقين بالاشغال الشاقة المؤبدة وطويت صفحة الحكم المدنى الديمقراطى وبدا عهد الحكم العسكرى المستبد. ثم جاءت ثورة 25 يناير 2011 وظهر الجيش على مسرح الاحداث بعد نزوله الى الشارع بامر الحاكم العسكرى وكانت المفاجاة حينما قرر قادة الجيش وضباطه وجنوده انهم لن يطلقوا رصاصة واحدة على مواطن مصرى وان هذا ليس دورهم وان دورهم الرئيسى هو حماية الشعب وليس قتله او اعتقاله وظهر هذا جليا عندما نزل المشير طنطاوى الى الميدان لطمأنة جنوده وافراد المعتصمين على انهم ابنائه وانه معهم. وظل الجيش منحازا الى مطالب الثورة والثوار ويواجه الضغوط للقضاء على الاعتصام الموجود بميدان التحرير (( ولنا فى ما يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا عبرة وعظة )), ولكن جيش 25 يناير 2011 ابى ان تلطخ يده بدماء المصريين وليبدا عهد جديد من الحرية والعدالة التى اثبتها رجال القوات المسلحة من خلال انحيازهم لمطاب الشعب وحمايتهم فى وقت الازمة التى تبعت ثورة 25 يناير وحفاظهم على ممتلكات المصريين وارواحهم وايضا ترسيخ قيم الديمقراطية التى اثبتتها نزاهة استفتاء 19 مارس . ثم نجد الان من يخرج علينا بمطالب جديدة وليس لها سقف معروف ويطلب تنحى المجلس عن السلطة وتحويلها الى مجلس رئاسى مدنى ولا نعرف ما الفرق بين هذا وذاك اذا كان الاثنان هما لتسيير امور البلاد ونقل السلطة الى نظام منتخب. وتارة يطالبون بسرعة المحاكمات وكيف يكون ذلك والامر كله مرهون بيد القضاء وهو المختص بالنظر فى هذه القضايا وله من الوقت ما يلزمه حتى ينهى اجراءات التحقيق حتى وان وصلت الامور الى سنين وليس شهور. وكما قلت مطالب ليس لها سقف ولا نعرف من يحرك هؤلاء ولمصلحة من محاولة اسقاط اخر مؤسسات الدولة الاكثر تماسكا وترابطا وقوة والتى بيدها زمام المور كلها الان والتى ان سقطت ستسقط مصر من التاريخ نهائيا لان الفوضى التى ستنتج عن ذلك ستاتى على الاخضر واليابس . حفظ الله جيشنا وبلادنا واهلنا من كل سوء وفتنة