في خضم التطورات التكنولوجية الحديثة، تبرز إحدى التحديات الخطيرة التي تهدد العملية الديمقراطية، ألا وهي تقنية "الخداع العميق"، إذ حذر خبراء من احتمال حدوث فوضى في الانتخابات البريطانية القادمة، بسبب استغلال هذه التقنية لإنتاج محتوى مزيف بصورة واقعية للغاية، حسبما ذكرت شبكة سكاي نيوز. خطر الخداع العميق على العملية الديمقراطية أشارت "سكاي نيوز" الى انه يصعب التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف المنتج باستخدام تقنيات الخداع العميق، ما يجعلها تهديدًا خطيرًا للعملية الديمقراطية، وأشارت الى أمثلة على ذلك في الانتخابات الأخيرة، حيث تم استهداف شخصيات سياسية بمقاطع صوتية ومرئية مزيفة بهدف التشويش على العملية الانتخابية. على سبيل المثال، تعرض زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، لهجوم من هذا النوع في مؤتمر الحزب العام الماضي، حيث تم تداول مقطع صوت مزيف له يسب فيه موظفين، كما ذكرت سكاي نيوز. كما استهدف أيضًا عمدة لندن، صادق خان، بمقطع صوتي مزيف يحرض على التظاهر ضد احتفالات يوم الذكرى، حسبما أفادت الشبكة. سهولة إنتاج الخداع العميق الصوتي يحذر الخبراء بحسب الشبكة الإخبارية من خطورة الخداع العميق الصوتي بشكل خاص، نظرًا لسهولة إنتاجه باستخدام برامج مجانية وبسيطة، فقد أظهر مايك ناروي من شركة ControlAI، كيف يمكن إنشاء خداع عميق صوتي في ثوانٍ معدودة، باستخدام برنامج مجاني وبدون أي مهارات تقنية متقدمة، حسب ما نقلت سكاي نيوز. آثار الخداع العميق على الانتخابات بحسب سكاي نيوز، يخشى الخبراء من أن تقنية الخداع العميق قد تؤثر سلبًا على ثقة الناخبين في العملية الديمقراطية، فقد أدى مقطع صوتي مزيف ل جو بايدن، أثناء الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير، إلى إرباك بعض الناخبين وثنيهم عن التصويت، كما ذكرت سكاي نيوز. ويرى سيران مارتن، المدير السابق لمركز الأمن السيبراني الوطني البريطاني، أن الخداع العميق الصوتي المستهدف هو أكبر تهديد حاليًا، وأنه لا يوجد حل شامل لهذه المشكلة، وفقًا لما نقلته الشبكة. محاولات مواجهة الخداع العميق في محاولة للتصدي لهذا الخطر المتنامي، أقرت الحكومة البريطانية قانون الأمن القومي الذي يتضمن جرائم جديدة تتعلق بالتدخل الأجنبي في العمليات الديمقراطية للبلاد، كما نقلت سكاي نيوز. كما يلزم قانون السلامة على الإنترنت شركات التكنولوجيا بإزالة المحتوى المزيف، فضلاً عن عقد اجتماعات منتظمة مع شركات التواصل الاجتماعي خلال الفترة السابقة للانتخابات. دعوات لموقف موحد تدعو جماعات الدفاع عن الديمقراطية الأحزاب السياسية إلى الاتفاق على مجموعة من المبادئ التوجيهية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حسبما ذكرت سكاي نيوز. وقالت بولي كيرتس، المديرة التنفيذية لمعهد ديموس، "نريدهم أن يتفقوا معًا على كيفية استخدام هذه الأدوات في الانتخابات، ونريدهم أن يتعهدوا بعدم إنشاء أو تضخيم الذكاء الاصطناعي التوليدي، ووضع ملصقات عليه عند استخدامه". الخداع العميق في الانتخابات شهدت انتخابات رئاسية سابقة حالات استخدام للخداع العميق، كما أفادت سكاي نيوز، ففي انتخابات الرئاسة السلوفاكية العام الماضي، انتشر مقطع صوتي مزيف لأحد المرشحين يدعي فيه تزوير الانتخابات قبل ساعات من إغلاق صناديق الاقتراع، ما أدى إلى هزيمته الساحقة وفوز منافسه المؤيد لروسيا. استعدادات الحكومة البريطانية أنشأت الحكومة البريطانية وحدة مشتركة للاستعداد لأمن الانتخابات هذا العام، تضم مسؤولين من الوزارات ومن الشرطة والأجهزة الأمنية للتصدي للتهديدات التي قد تظهر، حسب سكاي نيوز. وصرح متحدث باسم الحكومة "الأمن هو الأولوية، ونحن مستعدون تمامًا لضمان نزاهة الانتخابات مع وجود أنظمة قوية لحمايتها من أي محاولات للتدخل المحتملة".