عيد العمال.. السيسي يكرم عددا من قدامى العمل النقابي والنماذج المضيئة    للعام الثاني.. "طالبات الثانوية بنات بسفاجا" بالمركز الرابع جمهوري في الصحافة المدرسية    منها إجازة عيد العمال وشم النسيم.. 11 يوما عطلة رسمية في شهر مايو 2024    أسعار العملات في البنوك اليوم الخميس 2-5-2024    برعاية «ابدأ».. إطلاق أول صندوق للاستثمار الصناعي المباشر في مصر    40 مواصفة قياسية في مجال إعادة تدوير المياه تتوافق مع المعايير البيئية    رئيس اتحاد نقابات عمال مصر يهدي الرئيس السيسي درعا تذكاريا    وزير الإسكان: جار تنفيذ 64 برجاً سكنياً بها 3068 وحدةو310 فيلات بالتجمع العمراني "صوارى" بالإسكندرية    مئات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى    مسئول أمريكي يناشد الصين وروسيا بمنع الذكاء الاصطناعي من السيطرة على الأسلحة النووية    عبدالجليل: الأهلي مطالب بتجميع أكبر عدد من النقاط في الدوري    تموين المنيا يضبط 77 مخالفة متنوعة في حملات على المخابز البلدية والأسواق    ماس كهربائي بماكينة خياطة يتسبب في حريق مخزن ملابس بالعجوزة    «الداخلية»: تحرير 12638 قضية تسول خلال أبريل 2024    لأول مرة.. فيلم شقو يتراجع للمركز الثاني في منافسات شباك التذاكر    عصام زكريا ل "الفجر": مهرجان القاهرة السينمائي أكبر من منافسة مهرجانات وليدة واسمه يكفي لإغراء صناع الأفلام    كيف تحتفل شعوب العالم بأعياد الربيع؟    الفنانة بسمة تكشف أسباب وكواليس ظهورها دون مكياج في «مسار إجباري»    الأحد.. «أرواح في المدينة» تعيد اكتشاف قاهرة نجيب محفوظ في مركز الإبداع    أول تحرك برلماني بشأن الآثار الجانبية للقاح كورونا «أسترازينيكا» (تفاصيل)    ارتفاع حصيلة قتلى انهيار جزء من طريق سريع في الصين إلى 36 شخصا    السعودية تدعو الأطراف السودانية تغليب مصلحة الشعب السوداني ووقف الاقتتال    فاتن عبد المعبود: مؤتمر اتحاد القبائل العربية خطوة مهمة في تنمية سيناء    تشكيل توتنهام المتوقع أمام تشيلسي بالدوري الإنجليزي    رسميًا غياب نجم الأهلي عن مباراة الجونة للإيقاف    تشغيل 27 بئرا برفح والشيخ زويد.. تقرير حول مشاركة القوات المسلحة بتنمية سيناء    نشاط الرئيس السيسي وأخبار الشأن المحلي يتصدران اهتمامات صحف القاهرة    «هونداي روتم» الكورية تخطط لإنشاء مصنع جديد لعربات المترو في مصر    نجت من مصير نيرة أشرف.. ننشر الاتهامات الموجهة للطالب المعتدي على زميلته في طب الزقازيق    توقعات حالة الطقس اليوم.. الأرصاد: طقس حار نهارًا ونشاط رياح على هذه المناطق    التضامن: انخفاض مشاهد التدخين في دراما رمضان إلى 2.4 %    راجعين من فرح.. مقتل أب وابنه رميا بالرصاص في جبال قرية الدم والنار بقنا    المركزي يوافق مبدئيا لمصر للابتكار الرقمي لإطلاق أول بنك رقمي"وان بنك"    هئية الاستثمار والخارجية البريطاني توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية    رئيس جامعة أسيوط يرأس لجنة اختيار عميد كلية الآداب من بين 8 متقدمين    رابط الاستعلام عن نتيجة امتحان مسابقة معلم مساعد فصل في 12 محافظة    رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج.. الخميس 2 مايو 2024    دعاء النبي بعد التشهد وقبل التسليم من الصلاة .. واظب عليه    سفير روسيا لدى واشنطن: اتهامات أمريكا لروسيا باستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا "بغيضة"    الكشف على 1361 مواطنا ضمن قافلة «حياة كريمة» في البحيرة    صباحك أوروبي.. حقيقة عودة كلوب لدورتموند.. بقاء تين هاج.. ودور إبراهيموفيتش    تفاصيل مفاوضات الأهلي مع خادم دياو بديل معلول    هل توجد لعنة الفراعنة داخل مقابر المصريين القدماء؟.. عالم أثري يفجر مفاجأة    هل يستجيب الله دعاء العاصي؟ أمين الإفتاء يجيب    تحديد أول الراحلين عن صفوف برشلونة    ملخص عمليات حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء    مشروع انتاج خبز أبيض صحي بتمويل حكومي بريطاني    تعرف على أحداث الحلقتين الرابعة والخامسة من «البيت بيتي 2»    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تأهل الهلال والنصر يصنع حدثًا فريدًا في السوبر السعودي    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يقاوم الأمراض وأكثر وفاءً وذكاءً| «الكلب البلدي» يتفوق على الأجنبي!
«الضالة» تحمينا من مخاطر الحيوانات البرية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 13 - 02 - 2024

هناك أشخاص جمعتهم مع كلب الشارع قصص الحب والرحمة، وحاولوا الارتقاء به، إيمانا منهم بأن لديه من الصفات ما يجعله من السلالات النقية، وأن لديه سمات مميزة فى الشكل وسرعة التعلم تمكنه من التفوق على الكلب الأجنبي فى حال أنه حظى بالعناية والرعاية، ولأنهم عشقوه عرفوا أنه ليس «مسعورا»، ولو كان كذلك لاعتزل التجمعات ومات سريعًا، فرفض هؤلاء الأشخاص ما يتعرض له هذا الكائن من إيذاء نفسى وجسدى من البعض واجتمعوا على حبه والاهتمام به وكونوا حملات ومبادرات لإنقاذه ورعايته. فى هذا التحقيق، ترصد «آخرساعة» قصص حبهم لهذا الحيوان الأليف، وأسباب تميزه عن السلالات الأجنبية، ومعرفة حقيقة خطورة عضة الكلب.
محمود عبدالمقصود، طبيب بيطري، يستيقظ دائما في أوقات متأخرة من الليل لإنقاذ كلب ينبح من الألم في الشارع أو لحماية قطة تستغيث، فمن واقع تخصصه كطبيب بيطرى وجد أن «الكلاب البلدي» بحاجة دائمة للإنقاذ من هول ما تتعرض له في الشارع من معاملة سيئة وحوادث، وقرر ألا يدخر جهدًا فى الرفق بها لتجسيد معانى الإنسانية على أرض الواقع.
وبعد شهور من اختمار الفكرة في رأسه، كوَّن فريقًا مع مجموعة من أصدقائه لإنقاذ الحيوانات وعلاجها فى «شلتر» أقامه خصيصا لاستقبالها فور سماع استغاثتها فى أى مكان وفى أى ساعة. وعلى مدار أربع سنوات قام برعاية وعلاج وإنقاذ آلاف الحالات، ولديهم الآن 270 كلبًا ضالا تحصل على رعاية كاملة، بجانب الحالات التى يتابعونها يوميا، ولأن مساحة الشلتر محدودة، يضطر أحيانا لتبنى حالات في منزله، واستضافة الحالات الخطرة داخل غرف عزل متخصصة فى الشلتر لتلقى العلاج وحتى التماثل للشفاء، وما يتمناه الآن هو امتلاك مكان أكبر لاستيعاب حالات أكثر.
◄ تصدير الكلاب الضالة
وبسبب وجود سلوكيات خاطئة تمارس ضد كلاب الشوارع خشية أن تكون مصابة ب»السُعار»، فقد انتشرت مؤخرًا ظاهرة تصدير الكلاب الضالة لبعض الدول آكلة لحوم الكلاب، ودول أخرى تستوردها للحراسة بسبب وفاء الكلب البلدى وصلابته ومقاومته للأمراض.
ويوضح: لأن السعار يعد بالفعل من أخطر الأمراض التي قد تُصاب بها الحيوانات ذات الدم الحار، حرصتُ على طمأنة المواطنين من خلال المبادرة التى أطلقتها، ليعرفوا أن الكلب المصاب بالسعار تظهر عليه أعراض واضحة تمامًا، مثل البُعد عن التجمعات والامتناع عن الطعام والشراب، كما أنه يموت فى غضون أيام، فالسعار مرض لا علاج له ويؤدى للموت، كما يمكن الوقاية منه عن طريق التطعيمات، مؤكدًا أنه لا داعى للخوف، فسلالة الكلب البلدى بعيدة تماما عن هذا، بل إنه يتمتع بقدرة عالية على مقاومة الأمراض، وأيضا يحقق توازنا بالبيئة.
يضيف: أعراض مرض السعار تتشابه أحيانا مع أمراض عصبية أخرى، ولأنه لا توجد وسيلة طبية تثبت إصابة الكلب بالسعار سوى تحليل عينة من الحبل الشوكى بعد وفاته، لابد أن يحصل كل إنسان تعرض لعضة كلب على المصل الخاص بالسعار فى شكل خمس جرعات خلال شهر، حتى إن كان الكلب غير مصاب بالسعار، وذلك من أجل الوقاية، فهى جرعات تمثل حماية للإنسان لمدة ثلاث سنوات.
◄ اقرأ أيضًا | الجديد في المستشفيات.. عضة القط والفأر!
◄ رابطة «محبي الكلاب»
ثانى قصة حب كانت لنجلاء البنهاوي، حيث رأت جروًا صغيرًا فى منطقتها النائية، وقررت إنقاذه من الشارع وتبنته بمنزلها وكان سببًا فى تعلقها بالكلاب وإطلاقها مبادرة «اتبنى كلب بلدي» فى الإسكندرية، ثم أسست «رابطة محبى الكلاب البلدي»، مستنكرة أن هواة اقتناء الكلاب دائماً يبحثون عن السلالات الأجنبية فى حين أن الكلب البلدى لديه سمات مميزة، وأكدت أن صاحب الكلب إذا قام برعايته واهتم بنظافته وتطعيمه ضد الأمراض، سيجد أمامه ما يبحث عنه فى الأنواع الأخرى سواء فى الشكل أو سرعة التعلم والذكاء، بل إن هذا الكلب البلدى يتفوق على نظيره الأجنبي، لافتة إلى أن بعض الأجانب تبنوا كلابًا من شوارعنا وقدموا لها الرعاية وأخذوها معهم إلى الخارج. وتساءلت: «ما المانع من اقتناء كلب الشارع بعد تحصينه بالتطعيمات اللازمة؟».
◄ إنقاذ سريع
وما إن قامت نجلاء بنشر مبادرتها لتبنى الكلاب البلدى فى الإسكندرية، حتى لحقها عمرو محمد، وبدأ يعمل على تكاتف محبى الكلاب لإطعامها ورعايتها فى مناطق مختلفة بالقاهرة، من خلال تنظيم حملات لعلاج وإطعام الكلاب البلدي، وتقديم التوعية بكيفية التعامل معها ورعايتها. ويقول عمرو: «ذات مرة وأثناء تجولى فى الشوارع، رأيت جروًا يتضور جوعًا، وحين أطعمته أخذ الجرو يلهو ويلعب معى كالأطفال، ثم ذهب فى نوم عميق على يدي، وهو موقف لا يمكن أن أنساه، ومن هنا أصبح لديّ دافع قوى لتكوين حملة لإنقاذ الكلاب البلدى من الإيذاء النفسى والجسدى الذى تتعرض له فى الشوارع».
ويوضح عمرو: «بدأت الحملات منذ 10 سنوات بجهود ذاتية لرعاية الكلاب البلدى بجميع مناطق القاهرة والطرق الصحراوية، لمساعدة الحالات التى تحتاج لعلاج أو طعام، مع إتاحة حلقة وصل عن طريق السوشيال ميديا للوصول لحالات لديها مشكلات صحية بسبب تعرضها للحوادث، واستطعنا إنقاذ حالات كثيرة فى حدود إمكاناتنا المتاحة، والبعض تم إلحاقه بالشلاتر والجمعيات».
◄ مناطق خطرة
فى المقابل، شهدت بعض المناطق تعرض مواطنين للعَقر من الكلاب فى الفترة الأخيرة، وهو ما تحدث عنه عبدالفتاح الصباحى من سكان منطقة المقطم، ووصف لنا تزايد حالات عقر المواطنين فى المنطقة، وشكاوى سكانها من انتشار الكلاب الضالة وتسببها فى خوف النساء والأطفال، ولنا أن نتخيل ذعر الأطفال الأكثر ضعفا أمام الهجوم المتكرر للكلاب، وأصواتها التى تسبب إزعاجا مستمرًا. بينما تروى خلود مصطفى، من سكان نفس المنطقة، واقعة هجوم أخرى لأحد الكلاب على طفل لولا تدخل الأهالى فى الوقت المناسب، كما جددت حادثة الطبيبة التى توفيت بسبب أزمة قلبية أصابتها نتيجة لهجوم الكلاب الضالة عليها بنفس المنطقة المشكلة من جديد، وضرورة البحث لها عن حلول.
وما بين محبين للكلاب ومتخوفين ومذعورين منها، تحدثنا دينا ذوالفقار، الناشطة فى مجال حقوق الحيوان، عن أزمة الكلاب الضالة وعن وضع عدة حلول لها ضمن استراتيجية 2030 المستدامة المقرة لجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة، ومنها مصر، حيث أُقِر بها أن الحلول تقوم على تطعيم الكلاب للوقاية من الأمراض والحفاظ على صحة الإنسان، أما التعقيم فيتم فقط فى الأماكن التى بها زيادة فى أعداد الكلاب، واضعين فى الاعتبار أن تواجد الكلاب حول المناطق السكانية يعتبر ضرورة لأنها تقوم بحراسة المنطقة وحماية السكان من الحيوانات البرية التى قد تظهر وتتكاثر فى حالة غياب الكلاب.
◄ اختلاط السلالات
أما الأمر الثالث والأكثر أهمية فهو توعية المواطنين بكيفية التعامل مع الكلاب الضالة، والرفق بالحيوان، لافتة إلى أن السلوكيات الخاطئة للمواطنين فى طرق التخلص من الكلاب لابد من تغييرها وأنها غير متوافقة مع حجم المشكلة، بالإضافة لما تتضمنه من عنف.
وتؤكد أنه لا توجد إحصائيات محددة لأعداد الكلاب فى مصر، وأن الإحصائيات التى قدرت أعداد الكلاب بالشوارع ب15 مليونًا غير دقيقة، مشيرة إلى أن سلالة الكلب البلدى من أفضل السلالات، ولذلك لابد من اتجاه المسئولين للحد من تداول السلالات الأجنبية بمحلات بيع الحيوانات، والانتباه لتسرب البعض منها بالشوارع بعد الفشل فى بيعه ما يؤدى لاختلاط السلالات، موضحة أننا بحاجة للتوعية والتشجيع على اقتناء الكلاب البلدى عن طريق رفع رسوم تراخيص اقتناء الكلاب من السلالات الأجنبية فى مقابل اقتناء الكلاب البلدى بأسعار رمزية، لافتة إلى أن متوسط عمر الكلب فى الشارع من عام ونصف إلى عامين، أما الكلب الذى يتم تربيته فى المنزل متوسط عمره من 14 إلى 15 سنة.
فيما تؤكد مى بكري، أخصائى طب وجراحة الحيوان، أن الكلاب لها فترات للتزاوج بفصلى الربيع، والخريف حيث يمكن أن يولد حوالى 10 كلاب فى المرة الواحدة، وقد لا يعيش جميعها، إلا أن ذلك يتسبب فى زيادة أعداد الكلاب بالمناطق السكانية، لذلك فإن التعقيم يمكن اتباعه بالمناطق التى تكثر بها أعداد الكلاب، ولكن الأصل هو التطعيم لمجابهة المشكلة وليس التعقيم كما يُشاع لتفادى حالات العقر، مؤكدة أنه يمكن وضع خطة لمواجهة الظاهرة من خلال تعقيم الكلاب بالمناطق السكانية التى تشهد أعدادا كبيرة من الكلاب عن طريق الأطباء البيطريين حديثى التخرج، موضحة أن إجراء جراحة التعقيم لا تتجاوز 10 دقائق للكلب الذكر، وقد تصل إلى نصف ساعة للأنثى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.