55 حالة وفاة فى 2017 بسبب العقر "الرفق بالحيوان": الحل التطعيم ضد السعار "البيطرى": تكلفة التعقيم تتعدى ال500 جنيه للكلب لا تخلو منطقة أو شارع داخل مختلف محافظات الجمهورية, من وجود كلاب سواء كانت ضالة أو مملوكة لأشخاص, تجوب تلك الشوارع ليل نهار, وهو الأمر الذى أثار غضب المواطنين لانتشارها، والفترة الأخيرة شهدت العديد من حالات العقر وهجوم الكلاب على المواطنين، حتى أحدثت لهم إصابات خطيرة بسبب نبشهم للجسد الإنسانى فى أماكن متفرقة وحساسة, كان آخرها طفل مدينتى, وعامل الرحاب, مما جعل العديد يطالبون بمعاقبة أصحابها أو قتلها فى حالة إذا كانت مؤذية تهاجم المارة. فى أوائل القرن الماضى، كان يقتصر اقتناء الكلاب وتربيتها على رجال الأعمال وسيدات من الطبقة الغنية، كنوعٍ من الثراء الفاحش، لكن الأمر تغيّر منذ ما يزيد على 10 سنوات؛ حيث أصبحت شوارع مصر لا تخلو من انتشار كلاب الحراسة والكلاب الضالة على حد سواء. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصبحت هذه الكلاب المنتشرة فى الشوارع تستخدم من قِبل شباب لا يتجاوز عمرهم 20 عامًا فى أعمال بلطجة وعنف وترويع للمواطنين وأحيانًا فى أعمال سرقة وقتل. وفى هذا التقرير ترصد "المصريون" أبرز الحالات التى بينت شراسة تلك الكلاب بعد هجومها على المواطنين, مناشدة الجهات المعنية بمعاقبة أصحاب تلك الكلاب التى تحولت من حيوانات أليفة إلى حيوانات مفترسة من خلال تدريبها, والتخلص من الكلاب الضالة التى باتت تهدد حياة المواطنين. الهجوم على طفل ب"مدينتى" أثار مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة لهجوم كلبى حراسة "شديدى الخطورة" على طفل يدعى "محمد إيهاب" ب"مدينتى شرق القاهرة", حالة من السخط والغضب على مواقع التواصل الاجتماعى. وأظهر الفيديو، الذى بلغت مدته دقيقتين، الطفل وهو يجرى قبل أن يلحق به الكلبان ويهجمان عليه بشراسة حتى جاءت مالكتهما وابنها وأنقذاه من بين أنيابهما. وطالب النشطاء، معاقبة أصحاب الكلاب على تركها تتجول وسط المنازل وتهدد حياة الأطفال. وقالت رشا حسين، والدة الطفل، إن نجلها لم يقم بأى أعمال استفزازية للكلاب، مستدركة: "ابنى كان واقف مع أصحابه فى الباركينج الخاص، بيتكلموا ويضحكوا مع بعضهم، وفجأة ظهر الكلبان أمامهم، وطبعًا بحكم سنهم الصغيرة الأطفال خافت، وهاجمت ابنى". وأضافت حسين، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "ابنى حاول يطلع عمارتنا ولكن الكلاب مصممة على مهاجمته وصاحبة الكلاب لما شافت كلابها بتهاجم ابنى مسكته، وحاولت تحميه ولكن الكلاب ثارت أكتر، وهاجمت أكتر علشان افتكرت الولد عدو للسيدة مالكة الكلاب". وتابعت: "الناس اللى بتدور على حقوق الحيوان دوروا الأول على حقوق الإنسان، ابنى كان بين الحياة والموت بسبب كلبين قطعوا الواد بمعنى الكلمة، ربنا نجاه من الموت بمعجزة لأن الكلب قبض على جمجمته، ادعوا لابنى يقوم بالسلامة". وعاد الطفل محمد إيهاب سماحة إلى منزله بعد أن تلقى العلاج فى المركز الطبى العالمي، إثر تعرضه لهجوم شرس من كلب يخص أحد السكان عليه. الهجوم على عامل ب"الرحاب" فى مطلع الشهر الحالى، وتحديدًا فى 2 مارس 2019 هاجم أحد الكلاب رجلًا بطريقة مروعة فى مدينة الرحاب ما أدى إلى إصابته بأجزاء مختلفة من جسده، بحسب صفحة "أخبار سكان مدينة الرحاب". وقالت الصفحة: "الناس والأطفال هتموت وأصحاب الكلاب سايبنهم مفكوكين مطلوقين يقطعوا الناس وكمان لما تتكلم وتدافع عن أرواح الناس مش عاجبهم". وتابعت الصفحة: "واليوم ضحية جديدة وتمزيق جسد رجل بعد واقعة تمزيق جسم طفل مدينتي، كلبان شرسان أمام فيلا كادا أن يفتكا ويقتلا رجلًا وقاومهما بكل ما أوتى من قوة، وبفضل ستر الله تم إنقاذه بمساعدة أحد المارة له". كما نشرت الصفحة، صور الكلاب وكذلك الإصابات التى تعرض لها المعتدى عليه، مضيفة: "الصور تظهر الإصابات البالغة بعد التعدى عليه من الكلاب الخاصة الشرسة، ونقله لمستشفى بالقاهرة الجديدة ويمثل للعلاج حاليًا". وأوضحت الصفحة، أن الحادثة وقعت بالقرب من بوابة 13 فى الرحاب بالبنفسج 2 فلل، وتم تحرير محضر شرطة، وإخطار الرائد تامر عبدالشافي، رئيس مباحث قسم شرطة التجمع الأول. "الرفق بالحيوان": نرفض قتلها من جانبه، قال الدكتور أمير خليل، ممثل إحدى جمعيات الرفق بالحيوان، خلال جلسة الاستطلاع والمواجهة التى عقدتها لجنة الإدارة المحلية فى مجلس النواب، بشأن أزمة ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب، إنّ هذه المشكلة خطيرة، وهو يعيش فى مصر منذ 54 عامًا، ويعرف الظروف المعيشية للمواطنين، والبعض يرى أنّ الحل فى قتل الكلاب، معربًا عن رفضه هذا الحل. وأضاف ممثل الرفق بالحيوان: "أعتقد أنّ حل المشكلة علمى ويستغرق 3 سنوات، والرحمة لا تتجزأ، الرحمة مع الإنسان والحيوان، وأؤكد أنّ قتل الكلاب بمادة سامة ليس حلاً، بل إن قتل الكلاب يكلف الحكومة تكلفة كبيرة". وأكد خليل، "إن هناك مليونًا و300 ألف حالة عقر حسب ما سمعت، ويمكن تحصين وتعقيم نحو 70% من الكلاب فى مصر، ونقضى على مرض السعار الموجود فى مصر منذ 4 آلاف سنة، وهناك دول لديها المشكلة ذاتها، والحل تطعيم الكلاب ضد السعار لحماية المواطنين خاصة الأطفال، ثم إخصاء الكلاب، والأولوية لحماية المواطنين والأطفال". الهيئة العامة للخدمات البيطرية: 55 حالة وفاة فى 2017 ومن جانبه، أكد مصدر مسئول بالهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة، أن تكلفة القضاء على الكلاب الضالة كبيرة جدًا، خاصة بعد توقف عمليات التخلص منها القديمة، والمتمثلة فى الضرب بالخرطوش أو استخدام سم الاستركنين، لاعتراض منظمات حقوق الحيوان على تلك الطرق، مؤكدًا أن الحكومة لا تستطيع تحمل تكلفة القتل الرحيم للكلاب الضالة والمتمثلة فى التعقيم أو الخصى، مشيرًا إلى أن تكلفة التعقيم تتعدى 500 جنيه للكلب الواحد? مما يجعل الأمر يزداد صعوبة. وأضاف المصدر، الذى فضّل عدم ذكر اسمه، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن عدد الكلاب الضالة يزداد يوميًا بمعدلات مرتفعة وتوحى بالخطر، منوهًا بأن عددهم الآن تجاوز المليون ونصف المليون كلب ضال فى شوارع محافظات مصر المختلفة، مؤكدًا أن هذا العدد كبير جداً وخطير، ولكن مقاومته والتخلص منه صعب لعدم توافر الميزانية الخاصة به. وأشار إلى أن حالات عض الكلاب الضالة للمارة بلغت سنويًا حوالى 250 ألف حالة، وأن تلك الحالات تزداد سنة بعد الأخرى، مضيفًا أن أعداد الكلاب تتزايد فى أماكن مقالب القمامة، التى أصبحت فى كل مكان، لافتًا إلى أن حالات الوفاة بلغت 55 حالة فى عام 2017، و190 حالة وفاة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. إجراءات الترخيص وتابع المصدر: أنه عند اختيار شخص لكلب يرغب فى تربيته أو اقتنائه عليه التوجه إلى اقرب إدارة بيطرية تابع لها، ويقوم بدفع 75 جنيهًا رسومًا خاصة بإصدار الترخيص وبعدها يتم تحصين الكلب بالتطعيم اللازم، من مرض السعار والأمراض التى تصيب الكلاب، مشيرًا إلى أن إيصالات التطعيم تقدم إلى الإدارة البيطرية، مع باقى الأوراق المطلوبة، للحصول على الترخيص وبعدها سوف يمنح رخصة للكلب، تتمثل فى سلسلة معدنية مكتوب عليها رقم الرخصة، ويتم وضعها فى رقبة الكلب. وأضاف الطبيب البيطرى: "الجرو الصغير" يحصل على نصف تطعيم عندما يبلغ 45 يومًا، وبعد أن يصبح فى عمر 4 شهور يحصل على تطعيم فيروس البارفو وفيروس الديستمبر، وفى عمر 6 شهور يحصل على تطعيم ضد السعار، ويتم إعطاء التطعيم تحت الجلد أعلى منطقة الظهر، أو تحت رقبة الكلب. ويشير المصدر، إلى أهمية الحصول على ترخيص للكلب وذلك لضمان حق الكلب وصاحبه، فى حال قام أحد بالاعتداء على الكلب أو قام بقتله حينها يمكنك رفع دعوى قضائية أمام المحكمة للمطالبة بالتعويض. ومن جانبه قال الدكتور ياسر الصيرفى مدير عام وكبير أطباء بيطريين, إن الكلاب لا يمكن مهاجمة البشر إلا بوجود سبب, مثل وجود مرض "القراد أو الريبز" مما يسبب له نوع من الهيجان العصبي, بجانب الجوع . وأضاف الصيرفى، فى تصريح ل"المصريون" أن سوء التعامل مع الكلب يعلمه الشراسة والهجوم على المواطنين, حتى إن الفترة الأخير شهدت بعض الأشخاص من أصحاب الكلاب تسلط تلك الكلاب على المواطنين خاصة الأشخاص المعاقين وهذا أمر مرفوض. وأشار الصيرفى, إلى أنه عند وجود كلب شرس يهاجم المواطنين وقام بعقر مواطن يجب حبسه, حتى تتبين أعراضه, موضحاً أنه لابد من الشخص أن يقم بعلاجه حتى يتم شفاؤه. وأكد كبير الأطباء البيطريين, أن عقر الكلب للمواطن قد يؤدى للموت لو لم يتوجه إلى أقرب مستشفى بالمنطقة المحيطة به، مشيراً إلى أن أسنان الكلب قد تسبب انتقال مرض "الريبز" أو ما يعرف بسعار الكلب وهو مرض فيروسى يسبب التهابًا حادًا بالمخ إن لم ينتقل المصاب إلى المستشفى فى الميعاد المحدد قبل انتشار الفيروس. وأشار الصيرفى، إلى أن هناك مواضع فى جسم الإنسان قد تؤدى إلى الموت فى حالة عقر الكلب للمواطن ومنها العض فى الخصية أو أعلى باطن الفخذ ووريد العنق الأيمن والأيسر والقصبة الهوائية, مؤكداً أن عقر الكلب للمواطن يسبب شللاً فى البلعوم وحمى تؤدى إلى الموت الفورى. وعن ترخيص الكلاب قال الصيرفى، إن هناك جهات مختصة لإصدار تراخيص تلك الكلاب, إلا أنها تناشد صاحب الكلب المرخص بوضعه فى مكان آمن بعيداً عن المواطنين مع التطعيمات اللازمة حتى لا يصاب بأمراض تصيب المحيطين به. القانون وقال عبدالناصر أحمد، محامٍ بالنقض، إن القانون فى مصر لا يفرض عقوبة على امتلاك حيوان غير مرخص، إلا فى حالة ارتكابه جريمة، فإذا استخدمه صاحبه فى القتل يعاقب على أنه جريمة قتل عمد؛ لأنه استخدم حيوانًا شرسًا يعتدى به كأنه نوع من الأسلحة. وأضاف ل"المصريون"، أنه إذا استخدمه فى إرهاب مواطن وسرقة أمواله فيحاكم بعقوبة السرقة بالإكراه المقترنة بالبلطجة والتى تصل إلى المؤبد أحيانًا. الإفتاء وفيما يخص تحريم أو إباحة تربية الكلاب، قالت دار الإفتاء "إن الفقهاء اتفقوا على أنه لا يجوز اقتناء الكلب إلا لحاجة، كالصيد والحراسة، أو للماشية، أو للزرع، ومساعدة الضرير، وغير ذلك من وجوه الانتفاع التى لم ينه الشرع عنها، ويجوز تربية الكلب الصغير الذى يتوقع تعليمه الصيد؛ أو لاتخاذه لهذه المنافع المذكورة، ولا ينبغى اتخاذه لغير ما ذكر من منافع". وأوضحت الدار، فى فتواها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، أن بيع الكلاب، ذهب الشافعية والحنابلة والمالكية فيه إلى عدم الجواز، لما ورد من نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب، وثبت ذلك صحيحًا فى حديث مسلم، وذهب الحنفية إلى جواز بيع الكلب مطلقًا؛ لأنه مال منتفع به حقيقة، وذهب ابن نافع وابن كنانة وسحنون من المالكية إلى جواز بيع الكلب المأذون فى اتخاذه، مثل كلب الماشية والصيد. واستدلت الدار بالحديث الشريف: «من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية، أو ضاريًا، نقص من عمله كل يوم قيراطان»، وهذا دليل على أنه يجوز اقتناء كلب بغرض الصيد أو كلب الماشية، والاقتناء لا يكون إلا بالشراء، ففيه دليل على جواز بيع كلب الماشية والصيد، ويجوز بيعه لمّا جاز الانتفاع بها. وأشارت الدار، فى فتواها إلى أنه ينبغى على المسلم العمل بما ذهب إليه الجمهور؛ لقوة مذهبهم، وللخروج من الخلاف، وذلك إذا كان فى سعة من أمره ولا يتحرج وغير مضطر لبيعها، وأما مَن ابتلى بهذا الأمر، واحتاج لبيعها فيجوز له تقليد الحنفية ومن قال بقولهم من المالكية، فإنه من ابتلى بشىء يجوز له أن يقلد من أجاز.