إنها الأميرة هيلين! إحدى أميرات الإمبراطورية الرومانية. بالتحديد أُخت الإمبراطور. معروفه بنظراتها الحادة والقاسية لكنها في الحقيقة تمتلك قلباً من ذهب؛ وهذا الشاب الموجود معها في الصورة هو آرثر خياط القصر. بينما كانوا يستعدون لحفل النيروز طلبت الأميرة من آرثر أن يخيط لها ثوبا جديدا لم تر عينها مثله قط. فقام آرثر بعمل الثوب وعندما قامت الأميرة بقياس الثوب صدمها شكله لم يكن كما تخيلت، فأقسمت لآرثر بأن تخبر الإمبراطور من فورها ليقطع رأسه في الساحة يوم النيروز. فأخذ آرثر يمسك بزيل فستانها ويترجاها أن تعطى له فرصة أخرى، وسيفي بالمطلوب ورغم حدة نظراتها ومزاجها العصبي إلا أنها أعطته فرصة أخرى تُرى ما السبب أهو عِشْقٌ خَفِى؟! أم لين وتسامح غير مُعتاد من صاحبة النظرات الحادة مع العلم أنه شاع أخيراً اهتمام آرثر بوصيفة الأميرة المدعوة سونيا فعلمت الأميرة فأقسمت أن تؤدبه ولكنها سُرعان ما تسامحت معه. وأمهلته على أن يتعجل وينهي عمله قبل يوم النيروز، وإلا قُطع رأسه في ساحة الاحتفال. ذهب آرثر مُسرعاً إلى غرفة تصميم الملابس الخاصة به في أطراف القصر ويدور برأسه معركة من التساؤلات تُرى ما الذي أغضبها منى إلى هذا الحد، لقد كانت في الفترة الأخيرة لطيفه جداً معي. أيُعقل أن تكون عَلِمَت شيء؟ تلك اللعينة سونيا أتكون وَشَت بي عِندها؟ ألم يكفيها كُل هذا الابتزاز في الفترة الماضية. وعلى الجانب الآخر كانت تتجول الأميرة في باحة القصر شاردة تفكر وتتساءل أيضا ترى ما الذي بينه وبين سونيا؟! ولماذا أنشغل به أنا؟! تعقلي يا هيلين إنه واحد من الخدم وأنتِ أميرة بل أنتِ أُختْ الإمبراطور. ولكن قلبي يخفق تجاهه بشده! وفجأة أخذت تسير بسرعة إلى الدور العلوي. ولكن هناك من يختبئ وراء ستائر الشُرفة العُلوية ويُراقب الوضع عن كَثب دون أن يراهُ أحد! تتمشى سونيا أسفل ذاهبة نحو غرفة آرثر وهي تتمتم تُرى هل جهز لي آرثر ما طلبت منه؟! تسير بهدوء حتى وصلت إلى باب حجرة آرثر. وفى الأعلى الأميرة الجميلة تبحث عن سونيا! هيلين: أين ذهبت تلك القذرة؟ أقسم لو ما سمعت عن علاقتها به صحيحاً لأقتلها. وعلى الطرف الآخر تدخل سونيا على آرثر وهو مشغول البال غير منتبه لدخولها عليه. سونيا: آرثر؟ فتفاجأ آرثر فزعا؛ أنتِ أيَتُها الملعونة. سونيا: ماذا بك يا آرثر لما تنعتني بالملعونة؟ آرثر: ألم تعلمي بفضل وشايتك للأميرة كانت غاضبة منى جداً اليوم ولم يعجبها الفستان الجديد الذي صنعته لها وهددتني بالقتل. سونيا: ولكني لم أقل لها شيئا يا آرثر، قُلت لك مِراراً طالما تعطيني ما أُريد لن أخبرها شيء. : هناك من يسير في خارج غرفة آرثر ويسترق السمع تُرى يكون من؟ الأميرة هيلين في الأعلى تبحث عن سونيا ولم تجدها وتسأل أحد الحُراس فيخبرها أنه رآها تنزل الأسفل منذ قليل فتهتف في نفسها أيُعقل أنها ذهبت إليه سأذهب وأضبطهم فأسرعت تتجه إلى أسفل سونيا ما زالت تتحدث مع آرثر. هناك من يسترق السمع خارج الغرفة. الأميرة هيلين في الطريق. آرثر: إذا لما هي غاضبه يا سونيا ألا تعلمين. سونيا: لا أعلم أنت تعلم أنها تكون عصبية المزاج في أغلب الأحيان رغم طيبة قلبها. سونيا: أعطني القطع النقدية التي طلبتها منك حتى أحفظ سِرك ولا أخبرها أنك كنت تنظر إليها خِلسةً من وراء من وراء النوافذ أيها العاشق الهائم فيعلم الإمبراطور ويطير رأسك الجميل هههههههه. آرثر: اخفضي صوتك أَيَتُها اللعينة هاك النقود خديها. سونيا: أحسنت هكذا يكون سرك في بِئر. وصلت هيلين إلى الطابق السفلى متجهة الباب وفجأة تتعالى أصوات الحراس "مولانا الإمبراطور" فتضطر هيلين إلى الوقوف مكانها ولكنها تستشيط غضباً. وتجرى سونياً مسرعة من عِند آرثر ولكن عِند خروجها لاحظت أن أحدًا ما كان موجود وعندما خرجت ذهب مُسرعاً ولكن لم تستطع أن تراه. الكُل اجتمع في استقبال الإمبراطور. هيلين تُكَلِم سونيا بصوتِ خافت أين كُنتِ أيُتها الحمقاء؟ سونيا: كُنت في الحديقة يا مولاتي أنتقى لكِ بعض الزهور الجميلة وأوصى البستاني بتجميعها لك. هيلين: اصمتي الآن حِسابك فيما بعد. ذهب الإمبراطور وجلس على عرشه ثم أتت زوجته لورا، امرأةٌ جميله لكِنها شديدة الخُبث والدهاء. أسرعت هيلين إلى أخيها الإمبراطور وقامت بتقبيل يده. هيلين: حمداً للإله على عودتك سالِماً من رِحْلَتِك يا مولاي. الإمبراطور: شكراً لكِ يا أختي الجميلة. هيلين: أهلاً لورا. ملامح الحقد تبدو في نظرات زوجة الإمبراطور لورا تِجاه هيلين ولكنها تَرُد بابتسامة مصطنعة أهلاً هيلين. وبعد قليل قام الإمبراطور وصعد إلى جناحه ليستريح وذهب الجميع كُلٌ إلى مكانه. دخلت هيلين إلى مَخدَعِها ومعها سونيا ثُم أغلقت هيلين الباب من الداخل بإحكام وفجأة استلت هيلين خنجرها ووضعته على رقبة سونيا. هيلين: إن لم تخبريني عما بينك وبين هذا الخياط سأقتُلك الآن. سونيا: لا شيء يا سيدتي أقسم لكِ لا شيء. هيلين: لازلت تراوغين وأخذت تضغط على رقبتها بالخِنجر حتى انهارت سونيا سيدتي سأخبرك ولكن الرحمة. هيلين: هيا انطقي أيتُها القذرة. أجابت سونيا وهى مُنهارةٌ بالبكاء إنه إنه.. هيلين: انطقي قبل أن ينفذ صبري. سونيا: إنه يحبك يا سيدتي ورأيته عدة مرات ينظر إليك خلسة من وراء الطُرقات ويبدو عليه نظرات الإعجاب فهددته بأن أخبرك فأخذ يترجى في بأن أحفظ سره مقابل بعض المال، أرجوكِ بأن تسامحيني يا مولاتي فلا ذنب لي أقسم لك. هيلين: هكذا إذاً، أعَلِم أحدٌ غيرك بهذا. سونيا: لا يا مولاتي لم يعلم أحد إطلاقاً. فظهر على وجه هيلين السعادة لدرجة أن سونيا لاحظت ذلك فأضافت سونيا: سيدتي هل ستسامحينني؟ هيلين: اذهبي الآن سأسامحكِ على أن لا تخفى علىَّ شيء مرةً أُخرى. خرجت سونيا وجلست هيلين تغمرها السعادة. وعلى الجانب الآخر صعد الإمبراطور وزوجته إلى جناحهم. لورا زوجة الإمبراطور: حمدا للإله على سلامتك يا مولاي لقد افتقدناك. الإمبراطور: شكرا لك لورا، كيف كانت تسير الأمور في غيابي. صمتت لورا وأظهرت بعض ملامح الاضطراب بخبث شديد أمام الإمبراطور. الإمبراطور: انطقي يا لورا ماذا حدث. لورا: هذا المدعو آرثر الخياط يا مولاي تجاوز حده كثيرا شاهدته بأم عيني يمسك بذيل فستانها وهى أيضاً تُرسل إليه وصيفتها سونيا كثيراً و.. فأخذ يصرخ قسماً لأقتله، يا حراس أحضروا آرثر في الحال للديوان. الإمبراطور: يا حراس أحضروا آرثر في الحال إلى الديوان. لورا: هدئ من روعك يا مولاي أنت لازلت متعب ولم تسترح من رحلتك بعد. الإمبراطور: كيف أهدأ وأستريح وسط هذا التمادي والحقارة يا لورا. سمعت هيلين بحركة كثيره وأصوات وعدم رتابة في القصر فقالت لسونيا ما هذه الأصوات اذهبي وانظري ما الأمر. سونيا: أمرك مولاتي. عادت سونيا مسرعة، مولاتي ويبدو على وجهها الدهشة والخوف! مولاتي. هيلين: ماذا بك يا سونيا ما الخطب. سونيا: قال لي أحد الحراس الإمبراطور غاضب جداً وأمر بإحضار آرثر إلى الديوان. فانتفضت هيلين من مكانها، أسرعي يا سونيا وأعطني ملابسي. ذهب الحراس إلى غرفة آرثر لإحضاره امتثالا ً لأوامر الإمبراطور فدخلوا عليه الغرفة دون استئذان فقام آرثر فزعاً. آرثر: خيراً أيُها الجنود ماذا هناك؟ كبير الحرس: لقد أمر الإمبراطور أن نُحضركَ إلى الديوان. فأخذ آرثر يُحدِث نَفسه هل من المعقول أن تكون هيلين شكتني للإمبراطور بسبب الفستان ولكنها وعدتني بأن تمهلني عدة أيام، ما لخطب يا تُرى لن أقلق فأنا لم أُخطئ في حق أحد؛ هيا يا كبير الحراس أنا آتٍ معك. هيلين: هي يا سونيا فلننزل إلى الديوان بسرعة. فنزلت مسرعة فوجدت الإمبراطور جالس على عرشه ويملأ وجهه الغضب، والجنود أحضروا آرثر. آرثر: طلبتني يا مولاي؟ الإمبراطور: نعم أيُها الحقير الخائن الذي نسى نفسه وتطاول على أسياده. آرثر: أنا يا مولاي لم أكن يوماً خائن أو متطاول ولا ناكر للجميل تربيت في قصرك منذ أن كنت طفلا وعندما مات والدي أعطيتني وظيفته ولم أُقصر يوماً. الإمبراطور: أنت كاذب مُخادع وتجاوزت مع سيدتك الأميرة هيلين كثيرا يا وقح. فنظر آرثر إلى هيلين نظرة عتاب فنظرت له هي الأُخرى نظرات استنكار. هيلين: مولاي ائذن لي على ما تتحدث لم يصدر من آرثر أي شيء بحقي إنه طيلة الوقت مهذب ومطيع للأوامر. فبدا على آرثر علامة الارتياح. فصاح الإمبراطور غاضباً: اصمتي أَنتِ. الإمبراطور: لقد شاهدت الإمبراطورة لورا كل شيء عندما كُنت تجذب هيلين من فستانها وتَردُد الخادمة سونيا على غرفتك مراراً خِفيتاً وفى أوقات غير مناسبة. فصاحت هيلين: مولاي الأمر ليسَ كما تظُن هناك خطأٌ ما. صاح الإمبراطور غاضباً: ألم أقل لكي ألا تتحدثِ، اذهبي إلى جناحك ولا تخرجي منه أبداً دون إذن منى، يا كبير الحرس ضع حُراس على غرفة الأميرة ولا تخرج منها دون إذن. فنظرت هيلين إلى لورا الماكرة وعلِمت أنها دبرت تلك المكيدة للإيقاع بآرثر، فبادلتها أيضاً لورا ولكن نظراتها كانت شامته وتبدوا في عينيها الفرحة. فصاحت هيلين: أخي أنت تظلمني وتظلم آرثر. الإمبراطور: قُلت لكِ اذهبي قبل أن ينفذ صبري. آرثر: مولاي هذا الاتهام باطل وليس صحيح. الإمبراطور: اخرس أيها الوغد خذوه واصلبوه في ساحة القصر، واجلدوه واتركوه في العراء بدون طعام وشراب أمام العيان ليكون عبرة، وخذوا هذه الخادمة الحقيرة سونيا إلى السجن. آرثر: هذا ظلم سينتقم لي الرب. صاح الإمبراطور غاضباً خذوه. فأخذوا آرثر وصلبوه في ساحة القصر وهيلين تشاهد من الشُرفة وتبكي بحُرقه. ومرت عدة الأيام والمشهد لم يتغير كل يوم تشاهد آرثر من شُرفة حجرتها وهو مصلوب في الساحة ولكنه ينهار شيئاً فشيئاً ولا تملك شيئاً إلا البُكاء. وفى يوم استيقظت الأميرة على صوت هرج ومرج في القصر لقد مات الإمبراطور فدخل عَليها أحد الحراس: مولاتي! مولاي الإمبراطور لقد سقط من على عرشه فجأة ففحصه الطبيب وقال إنه غادر الحياة. فقالت لنفسها إنها العدالة الإلهية، لكل ظالم نهاية عادلة. فأسرعت هيلين بكُل ما أُتيت من قوه تجرى كالأطفال وهي تقول للحارث أسرع تعالى معي ولكن لم تذهب إلى جناح الملك بل ذهبت إلى الساحة لتُحرر آرثر ولكن المفاجأة وجدت آرثر كقطعة الحجر لا حِراك ولا نَفس لقد غادر الحياة إنها تصريفات القدر. أخذت هيلين تصرخ آرثر لقد انتهى كل شيء هيا عُد، ولكن هيهات لقد غادر الحياة عوقب بذنب لم يقترفه ومن عاقبه أيضاً مات. فانهارت هيلين باكيه وهي تضع خدها على قدم آرثر وتقول لم تسمع منى يوما ً كلمة أُحبك ولم تقولها لي، حبٌ لم يتجاوز القلوب وإن أفصحت عنه العيون. وتُرثيه ببعض الكلمات، إلى اللقاء يا نبع الطُهر والنقاء إلى اللقاء في عالم أكثر بقاء وأخذت تجهش بالبُكاء، حتى أُسدل السِتار على انتهاء قصة حُب لم تبدأ يوماً..