اعتاد الأطفال والشباب في غزة على حضور المدارس بفرح وحماس في كل عام، ولكن بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر المنصرم، لم يعد هناك مدارس ولا جامعات تستقبل الطلاب بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال وهدم العديد من مرافق التعليم وإخراج الكثير منها عن الخدمة، فقصف الاحتلال للمدارس والجامعات لن يترك بصماته فقط على البنية التحتية، بل سيلقي بظلاله الثقيلة على الواقع التعليمي أيضًا. فيما تحولت بعض المؤسسات التعليمية الأخرى التي لم يصيبها طائرات الاحتلال اليوم، إلى مأوى للسكان بعدما تم قصف أماكن عيشهم بغارات إسرائيلية مكثفة، فأصبح يتعين على الأطفال والكبار من نساء ورجال البقاء في هذه الملاجئ ليحتموا بها ظنًا منهم أنها آمنة أو لأنهم ليس لديهم مكان آخر يعيشون فيه، كانت مؤسسات التعليم في قطاع غزة تخلق أجيالًا جديدة بكل عام، ولكن هذا العام يُعتبر مختلف تمامًا عن السنوات السابقة، وبينما كان يحمل الطلاب من الأطفال والكبار حقائبهم التي تحتوي على القلم والكراسة أصبحت اليوم تحمل أشلاء ذويهم وأحبائهم الذين فقدوهم جراء القصف الإسرائيلي. منذ 7 أكتوبر المنصرم.. التعليم في قطاع غزة معُطل لأكثر من 600 ألف طالب وقال المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، صادق الخضور، إن "الوضع التعليمي في قطاع غزة صعب للغاية، وبات التعليم لأكثر من 600 ألف طالب مُعطلاً منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي، كما تحولت العديد من المدارس إلى ملاجئ، وتم استهداف بعضها، بالإضافة إلى إزالة مدرستين بالكامل، وكذلك استهداف كوادر المعلمين ومديري المدارس". وفي وقت سابق وخلال الصراع الحالي في القطاع، أشار الخضور، إلى أنه قتل نحو 2000 طالب وأكثر من 70 من الكادر التعليمي إثر الحرب على غزة، وأضاف أن حوالي 200 مدرسة تعرضت لعدوان الاحتلال الإسرائيلي. 60 مدرسة بغزة خرجت عن الخدمة بسبب «القصف المباشر» وأفاد الإعلام الحكومي في غزة، يوم أمس الخميس 9 نوفمبر، بأن نحو 60 مدرسة قد خرجت عن الخدمة بسبب القصف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وفي يوم الأربعاء الماضي، استشهد العديد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة "الأونروا" في غرب غزة، وهاجمت الطائرات المدرسة قرب مفترق الأنصار غرب مدينة غزة، التي كانت تستضيف آلاف النازحين، مما أدى إلى استشهاد العديد من السكان وإصابة آخرين بجروح متنوعة، وعلى إثر ذلك، واجهت فرق الإسعاف صعوبات في الوصول إلى المكان بسبب استمرار القصف المدفعي في المنطقة الغربية من مدينة غزة. استهداف الاحتلال لجامعة الأزهر في غزة وأشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن قوات الاحتلال استهدفت مباني جديدة في جامعة الأزهر بغزة منذ بضعة أيام، ويأتي هذا القصف للمبنى الجامعي للمرة الثانية منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، مما يزيد من حدة الدمار والأثر السلبي على المؤسسات التعليمية في القطاع. ومن بين المدارس التي تعرضت لقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا، الواقعة شمال قطاع غزة، حيث شهدت هذه المدرسة مأساة إنسانية جراء القصف العنيف الذي تعرضت له في اليوم ال29 من العدوان المستمر على القطاع منذ السابع من الشهر الماضي. وفي بيان أصدرته وزارة الصحة الفلسطينية، تم الإعلان عن استهداف مدرسة تم تحويلها إلى مخيم لإيواء النازحين في منطقة الصفطاوي شمال قطاع غزة، وذكرت الوزارة أن عشرات الجرحى نُقلوا إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة جراء القصف المباشر للمدرسة. وأشارت الصحة الفلسطينية، إلى أن المدرسة تعرضت للاستهداف المباشر باستخدام قذائف الدبابات، وهي حادثة أليمة تعكس حجم الكوارث الإنسانية التي يتعرض لها السكان في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل. ولا يزال الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية ضد قطاع غزة، الذي يعاني من حصار مستمر لمدة 35 يومًا، ووصلت أعداد الضحايا نتيجة للهجمات الإسرائيلية إلى أكثر من 10 آلاف شهيد ونحو 26 ألف مصاب. فقصف الاحتلال للمدارس والجامعات له تأثير كبير على الوضع التعليمي في غزة في ظل ظروف الحصار الإسرائيلي الصارم الذي دخل شهره الثاني، كما يستمر الاحتلال في شن غارات مكثفة على جميع مرافق القطاع، سواءًا كانت طبية أو صحية، وتجارية، ودينية، وتعليمية، مُخلفًا ورائه آلاف الشهداء في جميع أنحاء القطاع، ومصحوبًا بالدمار والخراب الذي يعصف بكل مؤسسة وبنية تحتية في طريقه.