الإمام.. رسالة سلام| نقاد: الجمهور متعطش للأعمال الدينية الوسطية

أشرف رمضان
يبدو أن الجمهور كان متشوقًا للأعمال الدينية التي اختفت من الساحة الدرامية لفترة طويلة، ليأتي مسلسل «رسالة الإمام» ليروي هذا العطش، ويوجه رسائل دينية ومجتمعية معتدلة، كما أن العمل يمثل عودة للإنتاج الضخم والاهتمام بالأعمال التاريخية والدينية، مما يفتح الباب أمام هذا النوع من الدراما، التي كانت مصر رائدة فيها، وفي السياق أشاد النقاد بالعمل، مؤكدين أن المجتمع كان في حاجة لمثل هذه الأعمال التي تحث على الوسطية والاعتدال الديني.
"رسالة الإمام"، يتناول آخر 6 سنوات من حياة الإمام الشافعي، والتي قضاها في مصر، وتأثره بالحضارة المصرية، والتي امتدت حتى يومنا، وتدور أحداثه على مدار 50 عامًا مع نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، إذ تشهد مصر في هذه الفترة صراعات على السلطة، ومحاولات انفصالية، وتشتتًا مذهبيًا، وضغوطًا اقتصادية ثقيلة، في وسط كل هذه الأمور يأتي لمصر الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ليسهم بحضوره وشخصيته وعلمه في تخطي مصر لهذه العقبات، وفي الوقت ذاته يعيد الإمام استكشاف حياته وماضيه، ليدرك أن الثبات على رأي رغم ظهور ما يثبت خطأ الرأي ليس أمرًا محمودًا.
المسلسل بطولة خالد النبوي، أروى جودة، نضال الشافعي، خالد أنور، وليد فواز، جيهان خليل، حمزة العيلى، أحمد الرافعي، سلمى أبوضيف، ونخبة من نجوم الوطن العربي، أبرزهم السوريان خالد القيش وهافال حمدي، والأردنية فرح بسيسو، والعمل سيناريو وحوار ورشة كتابة تحت إشراف المؤلف محمد هشام عبية، وإخراج السوري الليث حجو.
في البداية يقول الناقد الفني طارق الشناوي، إن المجتمع في حاجة إلى أفكار الإمام الشافعي المعتدلة التي تتماشى مع العصر بعيدًا عن المغالاة والتطرف الفكري، مشيرًا إلى أن العمل في المجمل ممتاز، موجهًا التحية للشركة المنتجة على تصديها لهذا العمل التاريخي، وتحملُ أعباء إنتاجه المكلفة، قائلا: "نعلم جميعًا أن الأعمال التاريخية تحتاج إلى ميزانية كبيرة، وإعداد جيد".
ويضيف: "بالنسبة لأداء خالد النبوي أرى أنه أدى دورًا جيدًا، ولكن خالد يستخدم عقله كثيرًا في التمثيل، أشعر أنه يمثل، وهذا واضح جدًا في أدائه، هو ممثل بارع، لكنه يوصل رسالة بأنه يمثل، وهذا ربما يكون مقبولا عند البعض".
أما عن تكرار الأعمال الدينية والتاريخية، يؤكد الشناوي، أن «عدوى النجاح» تُصيب الجميع، فالأعمال الناجحة بالتأكيد يقبل عليها المنتجون، ويحرصون على تكرارها، متمنيًا أن تشهد المواسم الدرامية المقبلة إنتاج أعمال مشابهة تخدم المجتمع وتعزز الوسطية بعيدًا عن التطرف.
أما الناقد خطاب معوض خطاب، يقول: "منذ سنوات يتساءل كثيرون في مصر أين نحن من الدراما التاريخية والدينية؟، وما الذي يمنعنا من تقديم أعمال دينية وتاريخية على مستوى يليق بريادتنا في هذا المجال؟، فقد كانت الدراما المصرية تهتم بتقديم أعمال دينية وتاريخية خصوصا في شهر رمضان مثل مسلسلات "محمد رسول الله" و"لا إله إلا الله" و"الكعبة المشرفة" و"الأنصار" و"عمرو بن العاص" و"عمر بن عبد العزيز" و"هارون الرشيد" وغيرها".
يتابع: "لكن ولعدة أسباب تخلفت الدراما المصرية عن اللحاق بركب الدراما الدينية والتاريخية، إذ سيطر الإنتاج التركي والسوري على السوق باستخدام الإمكانيات الحديثة، وتساءل كثيرون عن سبب تقاعسنا عن إنتاج وتقديم أعمال تليق بنا وهل يكمن في عدم وجود قصص نقدمها أم أن الإمكانيات هي العائق أمام ذلك أم أن قلة وندرة المواهب هي السبب؟".
يمضى قائلًا: "هذا العام وبإمكانيات إنتاجية لم تتوفر من قبل، تم إنتاج مسلسل "رسالة الإمام"، وهو ما يمثل عودة مصر للإنتاج الضخم والاهتمام بالأعمال التاريخية والدينية التي كنا روادها، والحقيقة أنه مسلسل جميل ومتميز، وكل شيء فيه يشير إلى ذلك سواء الأداء أو اللغة أو الملابس أو التصوير والكادرات والصوت، وهو يتناول سيرة واحد من أئمة مذاهب الفقه الأربعة، وهو الإمام محمد بن إدريس الشافعي وخاصة فترة إقامته بمصر، ورغم أن المسلسل لم يعرض منه سوى حلقات معدودة حتى الآن، ويصعب الحكم عليه من خلالها، إلا أن هذه الحلقات تبشر بأن مصر قدمت هذا العام عملًا دراميًا تاريخيًا دينيًا بإمكانيات وقدرات إنتاجية كبيرة".
وهو نفس ما أكد عليه أيضًا الناقد نادر عدلى، فيقول: "أرى أن هذا المسلسل يبشر بالخير، فالعمل مصنوع بشكل جيد، وأداء بطله خالد النبوى فيه رائع، فهو محترف فى تقديم الأعمال التاريخية، مثل "المصير" و"ممالك النار" وانتهاء ب"رسالة الإمام"، هذا بالإضافة إلى إتقانه الشديد للغة الفصحى وكذلك مخارج الألفاظ لديه صحيحة، وأعتبر هذا العمل بمثابة نواة للإنطلاق نحو تكثيف تواجد الأعمال الدينية والتاريخية فى السنوات المقبلة.
نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 30/3/2023