لن يستطيع بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل أن يقنع أحداً داخل الكيان الصهيونى أو خارجه بأنه «الحكيم المعتدل» الذى سيكبح جماح حلفائه فى حكومة اصحاب السوابق فى الإرهاب والفساد!! لن يستطيع ذلك لأنه -أولاً- صاحب التاريخ الأسود خلال ترؤسه لخمس حكومات سابقة استطاع خلالها أن يقضى على اتفاقيات أسلو وأن يجهض كل فرصة اتيحت للحل السلمى، وأن يواصل الحرب القذرة ضد الفلسطينيين والاغتصاب المستمر للأرض الفلسطينية. ولن يستطيع نتنياهو خداع أحد لأنه -ثانياً- هو الذى «هندس» هذا التحالف الحكومى مع زعماء عصابات اليمين المتطرف. وهو الذى قدم كل التنازلات لهم لكى يعود للحكم ويفلت من المحاكمة على جرائم الرشوة والفساد والاحتيال التى تهدده هو وزوجته بالسجن (!!).. وفى سبيل ذلك أعطى للإرهابى بن غفير ورفاقه المسئولية الكاملة عن الأمن الداخلى، والسيطرة الكاملة على شئون الضفة والقدس العربية، والمسئولية الواسعة للمضى فى الاستيطان فى حماية جيش خاص من الشرطة التى أصبحت خاضعة له! ولن يستطيع نتنياهو خداع أحد لأنه هو وليس أحد آخر من قدم الحكومة الجديدة بأنها حكومة التوسع الاستيطانى فى كل ما تعتبره أرضاً اسرائيلية. وهو - وليس أحد آخر- من يهدد بتفجير الموقف فى المنطقة كلها فى نفس الوقت الذى يقود اسرائيل نفسها الى الحرب الأهلية. ومن هنا كان عشرات الآلاف من الاسرائيليين بالأمس يتظاهرون ضد حكومة العصابات اليمينية متهمين إياها بالانقلاب على مؤسسات الدولة بمحاولة إخضاع القضاء، والمساس بالجيش، ووضع الشرطة تحت قيادة الارهابى بن غفير!! حكومة نتنياهو الجديدة هى الأخطر فى تاريخ الكيان الصهيونى، لكنها أيضاً هى الاضعف!!.. هى «الأخطر» بتهديدها للأمن فى كل المنطقة وبالسير فى الداخل نحو الحرب الاهلية. وهى «الأضعف» لأنها تكشف للعالم عن الوجه الحقيقى لدولة الاحتلال والعنصرية، ولأنها تقف فى مواجهة القضاء والجيش والشرطة وكل فصائل المعارضة فى الداخل. لن تصمد هذه الحكومة طويلاً، ولن ينجح نتنياهو فى تمثيل دور «المعتدل». السقوط حتمى، ولكن هل يتم ذلك قبل انفجار الموقف؟.. الإجابة لن تتأخر كثيراً!