المستوطن الروسى افيجدور ليبرمان الذى يقود حزب "يسرائيل بيتينو" والذى يمثل اقصى اليمين المتطرف فى تشكيلة الأحزاب الإسرائيلية، يقفز من جديد الى صناعة القرار فى الحكومة الإسرائيلية، بعد ان غادرها فى مايو 2015 وقضى فيها 6 سنوات وزير للخارجية عبر فيها عن عنصريته وتطرفه فى تصريحات ومواقف كانت مثيرة للجدل، حتى داخل إسرائيل وخرجت المعارضة ترفض ليبرمان وأعلن هيرتزوج رئيس المعسكر الصهيونى ان على نيتانياهو ان يختار بينه وبين ليبرمان، فإما الشروع بحرب وجنازات بقيادة ليبرمان وبينيت أو البدء بمسيرة أمل لجميع سكان إسرائيل. قدم ليبرمان الى إسرائيل عام 1978 من مولدافيا إحدى دول الإتحاد السوفيتى، ويقيم بمستوطنة نوكديم المجاورة لمدينة بيت لحم وتولى حقيبة الخارجية منذ 2009 لمدة 6 اعوام كشف خلالها عنصريته وعداءه للعرب والفلسطينيين وهو الذى وافق على حل الدولتين بشرط تبادل الأرض والسكان لإخراج قرى 48 بسكانها من إسرائيل، وكان ينتقد نيتانياهو بأنه لين ومتراخى مع حماس، ويعلن دائما ان الحل الأفضل هو الحل الحالى بإبقاء الوضع على ما هو عليه وان حصول الفلسطينيينى على سلطة حكم ذاتى هو الحد الأقصى الذى يمكن ان تسمح به إسرائيل، وكانت له اثناء جولات الحرب تصريحات عنيفة بمطالبة الجيش بالبطش فى غزة والتنكيل بحركة حماس، وطالب الحكومة بتنفيذ إغتيالات لكل اعداء إسرائيل فى غزه او الضفة، وبسبب تصريحاته المتطرفة ادخل بلاده فى سلسلة تصادمات دولية. تأزم الخلاف مع موشيه يعلون ويشار إلى أن خلافات كبيرة بين نيتانياهو ويعلون طفت على السطح خلال الفترة الماضية قبل استقالته امس، كان سببها بحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية تحديد العلاقة بين اسرائيل والسلطة فيما يتعلق بالجانب الامني بالضفة المحتلة والقدس، وان يعلون كان يطمع فى دور أكبر للجيش فى صناعة القرار السياسى، وكانت كل إجراءاته الأمنية منتقدة من رئيس الحكومة، وكان الشرخ قد بدأ في الظهور بين نيتانياهو ووزير جيشه موشيه يعلون حول مسائل مثل الموقف من الجندي الذي أطلق النار على رأس جريح فلسطيني في الخليل، والموقف من كلام نائب رئيس الأركان الجنرال يائير جولان حول مظاهر النازية في المجتمع الإسرائيلي، وقد وبخه نيتانياهو علناً ساعياً لتحقيق الردع ومنع ضباط الجيش من إبداء مواقفهم، فدعا يعلون الضباط في مقر وزارة الجيش إلى قول ما تمليه عليهم ضمائرهم من دون خشية من القيادة السياسية. اعتبر نيتانياهو أقوال يعلون تحديا له، وبتدبير استثنائي، بينما كان يعلون لا يزال يلقي كلمته، نشر ديوان رئاسة الحكومة بيانا عن تمسك رئيس الوزراء برأيه وان الجيش الإسرائيلي هو جيش الشعب ويجب الحفاظ عليه خارج الخلافات السياسية. تحرك نيتانياهو تجاه اليمين وأطلع الوزراء ورؤساء الأحزاب في حكومته بخصوص ضم أفيجدور ليبرمان إلى حكومته، فسارع قادة في الليكود إلى الإعلان عن تأييدهم لضم ليبرمان للحكومة مثل الوزير يسرائيل كاتس ووزير السياحة ياريف لافين فيما هاجم الوزير الليكودي السابق، بيني بيجين، الفكرة وقال للقناة الإسرائيلية الثانية إن "هذا تعيين مهووس"، وخطوة تعكس عدم مسئولية تجاه جهاز الأمن ومواطني إسرائيل، وبيجين هو أحد "أمراء" الليكود ونجل الزعيم التاريخي للحركة مناحيم بيجين، وقال إن رئيس الحكومة يفضل تبديل الصعوبات بمخاطر أكبر فى إدارة مثل هذا الإئتلاف. أعلن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيجدور ليبرمان عن موافقته على اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي بتولي حقيبة الجيش في حكومته وقال خلال مؤتمر صحفي إنه لا ينفي إمكانية الدخول إلى حكومة نيتانياهو، إذا استجاب نيتانياهو لمطالب حزبه وهى الأمن وسن قانون لإعدام منفذي العمليات، واضاف: مطالبنا معروفة وواضحة، من الواضح أنه لن يتم الاستجابة إلى مئة بالمئة من مطالبنا، لكن بخصوص موضوع الدين والدولة فإن الأحزاب المتدينة هي جزء من الائتلاف. هيرتزوج يرفض ولأنه يمثل اقصى اليسار ويؤمن ان الأمن الإسرائيلى لن يتحقق بغير إقامة دولة فلسطينية، وان قيادة اليمين فى طريق الدولة الواحدة وانهاء حل الدولتين هى المدخل الى العنف والتصادم وانهاء دولة إسرائيل، أعلن رئيس المعسكر الصهيوني، يتسحاق هيرتزوج ، إن المؤتمر الصحفي الذي عقده ليبرمان حدد لنيتانياهو خياره التاريخي إما الشروع بحرب وجنازات بقيادة ليبرمان وبينيت أو البدء بمسيرة أمل لجميع سكان إسرائيل. وحتى يقرر نيتانياهو أى من الخيارات سيتخذ، لن نجري معه مفاوضات بموازاة ذلك، لإن الخيار بين ليبرمان في وزارة الأمن وبيننا، مثل الخيار بين الجنون وصوت العقل، بين الحصار السياسي والاقتصادي وبين الازدهار. موقف عربى متضارب وقد اثار قرار ترشح ليبرمان لحقيبة الجيش فى إسرائيل تضاربا بين المراقبين العرب فبينما يرى كثيرون أن تولي ليبرمان وزارة الجيش سيساهم في زيادة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني أكثر، لأن ليبرمان الوجه الحقيقي لدولة الكيان الإسرائيلي، ومؤكد انه سيعتمد سياسة حديدية أكثر في التعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وفيما يتعلق بالمقدسات والقدس يمكن أن يكون له سياسة أكثر تطرفا، وكثر الحديث عن توابع تعيين ليبرمان وزيرا للجيش الاسرائيلي على قطاع غزة وتوقعات بحرب جديدة نظرا لتطرفه، رغم ان وزير الحرب ليس بيده القرار وعمليا هو يشكل حلقة الوصل بين الحكومة والجيش ، ولن يستطيع أن يتخذ قرارات بمفرده، وفرص الأمن والسلام حتما ستتراجع امام جنوح المستوطن المتطرف. ورأى اخر بحسب ما تحدثت به الصحافة الفلسطينية يرى أن نيتانياهو يحاول إحراج ليبرمان لأن الشعارات العنصرية التي كان يرفعها ليبرمان قد لا يكون لها وجود على ارض الواقع، وأن نيتانياهو جاء بليبرمان ليقوم بتعريته امام المجتمع اليمينى فى إسرائيل وهو مجتمعه الإنتخابى، لأنه رجل كان دائماً يحاول أن يحمله الكثير من المسئولية في العلاقة بالفلسطينيين ويتهمه بالتهاون والتراخى فى قمع الفلسطينيين فأراد نيتانياهو ان يضعه امام خيارات السياسة والمسئولية.