وليد بدران في مثل هذا اليوم منذ عام استدعتني أخبار اليوم لأقود انطلاقتها في عالم الفضاء الافتراضي وهو الأمر الذي تأخر كثيرا في المؤسسة.. فكان لقائي بالأستاذ محمد بركات رئيس مجلس الادارة في ذلك الوقت والذي طالبني بتحقيق أفضل شيئ بأسرع وقت وبأقل تكلفة متعهدا أنه سيقيم لي تمثالا لو أنجزت الأمر.. درست الوضع ..كان هناك قسم انترنت لا يوجد به صحفي واحد وبنية أساسية مهلهلة رغم الأموال الكثيرة التي أنفقت عليها.. لقد كان من المستحيل البناء على الوضع القائم.. بحثت عن مكان لأبدأ منه في مؤسسة لا يوجد بها " خرم ابرة" بالمعنى الحرفي للكلمة حتى نجحت وبعد صراعات مريرة في انتزاع مكان يصلح كغرفة تحرير.. ثم بدأت رحلة البحث عن أهم عنصر في العملية وهو البشر والبداية كانت الزميل والصديق محمد جلال مدير التحرير وهو من أفضل شباب المؤسسة وكان مدفونا في الارشيف لسبب أجهله حتى الآن.. وطالما بتنا خارج منازلنا في العمل أو على المقهى ونحن نجهز ونطور المشروع. ثم بدأنا العمل على توفير العناصر البشرية والمادية لغرفة التحرير في ظل ظروف صعبة حيث الميزانية محدودة للغاية في ظل مخاوف من التوقيع على أية أوراق قد تترجم إلى أموال وبالطبع أدى ذلك الى تأخر تجهيز المكان كما دفعنا اإلى الاستعانة بالشباب الصغير الذي يكاد يكون معدوم الخبرة لأن المحترفين يكلفون الكثير.. أتذكر في ذلك الوقت أنني وجلال والزميل والصديق شادي أنور المشرف على غرفة التحرير حيث قررنا نقل خبراتنا الى هؤلاء الشباب وتعليمهم وتوفير كورسات ودورات تدريبية لهم قدر المستطاع. وأتذكر في هذا الوقت شابات قررن بدء العمل من على البلاط وقبل تجهيز المكان فاشترت محاسن الهواري سجادة جلست عليها وزينب السنوسي ومروة فهمي ومي سيد يعملن على أجهزتهن الشخصية. كما تمر أمام عيناي ذكرى الشركة التي قدمها لنا زملاء لتنفذ عملية اطلاق البوابة مقابل نسبة من عائد الاعلانات على ثلاث سنوات فرفضت ذلك واستعنت بالزميل والصديق أحمد جلال من الانترنت ليقوم بالمهمة براتبه ودون أية أعباء على المؤسسة. وهناك أيضا الصديق والزميل عمرو شاهين الذي عرفته بعد ان حاول البعض تعجيزي واقناعي باستحالة تحقيق عائد مادي والبوابة في بدايتها وان علي الانتظار حتى تحسن الوضع فكان ان جاء عمرو وكسر حاجز الستة أرقام ليثبت ان الروح المقاتلة قادرة على تجاوز المنطق. وانطلقت في أواخر نوفمبر النسخة التجريبية الأولى تبعها بعد ثلاثة أشهر النسخة الحالية ونستعد الآن بالتعاون مع الاستاذ علاء عبد الوهاب المدير المالي والاداري والاستاذ علاء عبد الهادي المشرف العام وتحت رعاية الاستاذ أحمد سامح رئيس مجلس الادارة الفاهم جدا جدا جدا لاطلاق النسخة الثالثة من البوابة وتطوير جميع مواقع اصدارات الدار على الانترنت. والى جانب الأيام الحلوة كانت هناك ايام مرة عشناها وظروف صعبة كثيرة وحاول البعض تدمير المشروع الوليد دون جدوى فقد كانت الجبهة الداخلية قوية فضلا عن دعم رئيس مجلس الادارة السابق محمد الهواري لنا في البداية. لم يهتز المشروع ابدا امام العواصف الخارجية حتى حدثت الثغرة او الاختراق من الداخل اثر مؤامرات دبرها طماع من الفلول وحاقد تربى في أحضان الصحف الصفراء وللاسف تبعهما بعض الشباب الذي اعتقد انه يثور من أجل الأفضل وهو لا يعلم انه يسير وراء فلول وحاقد.. الآن وبعد عام بحلوه ومره آصبح لاخبار اليوم كيانا في الفضاء الافتراضي وباتت البوابة من اصدارات المؤسسة الرابحة وتحسنت البنية الاساسية للانترنت كثيرا .. رغم اننا لم ننفق كغيرنا الملايين في الدعاية والاعلان وفي الواقع اننا لم ننفق حتى الان مليما واحدا على التسويق.. عزيزي استاذ بركات ادعوك للوفاء بوعدك ولكن ليس بصنع تمثال لي وانما بصنع تمثال لكل فرد في فريق العمل الذي يقف وراء الانجاز.. ستظل مؤسسة أخبار اليوم تذكر هذا الفريق مهما طال الزمن اما من يحاولون التشويه والهدم فمصيرهم مزبلة التاريخ ولن تأتي ذكراهم الا مصحوبة باللعنات