يا حلوة الحلوات

فنجان قهوة

وعبد الحليم حافظ بيغنى (افرح واملا الدنيا أمانى لا أنا ولا انت هنعشق تانى) .. افرح فأنت فى حضرة نعم ربنا الكتيرة.. النعم فى كل مكان حوالينا فى كل مكان فينا فى كل لحظة بنعيشها فى كل يوم بنبدأه فى كل خطوة بنمشيها فى كل حاجة حلوة تقابلنا وناس أحلى نقابلهم !
من كل التفاصيل الصغيرة البسيطة.. احنا أصحاب كنز كبير. من ضحكة طفل تتكتب لنا فى لحظة صفا.. من وقفة عصفور على شباكنا الصبح واحنا بنشرب قهوتنا.. من أول طلة لهلال مرسوم بخيوط الفضة فى سما بعيدة..من غَزّل عناقيد النور الملفوفة حوالين مآذن القاهرة فى دخلة رمضان من ريحة المسك والبخور فى حوارى الحسين بعد التراويح لغاية الفجر .. وعِمة الدرويش أبو توب أخضر وسبحته الألف حباية من زغللة نور الفوانيس فى عيونا واحنا بنتمشى فى السيدة، شلاه ياست العتبة الطاهرة وضحكة المشتاق.
مصر جميلة ياناس، عشان كدة ياولاد مصر حلوة الحلوات على رأى سيد حجاب وبليغ حمدي.
شوف مصر بقلبك، شوفها وسَمّى وغنى واتبسط وافرح وعلى راسك وعلى صوتك بالغنا.. شوفها فى عم سلامة بياع الربابة فى زقاق المدق، صنعت ايديه وحياة عنيه، صنعة سنين عمره، صنعة جده الحاج غريب اللى جه من قنا من خمسين سنة مشى .. وفى السكة: حب واتغرب واتسلى بشد قوس من ذيل الحصان على خشب شجرة ورد.
وسكن هنا ورا خان الخليلى كأنه درويش ماشى ورا ضل نجيب محفوظ!
وورث الأب مهنة صنعة الربابة ، ب اتنين جنيه يبيع لك الفرح والبهجة، طول النهار يلعب ويعزف ويضحك ويزقطط ويبيع لك الهوا.. وسبت الربابة الملونة لعبة العيال فى ليلة عيد .. من بعد الأب يروح للابن، والعرق يمد لسابع جد.
ويفضل بياع السعادة فى نفس النص متر بتاعه، نفس الناصية ونفس الوقفة ونفس الكام ساعة اللى بيلاغى فيها زباينه.
ياعم سلامة.. سلام مربع لشخصك وروحك وقلبك وضحكك. وادينى بقول: اللى له فى الفرح يروح لعم سلامة فى العنوان الكائن بين القصرين.
شوف بلدك فى تفاصيلها البسيطة الجميلة المُلهمة الفاتنة.. واجعل أيامك سعيدة.