تختلف أو تتفق، معى فالواقع يقول، إن لكل وقت اذان، ولكل عصر مايليق به، ولكن السؤال، هل التغيير يكون، ضد أم مع ؟ أو بالأحرى، هل مايحدث يصبح فى صالح هذا التغيير؟ ومن هنا سوف أدخل فى صلب الموضوع. فجميعا نعلم جيدا، أهمية التسويق والى أى مدى أهميته، تساهم فى النجاح من عدمه، فالتسويق فى حد ذاته رسالة ذات قيمة، وعلى صاحب هذة الرسالة، لابد أن ينجح فى توصيلها، باعتبارها مهمته الاساسية، وهذا بالطبع إذا كان يملك من الأدوات، والمهارات، والكاريزما، التى تؤهله لذلك ولأن التسويق ،علم له باع كبير ،فى شتى المجالات . فقد يطلق، عليه الخبراء ( فن التسويق) ، وحتى يكون الشخص مؤهلا لذلك ،فكان عليه بالدراسة للحصول على شهادات عليا ،بل وحتى الدكتوراه ، أيضا القيام بالتدريبات كثيرا ،من خلال ورش عمل. وأحيانا الانتقال من عمل إلى آخر ليصبح متمرس، وحاصل على خبرات ، بشكل يجعله بمعنى أصح " شارب المهنة " فالتسويق فن، يشتغل على قراءة مايدور فى خُلد العميل، ومخاطبته باللغة، التى تليق به ،مع دراسة لغة الجسد ،التى تمكنه من إقناع العميل. ولأن فن التسويق ،علم لا يستهان به، فقد أتجه الكثيرون إلى الخارج لدراسته، ليكون على دراية، بما يدور حوله، من تطور وتكنولوجيا، لتصبح أيضا إضافة لخبراته . كل ما ذكرته، بالتأكيد فى حاجة إلى أعوام، وأعوام بل ومعافرة طويلة ليستطيع الشخص مؤهلا لجميع هذة المهارات. وبالرغم من ذلك، إلا أن فى هذه الآونة، الوضع أختلف تماما !! فقد أصبح التسويق، فى أتجاه آخر مغير للواقع وعكس كل ما تم دراسته ،بظهور مايسمى "بالبلوجرز " ولمن لايعرف، هذا المصطلح ،فهو يعنى خدمة إلكترونية، متاحة عبر الإنترنت مجانًا، حيث يمكن إستخدام مايقدمه كمادة هادفة، للربح وتطويعها، وتوظيفها، بأشكال مختلفة وذلك من خلال ،نشر المدونات، أوالفيديوهات، الإلكترونية عبر السوشيال ميديا. البداية تأتى من خلال تقديم ,,أحدهم محتوى عن طريق الفيديو ،قد يكون هادف، أو حتى دون المستوى، لكن للأسف بعيد كل البُعد، عن المهنية خاصة ،حين يستخدمون عبارات ،ومفردات ركيكة ،لاتتناسب مع المعايير الأخلاقية فهناك من تغنى، أو ترقص، بشكل مبتذل ، لعرض محتوى ما !! الغريبة أن من النساء ،والفتيات، يقلدن بعضهن البعض وكأن هناك ،نموذج ،أو كتالوج، الجميع يسير وراءه ويقلده حرفيا ، وما يثير أندهاشى !! وجود نساء كبيرات فى العمر , تفتعل حركات، وأساليب، لا تليق بتاتا" بعمرهن!! ومع ذلك. لا أنكر أن هناك "بلوجرز " يقدمون محتوى مفيد مضمونا ،وعلما ، قد يكون ذو اختصاص طبى، أو فنى، أو دينى . أو محتوى يتمثل ، فى تقديم، نصائح اجتماعية ولكن الغالبية العظمى ، للأسف !! يقدمون محتوى ليس له أى قيمة، وحين ينتشر بصورة كبيرة ،يصبح بالتبعية بلوجر .تستعين به أصحاب المحلات، والمطاعم، والمولات والملابس، وأغراض التجميل وعرضها من خلال فيديوهات لشرح المحتوى . ومن هنا تأتى الانطلاقة لهم !!! ولكن هذا النوع بعيد أيضا كل البُعد عن الدراسة ،أو العلم ، مايجعلنى أقول لا عزاء لدراسة التسويق !!!! فقد يكون الشخص بسيط جدا, من بيئة متوسطه ، ويقدم محتوى ما، دون أدنى معرفة مسبقة بمهارات التسويق، ولكن يتم الاستعانة به إلى أن يصبح فى النهاية، بلوجر ذو شهرة واسعة ،ومسوٌق من الدرجة الاولى -لكن على خطاهم - وقد تضيف النساء مهنه أخرى كاستشارات أسريه تعطى من خلالها نصائح لهن الله اعلم تذهب بهن إلى اين ؟! إلى جانب أن هناك بعض الإعلاميين، والفنانين، وشيفات الطبخ ، انضموا إلى هذه القائمة فهم يقومون بهذا الدور والبعض الآخر، يستغل شكله ،حين يبدو غريب، لدى الناس كالشاب الذى يشبه "بوجى" و "كوسكال بابا " التركى ،الذى جاء إلى مصر، وقلب الدنيا رأسا على عقب لأنه قصير القامة، وصوته كالاطفال ،بالرغم من وجود لحية وشنب ، وبالفعل أستطاع جذب قاعدة كبيرة من المشاهدين. وقد كان ! فقد أصبحت للاسف ،هذة مواصفات "البلوجرز" التى يعتمدون عليها ،لكن فى النهاية تحقق الغرض، المطلوب !!! من وجهة نظرى، أن مفهوم التسويق فى حد ذاته ،أصبح له قالب آخر، غير المتعارف عليه الآن، بل تميز بمقاييس مختلفة تماما !! عن السابق تماشيا مع عصر التكنولوجية، وهذا إن دل على شىء فهو يدل على ماذكرته فى البداية، إن لكل وقت اذان ،ولكل عصر مايليق به ،فأنا لست ضد التغيير، أو القوالب الجديدة، إنما أتفق معها ،إذا كانت فى قالب متميز وجرىء باحترام. وأخيرا فلا يصح إلا الصحيح !!!