مايسة عبدالجليل ضجيج بلا طحن ..هذا هو باختصار حصيلة فتح ملف هجرة شباب الأطباء المصريين إلى الخارج والذى تزامن مع «بوست « نشره أحدهم على الفيسبوك يصف ساعات الانتظار أمام شباك جوازات الطائرة المغادرة إلى لندن الذى ازدحم عن آخره ليكتشف أن معظم الركاب من شباب الأطباء حديثى التخرج والمغادرين للبلاد المهاجرين إلى لندن هربا من مشاكل يعلمها الجميع من ضعف رواتب وانعدام فرص الترقى والتدريب ومواصلة التعليم لتحط بهم طائرتهم فى لندن وغيرها تأخذهم «على الجاهز» سدا لعجز لديهم بعد عزوف شبابهم عن الدراسات الطبية لصعوبتها وارتفاع تكاليفها . وكالعادة انبرت الأقلام والبرامج تشجب الظاهرة وتطالب بحل يحفظ ثروتنا ويوقف نزيف هجرة العقول خاصة وقد ازداد الموقف اشتعالا بعد استقالة طبيب مقيم بمستشفى الدمرداش الجامعى نشرها على الفيسبوك يشكو فيها التعسف وسوء المعاملة وغيرها من المشاكل ، وتوقعنا أن تتحرك وزارة الصحة والجهات المعنية لحل تلك المشكلة التى استشرت حتى وصل عدد الأطباء المهاجرين إلى مايزيد على 7آلاف طبيب ولكن للأسف لا حياة لمن تنادى مما حدا بهذه الأم أن ترسل إلينا بتلك الرسالة الباكية تقول: فرحت عندما تخرجت ابنتى فى كلية طب إحدى الجامعات الحكومية الكبرى وأخذت نيابة الباطنة ولكننى لاحظت أنها حزينة وعندما سألتها قالت : إنها تتمنى أن تلحق بزملائها إلى لندن لاستكمال دراستها والاستقرار هناك كما فعلت كل الدفعات السابقة والذين تركوا النيابة وحتى تعيين الجامعة وفروا إلى لندن خاصة وقد سبق لها أن حصلت على عدة «كورسات» تعليمية من هناك .. وللأسف كان هذا هو قرار ابنتى الدكتورة التى أنفقت عليها الدولة وأنفقت أنا عليها مئات الآلاف فى برامج الدراسات الطبية المميزة والساعات المعتمدة..إنها تعد أوراقها الآن للطيران بلا عودة انتهت الرسالة.. وبقيت المشكلة تبحث عن حل تستصرخ السادة المسئولين لإنقاذ مايمكن إنقاذه وماتبقى من شبابنا.. ثروتنا الحقيقية والتى وإن فقدناها لا نلوم إلا أنفسنا.