الموسيقار هانى شنودة: سأظل طوال عمرى أمدح سيدنا محمداً

محمد خضير
"لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام"، نصيحة اكتسبها الموسيقار هانى شنودة من الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ، ولكنها مازالت محفورة فى وجدانه حتى الآن، وكانت تلك العبارة فى آخر حديث جمع بينهما قبل تأسيس فرقة المصريين، بعد ملاحظاته على الأغنية العربية التى كانت تبدأ بتانجو وتنتهي بمقسوم "على واحدة ونص"، لكنه أوضح لمحفوظ مقصده، لكن أديبنا أنهى معه اللقاء قائلا "اللي انت مؤمن إنه صح اعمله".
رحل نجيب، لكن الفكرة ظلت باقية، وأثّرت في عمله، وجعلته يختار بعناية شديدة كل أعماله، وفى ظل حالة التدنى الموسيقى.
أكد شنودة لآخرساعة أن الكلمة هى مفتاح الأغنية واختيارها بعناية هو الذى يرفع من شأن موسيقانا العربية أمام العالم، فالموسيقى بالنسبة لى هى الترجمة التى تنقل ثقافتنا إلى العالم كى ينظروا إلينا.
ومع تزايد هذه الحالة وخروج أصوات بألفاظ خادشة من مؤدى أغانى المهرجان، أوضح شنودة أن الموسيقى لغة عالمية، وهؤلاء المطربون لم يخترعوا موسيقى جديدة لكي نهاجمها ، لكننى أرفض الكلمات غير اللائقة التي يقدمونها في أغنياتهم، لأن تلك الأغنيات هي رمز للفن المصري، والمهرجانات موضوع شائك، والكلمة تلعب دورا مهما في التعبير عن رقي الأغنية، وأتذكر أننا كنا نرسل كلمات أي أغنية قبل تلحينها لجهاز الرقابة على المصنفات لإجازتها أو تغيير بعض الكلمات منها.
أذكر أنه فى إحدى المرات قمت بإرسال كلمات إحدى الأغانى والرقابة اعترضت عليها؟
- بالفعل كانت الكلمات لأغنية "آدم يا أبو البشرية" من كلمات صلاح فايز، والرقابة اعترضت عليها ولم ننفذ الأغنية.. وأنا أرى أنه ينبغى إصدار عقوبة تجاه كل من يخدش الحياء العام.
إذاً هل أنت مع أم ضد أغانى المهرجانات؟
- أرفض التقليل من مطربى المهرجانات ومهاجمتهم، لكننى أتحفظ على الكلمات التى تخدش الحياء العام، وأطالبهم بالنظر إلى الكلمات خاصة أنهم استهلكوا كل ما هو منبوذ ومرفوض وعليهم تغيير مفهومهم فى أغانى العشق والحب دون الاتجاه إلى الكلام المبتذل.
ما الهدف من دعمك الكامل لمطربى المهرجانات؟
- لأنهم ناجحون فى مجالهم، ولكننى أرفض أن يقدم الفن المصرى بهذا الشكل الردىء، فالموسيقى لغة عالمية وهؤلاء المطربون لم يخترعوا موسيقى جديدة لكى نهاجمها أو نقلل منها.
من الواضح أن هناك نية مبيتة للتلحين لمؤدى المهرجانات؟
- لا أمانع فى تقديم ألحان لمؤدى المهرجانات، فى حال ابتعاد كلماتها عن خدش الحياء، لأن أغانى المهرجانات تطور وتقدم للموسيقى ما عدا كلماتها، وأى شخص له جمهور يسمى فنانا مهما كان نوع المنتج الذى يقدمه لجمهوره، وأغانى المهرجانات لها جمهور عريض.
يؤخذ عليك أنك كنت أحد أعضاء لجنة اختبار واختيار هذه الأصوات بالنقابة!
- كموسيقى لى الحق فى اختيار الأصوات الجيدة، لكننى لم أكن على دراية بمن تقدموا للاختبارات، لأنهم يتقدمون بأسمائهم الحقيقية وليست أسماء الشهرة، فأختار الصوت الجيد والمؤدى المناسب، وللأسف عندما سألنا بعضهم عن معنى الراب أو التراب "معرفوش" والمفروض يكون لديهم علم وثقافة بالفن الذى يقدمونه، والراب والتراب موسيقى محترمة لأنها تناقش مواضيع جادة وهامة، ومطربو الراب يسعون لإصلاح بلدهم ونفسهم وعاداتهم، والراب بدأ فى جزر الهند الغربية ثم انتقل إلى أمريكا، واختصار كلمة RAP، هى Rhythm And Poetry، وبالعربى تعنى الإيقاع والشعر، وبالتالى الأمر ليس له علاقة بالغناء أو الموسيقي، فهو إيقاع وكلمات فقط.
أرى أنك تتخذ موقفا معاديا ضد قرارات النقيب؟
- أنا مع قرارات النقيب، لأن واجبى نحوه أن أقف بجانبه وأدعمه فى التصدى للظواهر التى تفسد الذوق العام.
هل للثقافة الإسلامية دور فى حياتك اليومية والعملية؟
- لا يمكن لأحد العيش فى مصر بدون ثقافة إسلامية من مختلف الديانات، وما يحدث من تفرقة أمر مرفوض تماما، فلا يوجد أحد على وجه الأرض لا يؤمن بالله ، فأنا مسيحى أحمل ثقافة إسلامية، ودرست بعض الآيات القرآنية فى المدرسة منذ الطفولة، ولدى العديد من الأصدقاء المسلمين.
أنا متربى على صوت الشيخ رفعت، وسميعة الراديو أمثالى كانوا يبدأون يومهم بقرآن الصباح فى الإذاعة، وسحرنى صوته السماوى، وكموسيقى كنت أتوقف مندهشا عند تمكنه الرهيب من التنقل بين المقامات بمنتهى البراعة والسلاسة، ثم قدرته على اختيار المقام الذى يناسب كل آية وكل سورة، وكيف يطوع صوته وإحساسه وأداءه مع جو السورة.
وهل هذه الثقافة هى التى جعلتك تقدم مدائح فى حب النبى محمد عليه الصلاة والسلام؟
- وسأظل طوال عمرى أمدح النبى، لأنه استوصى بنا خيرا، وهذا تقدير عظيم لأقباط مصر، ودورى أن أرد هذا التقدير بما يتناسب معى من مدائح وأدعية.