أكد مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن الشباب يتأثر بالفساد مثلهم مثل غيرهم في المجتمع، و يمكن للفساد أن يؤثر على آفاقهم في المستقبل اللائق وفرص التوظيف، فضلاً عن إعاقة الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى. الفساد يسرق منهم مستقبلهم، لذلك فإنّ مصلحة 1.8 مليار من الشباب في العالم تكمن في مكافحته. اقرا ايضا| ننشر كلمة رئيس الرقابة الإدارية بجلسة ختام مؤتمر مكافحة الفساد واضاف المكتب في تقريرا له إنه يمكن للشباب أن يكونوا دافعًا للتغييرات في المواقف والسلوك، ومن مصلحة صانعي القرار تسخير طاقة الشباب وأفكارهم وقوة التعبئة لديهم. وفي جميع أنحاء العالم، يلعب الشباب دورًا حاسمًا في تطوير وتنفيذ جهودٍ مبتكرة وخلاقة لمكافحة الفساد. وأشار إلى إنه في العديد من الأماكن، تقدم منظمات المجتمع المدني التي يقودها الشباب والأفراد مساهمة فريدة في منع الفساد ومكافحته. إجتمع العديد من الشباب من هذه المنظمات معًا في منتدى الشباب الافتراضي في أيار مايو 2021. تمّ تسليم بيان منتدى الشباب إلى الدورة الإستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNGASS) في يونيو 2021 من قبل سيرينا ابراهيم، مؤسسة الشباب ضد الفساد، لبنان، والتي أفادت بأنه لم يعد هناك المزيد من الوقت للعمل كالمعتاد، وقدّمت عشر طلبات رئيسة لخلق مستقبل لا يتسامح إطلاقاً مع الفساد. وأكد أن الفساد ليس العامل الوحيد الذي يؤثر على آفاق الشباب في المستقبل. فجائحة كوفيد-19 قد ألحقت الضرر بالشباب الذين عانوا من اضطرابٍ غير مسبوق في التعليم والتوظيف والتفاعل الاجتماعي وقدرتهم على اكتشاف العالم. وهم يلعبون اليوم دورًا حاسمًا في بناء عالمٍ أكثر عدلاً وإنصافًا ومرونةً واستدامةً، ويشمل جزء أساسي منه مكافحة الفساد. يسعى الشباب أيضًا مساءلة القادة حول القرارات المتخذة في ما يتعلّق بالاستجابات لجائحة كوفيد-19، بهدف تعزيز المؤسسات وسيادة القانون من خلال تدابير الشفافية ومكافحة الفساد. واستكمل التقرير إنه من أجل الترويج الفعال لثقافة النزاهة وبناء جيل يدعم القدرة على الصمود في وجه الفساد، يعدّ التعليم أمرًا أساسيًا. إنّ العمل مع الأطفال في الصفوف المدرسية وفي مرحلة مبكرة من تطورهم التعليمي من شأنه أن يزوّدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم كيفية التصرف عند مواجهة الفساد والسلوك غير الأخلاقي. منذ سنٍّ مبكرة، يمكن تعليم الأطفال المعايير الأخلاقية المتوقعة من كل من القطاعين العام والخاص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأطفال أن يتعلّموا بأنّ أنظمة العدالة الجنائية يجب أن تكون عادلة ومنصفة وإنسانية. من خلال نهج التعلّم المبكر هذا، يمكن تحدي وجهات النظر حول الفساد وتغييرها تدريجياً. وأشار إنه يمكن للشباب أن يساعدوا في تعزيز النزاهة وأن يكونوا عوامل تغييرٍ قوية من خلال تطوير حلول مبتكرة ومؤثّرة داخل مجتمعاتهم، بدعمٍ من صانعي القرار. و سيطلق مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) مبادرةً عالميةً جديدة تركّز على تعليم الشباب، GRACE. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين الجيل القادم من التصرف بنزاهة وأن يكون أقلّ تسامحًا مع الفساد والممارسات غير الأخلاقية. واضاف المكتب إنّ مبادرة GRACE، المورد العالمي للتعليم لمكافحة الفساد وتمكين الشباب، ستساعد الدول الأعضاء على دمج مكافحة الفساد والنزاهة والأخلاق في مناهج التعليم الوطنية للمدارس الابتدائية والثانوية. وستعزّز التدريس والبحث على المستوى الجامعي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والمدارس الصيفية لمكافحة الفساد من خلال إعطاء منح للطلاب ووضع برنامج زمالة عالمي لمكافحة الفساد. وستنشئ مجلسًا استشاريًا للشباب يتألّف من سفراء شباب لتمكين هذه الفئة العمرية من عرض وجهات نظرهم وآرائهم حول طرق معالجة الفساد. تستند مبادرة GRACE إلى المشاريع السابقة لمكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، التعليم من أجل العدالة (E4J)، والتي سعت إلى منع الجريمة وتعزيز ثقافة احترام القانون من خلال الأنشطة التعليمية المصمّمة للمستويات الابتدائية والثانوية والجامعية والمبادرة الأكاديمية لمكافحة الفساد. وسيجمع المجلس الاستشاري للنزاهة "YouthLED" الذي أنشأته مبادرة GRACE مجموعةً من ستة عشر شابًا موهوبًا، يعملون على النهوض بالتعليم وتمكين الشباب كأداةٍ رئيسة لمنع الفساد ومكافحته محليًا وإقليميًا وعالميًا. و سيقوم مجلسYouthLED بدعم مبادرة GRACE في تعزيز مبادئها الأربعة الشاملة - الشراكات والابتكار والنوع الاجتماعي والشباب، من خلال الانخراط مع الشباب في بلدانهم ومناطقهم، وكذلك على الصعيد العالمي؛ الدعوة إلى مبادرة GRACE داخل مجتمعاتهم لنشر الممارسات الجيدة وتجارب التثقيف في مجال مكافحة الفساد؛ وتوفير التدريب وفرص التعلّم على أدوات مبادرة GRACE ومواردها.