حذرت صحيفة "الرياض" العالم العربي من الاستمرار في تجاهل الصومال وما قد ينجم عن ذلك من سقوطه في براثن الإطماع الخارجية وانسلاخه من الجسد العربي. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الأحد 30 سبتمبر "ترك الصومال وإهمالها سوف يضيف مأزقا لنا خاصة لو ذهبت إلى فتح قنوات تواصل مع إيران، أو إسرائيل وفتح قواعد بحرية لإحداهما بداعي قبول مساعدات من أي منهما، وهي مخاطر محتملة، والذرائع موجودة وموضوعية إذا ما بحثت السلطة الجديدة عن أي دولة تمنحها المساعدات والقروض، والاستعداد لاستغلال مواردها الطبيعية أسوة بما تفعله الصين بمعظم أقطار إفريقيا بالاستثمارات المفتوحة". وأضافت الصحيفة "خارطة الصومال عربيا، لا توجد إلا في الاجتماعات الرسمية للقمة وغيرها، وعدا ذلك لا يراها العرب، إلا من خلال أحداث حروبها وقراصنتها الذين أرعبوا العالم باختطاف السفن بدون مراعاة للعلم الذي ترفعه، سواء لدولة كبرى أو صغرى، هذا البلد الذي يمتلك إمكانات كبيرة تستطيع انتشاله من الجوع والخوف، ترك لذاته يقاتل نفسه، ويواجه تدخل الجيران والأطماع بأرضه وبحره الذي يمتد ساحله لما يساوي ثلاثة آلاف وسبع مئة كيلو متر على موقع استراتيجي حساس في القرن الأفريقي". وتابعت الصحيفة قائلة "هل سبب عدم الاهتمام بها عربيا وإسلاميا أنها بعيدة عن حدود الدول العربية مع أنها قريبة من عدن واليمن عموما، بينما تعتبر من البلدان التي استقلت مبكرا، لكنها كدول العالم الثالث مرت بأحداث الانقلابات والتذبذب بين أقصى اليسار واليمين، وبسبب تعددها السكاني وتنافر قبائلها أصبحت ضحية الحروب الأهلية، لكن عضويتها في الجامعة العربية وضعتها في الهامش من الاهتمام، بينما هناك من يراها مخزنا هائلا للنفط والغاز والمعادن بما فيها أهم اليورانيوم وهو ما حفز دول العالم البحث عنها". وتساءلت الصحيفة قائلة "هل يخسر العرب الصومال بخروجها إلى محيطها الإفريقي أسوة بجنوب السودان، والنظر للأمر بسلبية مطلقة رغم أهمية موقعها الجغرافي على الأمن العربي، أم تلتفت الجامعة العربية بوضعها على لائحة البنود الأساسية بالدعم المادي والسياسي، أو تركها كعادة العرب في قضاياهم الحيوية".