رغم كل مظاهر التقدم والقوة في السفن الحربية التي وصلت إلي شواطئ الصومال زادت عمليات القرصنة البحرية وارتفع عدد السفن التي اختطفها القراصنة حدث ذلك رغم وجود الطائرات الهليوكبتر والاسلحة الحديثة ولكن استطاعت القوارب الصغيرة التي يستخدمها القراصنة ان تفرض وصايتها علي السفن الضخمة وان تستمر عمليات القرصنة. ولأن الصومال بلد فقير لا يوجد فيه بترول ولا موارد طبيعية تجعل الدول الكبري تشد الرحال إليه اصبح ضحية للصراعات الداخلية والحروب الأهلية وما بين الفقر والتخلف عاش الشعب الصومالي أكثر من عشرين عاما بلا حكومة او مؤسسات وكان أمرا طبيعيا ان تخرج من هذا الظلام خفافيش سوداء تطارد السفن وتقتل الابرياء وتجمع الأموال من هنا وهناك ورغم كل محاولات المواجهة من الدول الكبيرة لم تستطع السفن الحربية التي جاءت من هنا وهناك ان تحسم المواجهة وارتفعت عمليات القرصنة وزادت حدتها.. ولن يكون الحل لهذه الأزمة علي الشواطيء وبين السفن ولكن الحل في ايجاد حكومة مسئولة في الصومال تحمي الأرض والشعب والشواطيء ان العرب نسوا ان الصومال دولة عربية وعضو في الجامعة العربية ونسوا ايضا ان الصومال يمكن ان تهدد الأمن العربي بل العالمي وهذا ما حدث أخيرا في مواكب القراصنة التي اعادت صورالماضي البعيد في عصور التخلف والظلام.. لو ان في الصومال حكومة مسئولة تحمي مصالح هذا الشعب ولو ان العالم اتجه قليلا من الوقت لمواجهة مشاكل الصومال.. ولو ان هذا الشعب توافرت لديه مقومات حياة كريمة ما حدثت هذه المواجهات وما خرجت فلول القراصنة تهدد العالم كله.. ان الحل لهذه الأزمة يبدأ من الصومال حين تكون هناك دولة ومؤسسات وسلطة قادرة علي تحقيق الأمن في ربوع الصومال.. ولكن مادام العالم قد ترك هذا الشعب للموت والقتل والدمار فإن العالم سوف يدفع ثمن ذلك كله من خلال هذه الاعداد القليلة من القراصنة التي تخرج كل يوم تختطف سفينة اوتطلب فدية.. وحتي الآن فشلت كل القوات الدولية التي ذهبت إلي شوطئ الصومال في انهاء هذه الأزمة.. فلم تنجح.. ولن تنجح لأنها قضية شعب وليست قضية مجموعة من القراصنة.