هو عميد السفراء العرب قضي ما يزيد علي 20 عاما سفيرا لبلاده ومندوبها في الجامعة العربية انه السفير عبدالله حسن محمود سفير الصومال بالقاهرة الذي فتح النار في حواره مع "المساء" علي الجامعة العربية والأممالمتحدة حيث انتقد عدم تنفيذ قرارات القمم العربية وكان آخرها قمة سرت التي رصدت للصومال 10 ملايين دولار شهريا ولم يدفع منها سوي مرة واحدة فقط كما فتح النار علي الأممالمتحدة واتهمها بالفساد وسرقة 500 مليون دولار هي حجم تبرعات الدول الغربية للصومال. * في البداية إلي أي مدي وصلت الأوضاع الآن في الصومال؟ ** لقد زال الجفاف الآن في معظم الصومال وهطلت الأمطار وظهر المحصول الزراعي بكثرة ووفرة ولا يوجد كثيرون يموتون جوعاً في الصومال ولكن بعض المناطق الجافة يوجد بها بعض الجوعي وأري أن تقديم المؤن الغذائية والأدوية ليس كافياً وإنما نريد حفر آبار للمياه وإقامة بعض المدارس والمستشفيات وإعادة البنية للحياة وقد أقر المجتمع الدولي هذا ووزعت 370 بئرا علي المناطق الجافة المحتاجة ورغم أن العدد الذي اكتمل حفره ليس كبيرا إلا أنه يوجد الآن بعض الآبار والحمد لله الأمور في طريقها للتحسن. * قررت قمة سرت التي عقدت العام قبل الماضي دعم الصومال ب 10 ملايين دولار شهريا بناء علي طلب الرئيس الصومالي فهل التزم العرب؟ ** في الواقع ان قمة سرت التي عقدت العام قبل الماضي في ليبيا كانت قد قررت صرف المبالغ ولكن لم تدفع أي من الأموال التي قررتها قمة سرت سوي 10 ملايين دولار فقد دفعتها دولة الجزائر وبعض الدول الأخري دفعت 3 ملايين ولكن هذا المبلغ لم يحرك من مكانه وكان مجرد مشروع قرار قمة ولم ينفذ. وللأسف مثل هذه القرارات في الجامعة العربية كثيرة حيث تتخذ دائماً قرارات ولا تنفذ. * هل تري أن الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية مثل سوريا وثورات الربيع العربي أدت إلي تراجع الاهتمام بالقضية الصومالية؟ ** بالطبع فالدعم العربي للصومال ليس كبيرا في الوقت الحاضر لكن في نفس الوقت أري انه يشكر للعرب انهم في العام الماضي 2011 عندما حدثت المجاعة وكان الموت يحاصر أطفال الصومال وكبار السن هب المجتمع الدولي لإنقاذ الصومال وعلي رأسه تركيا وخاصة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان حيث ذهب ومعه أولاده وزوجته ونزل الصومال وهذا كان فاتحة الخير لهؤلاء الصوماليين الجوعي ثم الأشقاء العرب تقاطروا لزيارة الصومال ولكن علي مستويات ليست كبيرة كلها حيث ذهبت من مصر مساعدة وزير الخارجية مني عمر والشعب المصري هب عن بكرة أبيه وتبرع بمؤن غذائية وأدوية وملابس شحنت بطائرات الجيش المصري وهذا كان موقفا منتظرا من الشعب المصري الشقيق لأشقائه الصوماليين ثم ذهبت دول الخليج مجتمعة دون استثناء وأمدت الجوعي بكميات هائلة من الأغذية والأدوية والبطاطين والخيام. فللعرب شكر جزيل لأن الشعب الصومالي شعر بوجود أشقائه العرب إلي جانبه في تلك الأزمة. * بمناسبة الحديث عن دعم المجتمع الدولي للصومال ماذا عن دور منظمات الأممالمتحدة في الصومال؟ ** للأسف فإن مكتب الأممالمتحدة في العاصمة الكينية نيروبي ينهب كل ما تقدمه الدول الغربية إلي الجوعي ولا تصل إلي الصومال حيث يسرقها موظفو الأممالمتحدة المتواجدون في نيروبي فالأممالمتحدة وأجهزتها في منتهي الفساد ومازالت هذه الحقيقة موجودة حتي هذه اللحظة. وهي حقيقة مرة يعرفها الجميع القاصي والداني. الآن نقل مقرهم إلي مقديشيو وأخاف أن تستمر هذه السرقة والنهب لكن بطريقة أخف طالما انهم أصبحوا تحت حماية الحكومة الصومالية لا يستطيعون أن يتصرفوا بهذه الأموال كما يشاءون. * وكم تقدر المبالغ التي سرقتها الأممالمتحدة؟ ** رصد ما يقرب من 500 مليون دولار ودفعت معظمها من الدول الغربية ولم يصل الصومال أكثر من 3 ملايين وكلها نقلت إلي نيروبي. * هل تري أن الحرب الصومالية تم تسييسها؟ ** الدول الغربية خلقت بأطماع واستمرت مع هذه الأطماع وهي مسئولة عن كل شيء سييء يحدث في العالم. فالصوماليون كانوا في البداية قبائل وكانوا يتقاتلون أحياناً بسبب الماء والمرعي ثم ينتهي ذلك بعد يومين ويتصالحوا لكن عندما تأتي دولة غربية توزع بعض الأسلحة والمؤن والمال علي بعض القبائل فأنا أريد أن هذه الحرب سيست ولن تنتهي بسهولة الآن أرجو أن يكون هذا التدخل الغربي في الشأن الصومالي أخف قليلا مما في السابق. * هل يمكن دخول قوات عربية إلي الصومال أم تراه كما يراه الكثيرون حلما صعب المنال؟ ** لا يمكن أن يتحقق حلم القوات العربية في الصومال. فالصوماليون كانوا يتقاتلون ويموتون بالآلاف لمدة تزيد علي 20 عاما ولم تطأ قدم جندي عربي واحد أرض الصومال لكن عندما ذهبت القوات الأمريكية إلي مقديشيو. جري العرب وراءها من المصريين والسعوديين وغير ذلك وذهبوا إلي الصومال ثم عندما قتل الأمريكان وهربوا من الصومال. هرب العرب أيضاً وراءهم والآن يوجد قوة عربية من جمهورية جيبوتي تحفظ بعض الأمن في بعض المناطق بالعاصمة وهذه هي الدولة العربية الوحيدة التي لها قوات في مقديشيو بالصومال تشارك في حفظ الأمن. * كيف تري الدعم المصري للصومال قبل ثورة يناير وبعدها؟ ** مصر من الدول التي ساعدت الصومال منذ استقلالها وقبل استقلالها كانت تدافع عن مطالبة الأحزاب السياسية الصومالية لحريتها واستقلالها وخروجها من عباءة الاحتلال الإيطالي والأممالمتحدة ومصر كانت معها والجميع يعرف الشهيد محمد جمال الدين صلاح الشهيد المصري الذي اغتيل في الصومال لدفاعه عن الصوماليين فمصر بالنسبة للصومال هي كل شيء. وبعدما استقلت الصومال كانت أعداد المدرسين المصريين بالمئات سواء أزهريين أو مدنيين وكانوا منتشرين في كل ربوع الصومال وكذلك الأطباء والخبراء الزراعيون لكن بعد تولي مبارك الحكم انقطعت هذه العلاقات فلم يعد هناك اهتمام مصري كاف بالشأن الصومالي علي عكس ما كان أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وأنور السادات.