مأساة إنسانية يتعرض لها القرن الأفريقي وخاصة الصومال الذي يشهد أسوأ موجة جفاف تضربها منذ خمسة عقود, نتج عنها تضرر أكثر من12مليون شخص بسبب الجفاف. وتدهور الأوضاع الإنسانية التي تهدد400 ألف طفل صومالي بالموت المحقق ما لم يكثف المجتمع الدولي جهوده لمواجهة الأزمة هذه. ويتزامن ذلك مع احتفال الأممالمتحدة باليوم العالمي للعمل الإنساني لتكريم موظفي الإغاثة الذين يمدون يد العون في الأزمات والطواريء. في البداية يقول عبدالله حسن سفير الصومال بالقاهرة ان الأوضاع الإنسانية متردية, فالمشاهد مرعبة وتدفع أي شخص لديه شعور إنساني إلي ان يهب ويقدم ما يستطيع لإنقاذ الصوماليين. ويؤكد الصوماليون المعمرون حسب السفير الصومالي ان الجفاف الذي تشهده المنطقة ليس له نظير ولم يحدث منذ60عاما, فعدم هطول الأمطار أدي إلي موت الأعشاب التي تتغذي عليها الماشية وخاصة الأبقار مما أدي إلي نفوق90% منها ونتيجة لذلك لم يجد الناس الذين يعيشون عليها الغذاء فالأطفال والعجائز يموتون قبل الوصول إلي مخيمات الإغاثة. وعن دور منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في هذه الأزمة انتقد السفير الصومالي تلك الهيئات واتهمها بان الفساد مستشري فيها وان المساعدات التي تصل عن طريق الأممالمتحدة لا تصل للصومال, مشيرا إلي انهم لا يعملوا لصالح الشعوب وانما لمصالحهم. وناشد عبدالله حسن الدول والهيئات التي ترغب في تقديم المساعدات ان ترسلها مباشرة إلي مقديشيو وان يشاركوا بانفسهم فيها لضمان وصول المساعدات لمستحقيها خاصة وان المطار مفتوح وهناك كثير من الدول الخليجية متواجدة وتشارك وتشرف بنفسها علي توزيع المساعدات بمناطق تواجد النازحين. كما انتقد السفير الصومالي الدول الغربية وقال علي الرغم من كثرة الضجيج الإعلامي إلا أن مساهماتهم شحيحة للغاية, ولا تتناسب مع الوضع الحالي ولا تقدم نوعيات تفيد الجوعي وانما ذرة شامية غير صالحة في كثير من الأحيان. أما الموقف العربي فأوضح ان الدول العربية لم تقصر في العملية الأولي, حيث ارسلت معونات عينية من أدوية وخيام وأغذية وألبان ولم ينسوا حتي البسكويت للأطفال مشيرا إلي أن بلاده تقدر هذا الدور. وعن موقف مصر من الأزمة قال ان مصر بصدد تجهيز مؤن غذائية لترسلها للصومال خلال فترة وجيزة وانه علي الرغم من الظروف غير المستقرة التي تمر بها مصر إلا انها لم تقصر في حق الصومال وتنظر له بعين الاحترام والتعاطف مع اشقائها الصوماليين, ولذلك نثمن موقف مصر تماما. وحول دور الاتحاد الأفريقي الذي سيعقد اجتماع باديس أبابا للدول المانحة يوم الخميس المقبل لحشد الدعم وتقديم المساعدات لمنطقة القرن الأفريقي والصومال بصفة خاصة. وأكد السفير الصومالي ان بلاده تقدر هذا الدور ومساهمات الدول الإفريقية رغم إمكاناتهم الضعيفة. وعن رد الفعل لزيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوجان وزوجته لمقديشيو قال ان بلاده تقدر هذه اللفتة الإنسانية لحشد الدعم وللفت أنظار العالم للكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الصومالي وتمني أن يقتدي بعض القادة العرب بهم ويذهبوا مثلهم للصومال. السفير عبدالله حسن عاش في مصر سنوات طويلة حيث تخرج في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وكان قد وصل القاهرة عام1962طلبا للعلم وقضي فيها ست سنوات ونصف ثم عاد للصومال ولم تنقطع صلته بمصر منذ ذلك الحين حتي عاد مجددا سفيرا لبلاده منذ عشرين عاما وحتي الآن وهذا ما يفسر مقولته أنا مدين لهذا البلد بكل شيء في حياتي