الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات
تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة
200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)
سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير
فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين
محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة
شارك صحافة من وإلى المواطن
رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025
لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية
الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة
رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع
'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد
خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول
في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا
وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا
مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة
جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي
«بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز
مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت
اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة
بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا
بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي
بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية
حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل
امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل
أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما
حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)
نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب
إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي
إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم
إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول
رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي
دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت
نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"
أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل
29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها
الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما
خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى
«عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)
اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية
نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023
محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية
خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل
البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة
نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام
حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل
"بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان
علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله
تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)
صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة
الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم
ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟
هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»
كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي
سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه
خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب
البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
وشم الطائر.. جماليات الألم وسيمياء الطبيعة والأحلام
أخبار الأدب
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 18 - 05 - 2021
محمد سليم شوشة
رواية "وشم الطائر" للروائية والشاعرة العراقية دنيا ميخائيل الصادرة عن دار الرافدين 2020 والتى بلغت القائمة القصيرة فى البوكر العربية لهذا العام هى فى تقديرنا واحدة من أكثر الروايات العربية ثراء وجمالا وتعد نموذجا سرديا فريدا وذات خصوصية استثنائية فيما يخص عالمها وبناءها السردى وما لها من النواتج الدلالية والقيمة الإنسانية.
لهذه الرواية عديد المنجزات الجمالية والدلالية التى تنبع منها أهميتها، أولها أنها ليست تقليدية أو معتادة فيما يخص ارتباطها بمقاربة الإرهاب أو رصد جرائم داعش وما تسببوا فيه من تدمير وقتل وتخريب، فهى لا تركز على جانب بعينه من الطابع الرسائلى الانتقادي، بل تبدو برغم رصدها كابوسية ما تخلفه داعش كما لو أنها غير معنية بهم من الأساس بقدر ما هى معنية برصد جماليات حياة عائلة "شموّ" الإيزيدية وأسطورية قصة حب هيلين وإلياس وغرائبية حياة الجبل ورمزية الطيور والنباتات هناك وأن توغل فى وصف الثقافة المحلية وتقربها من جميع جوانبها، وتبدو الرواية كذلك على درجة كبيرة من التحقق والثقل التى تجعلها كما لو كانت فيلما تسجيليا أو ذات طابع تسجيلى وتوثيقى أكيد، وهو ما يجعلها تتراوح بين الحقيقة والفن أو التخييل، وتبدو بثقل عالمها وتفاصيله واكتمالها وتناغمها أبعد ما تكون عن الافتعال أو التأليف فتكون أقرب إلى هذه النزعة التوثيقية أو التسجيلية التى يصبح المتلقى معها فى أعلى مراتب الإيمان بحقيقة هذه الحكاية وتفاصيل ذلك العالم ومن ثم يعيشه بكل جوانحه وينغمس فى كابوسيته وكأنه قد عاش الحكاية أو كان واحدا من شخصياتها.
وفى تقديرنا أن هذا أمر مهم ويمثل اختلافا كبيرا عن السائد من السرد المشغول بمقاربة التطرف من نواح فكرية أو سياسية، فهنا التركيز على كل ما هو إنساني، التركيز على القتل فى مقابل الحياة، على الحب فى مقابل الكراهية، على العقل والأمل فى مقابل الجنون واليأس، ولهذا فإن الرواية حافلة بالثنائيات المتناقضة والمتعارضة الضمنية وليست الصاخبة أو المعلن عنها، وهى ثنائيات يوحى بها عالم الرواية عبر ملامحه وتفاصيله وليست مباشرة فى لغة السرد أو مفرداته أو يصدح بها الصوت السردي.
وهكذا يمكن القول بأن ملامح العالم فى هذه الرواية على قدر كبير من الاتساق والتكامل والتناغم بما يجعلها فى أعلى مراتب التصديق وأبعد ما تكون عن التأليف أو التخيل المصطنع الذى قد تعتريه الثغرات أو غياب التبرير أو اللامنطقية برغم ترامى أطراف هذا العالم الروائى وكثرة حكاياته وتفاصيله وازدحامه بالإشارات والشخصيات والعلامات الدالة.
الرواية حافلة بجماليات عديدة ترتبط بجماليات الألم والمأساة والشجن وأدب الحرب على نحو مغاير لما هو سائد من نبرة استدرار العاطفة، بل يلتزم الخطاب الروائى بنبرة خاصة من الرسم والتصوير تجعل وراء اللغة السردية دلالات غير مباشرة يمكن أن يهمس بها الخطاب أو يلمّح لها دون إعلان، فهناك درجة من المحايدة أو الابتعاد عن الثرثرة والذاتية فى التعبير عن موقف عاطفى معين من الأحداث والحكايات المأساوية التى يتضمنها خطاب الرواية، بل هناك مساحات شاسعة للمتلقى ليعمل فيها وجدانه ومخيلته وإحساسه حتى يصل إلى درجة أشمل من الإحاطة والفهم.
وهى كذلك حافلة بجماليات المعرفة وبخاصة ما يرتبط بثقافة الإيزيديين وتفاصيل حياتهم ومعيشتهم فى المأكل والمشرب والملبس والبيت والضيافة والعمل والزراعة وكافة جوانب الحياة، وهى تفاصيل فى غاية الجمال تأتى منثورة فى إطار الأحداث وبشكل عفوى وطبيعى وكأنها غير مقصودة لذاتها، وهذه الجماليات المعرفية التى تبحث فى ثقافة خاصة تجعل الرواية مضاعفة القيمة لأنها تمثل سياحة وتنقيبا لدى فئات خاصة وتمثل بحثا إثنولوجيا وإنثربولوجيا مهما، ويضيف للقارئ شيئا، ربما لم يكن معلوما له على هذا النحو، فى الرواية كذلك وصف طبوغرافى وجيولوجى وتنقلات عبر أماكن خاصة ونادرة الحضور فى الرواية العربية، وهكذا فإن خصوصية العالم الروائى من حيث الثقافة والمكان أو البيئة هى من العوامل التى شكلت خصوصية الخطاب الروائى نفسه. فى الرواية ثراء نابع من هذه الخصوصية الثقافية المرتبطة بعادات فى التواصل والإشارات وطرائق التعبير والتفاهم فى الجبال مثل استخدام الصفير بين أفراد القرية أو الحيات غير السامة الأليفة أو غير العدوانية التى يلعب بها الأطفال والكبار، وكذلك ثقافة المنطقة أو هذه المحليات عن التعامل مع الطير والاحتفال بالطقوس والأعياد التى تبدو بيئية أو مختلفة عن المعهود من الأعياد الدينية المعروفة، فهنا أعياد موغلة فى القدم ترتبط بالأساطير والحياة القديمة والخرافات مثل اختناق القمر أو أكل الحوت له وكيف تكون احتفالات هذه القبائل به أو صلواتهم وأطعمتهم وتاريخهم، وفى تقديرنا أنها كلها أجواء خاصة مهمة وفريدة وجديدة بالنسبة للرواية العربية فى مجملها.
فى الرواية حركة واسعة وضخمة فى الزمان والمكان وحركة فى المصائر المعقدة ما بين الحب والحالمية والأمل وبين الموت والفقد والاختطاف والقتل والاغتصاب وغيرها الكثير من الأحداث التى تشكل فى المجمل لوحة حياتية مركبة وشديدة التعقيد لكنها تأتى فى إطار سرد روائى تمكن من أن يصنع معادلته الخاصة بأن يجعل هذه التحولات بين كافة التناقضات تحولا تدريجيا أو مبررا وطبيعيا، والحقيقة أن هذا انعكاس طبيعى للعنصر الجديد الذى دخل على حياة خاصة هادئة فحوّلها إلى جحيم، عنصر إضافى واحد صنع كل هذا التفكك وبدل الحياة من حال إلى نقيضها.
حياة مركبة ومعقدة ومترامية الحكايات والتفاصيل والشخصيات يتبدلون من الرعى والأمل فى الحب والكسب والعلم والإنجاب والفن والاستمتاع بكل ما فى الحياة إلى كابوس يصنع فجوة شعورية هائلة لدى المتلقى نفسه فما بالنا بالشخصيات التى تعيش هذا العالم. إن الأمر أشبه بأثر البركان الذى يحاصر بحممه قرية أو مجموعة من البشر فيشردهم بشكل مفاجئ ودون إنذار فى مسارات ودروب من الغابة والطرق الوعرة. فى مقابل التعقيد الشديد فى العالم الروائى الذى تتشكل منه رواية وشم الطائر نجد أن السرد الروائى أو الخطاب يأتى فى غاية التدفق والعفوية والسلاسل والتشويق والاختزال والتنوع بين السرعة والبطء.
إنها واحدة من أبرز الروايات الثرية التى تحتاج إلى دراسات عديدة تبحث فى سيمياء الطبيعية وتوظيف إشاراتها وعلاماتها ومحددات الثقافة الخاصة والبيئة وتوظيف رمزية الحلم والوشم وثقافة الارتباط والزواج وقصص الحب وغيرها الكثير من العناصر التى نسجتها الرواية فى تراكب مع بعضها يشكل فى النهاية خطابا خاصا وممتعا وعلى أعلى درجات التشويق والقابلية للتأويل ويصنع ثنائيات عديدة.
فى الرواية كذلك من حيث بنائها السردى ألعاب كثيرة تخص الزمن، حيث تبدأ الرواية من المنتصف وهى الذروة الكابوسية التى تعيشها هيلين وتتحرك بعد ذلك فى اتجاهين متناقضين للزمن، الأول نحو المستقبل شديد الضبابية والكابوسية والألم والتراوح أيضا بينه وبين الأمل فى النجاة ولم شمل الأسرة مرة أخرى وجلاء هذا الكابوس، والاتجاه الثانى نحو الحياة الماضية ببراءتها وجمالها وعفويتها واستقرارها وما يلفها من الحب سواء الأسرى أو الرومانتيكي، تبدأ من ثقل وطأة الحاضر تحت الأسر الداعشى وكابوسيته وعبثيته وغرائبية كل ما يهيمن عليه من مفردات، لتنطلق فى اتجاه الذكريات بما كان فيها من خداع جمالها أحيانا بحسب شعور الشخصية، وكأن الماضى بجماله كان يستثمر سذاجة الإنسان ويقوده إلى هذا المصير الكابوسي، وتتحرك فى اتجاه ثان كما ذكرت وهو نحو المستقبل أو الحركة فى الزمن الطبيعى من الحاضر البائس فى الأَسْر الداعشى إلى رحلة التحرر والخلاص، وهى رحلة مشوقة ومحفوفة بالمغامرة والمخاطر وأفق التوقع فيها يبدو مسدودا ويستثمرها الخطاب على نحو مثالى بأن يجعل مصير الشخصيات معلقا حتى النهاية، ويجعل هذه المساحة فى الفضاء السردى من الأسر إلى الحرية مشحونة بالعديد من المفاجآت والصدمات، بين من يتحرر ويستعيد حياته القديمة ويبدو كمن يبعث ويعود إلى الحياة بعد موت بتعبير الرواية، أو من يفقدون حياتهم وذويهم فى حالات عديدة يسردها خطاب الرواية يتأرجح القارئ فيها بين شعورين متناقضين من الأمل واليأس، بين الفرح بانتصار الإنسان وبين قتامة الحزن بانتصار الشر.
وهكذا تبدو الرواية فى أقصى درجات التشويق من بدايتها حتى آخر كلمة فيها، بل يبدو المتلقى مشدودا إلى عالمها حتى بعد اكتمال الخطاب فى ذهنه لأنه يصبح معلقا بمصائر شخصياتها ويتخيلهم ويكمل حياتهم وفق معطيات ذهنيته أو تصوره الخاص لهم.
توظف الرواية الثقافة الدينية على نحو مثالى باختلافها وتنوعها وغرابتها أحيانا أو لا منطقيتها، وتصنع نسيجا أقرب للأسطورى أو الغرائبى أو يبدو منتميا بدرجة ما إلى عصور قديمة أو بدائية، ومن هنا تكتسب الرواية سحريتها وجمالياتها، وتبدو أقرب إلى أجواء عوالم ألف ليلة وليلة أو الملاحم الأسطورية القديمة. رحلة الإنسان الذى يدخل الغابة ولا يخرج منها سالما حتى وإن بقى حيا. فيها مصائر عجائبية مثل الابنة التى لا اسم لها وتظل هكذا حتى تأتى تسميتها بشكل غريب بحلم لشخصية أخرى، أو الأبناء الذين يتحولون من الحال إلى نقيضها، من الطفولة إلى عوالم الدواعش والحرب، ومن الزوجين اللذين يفترقان بشكل غريب وتبقى المرأة نموذجا للبقاء والصمود، حالات خاصة جدا من الأمومة والصداقة والإخلاص والفدائية تجسدها الرواية وتصورها وهى كلها من جماليات الرواية لأنها تجتذب المتلقى وتستحوذ على اهتمامه ومشاعره وتجعله منحازا بكليته لها.
فى الرواية توظيف مثالى للمكونات الدينية والأساطير والأحلام فى البناء السردي، كما أن لغة الرواية على قدر كبير من الخصوصية فى تراوحها بين التداولى والشعرى وبين السرعة والبطء وبين الاختزال والتكثيف والإسهاب والتفصيل والمشهدية التى تشكل استراتيجية سينمائية بامتياز، فهذه الرواية يمكن تحويلها إلى عمل درامى وسينمائى بشكل يسير، وتبدو فى غاية التشويق ومحتفظة بأغلب جمالياتها، وتبدو متجاوزة للتأريخ لأزمة الدواعش وسنواتهم السوداء لأن تكون مؤرخة لألم إنسانى أكثر امتدادا، والحقيقة أن بها الكثير من الجماليات التى تحتاج إلى دراسات وبحوث مطولة وجديرة بالقراءة والاهتمام النقدى الكبير، وتنفتح على تأويلات عديدة وتبدو فى غاية الثراء من حيث علاماتها وإشاراتها وتوظيف الشخصيات فيها على نحو استعادى أو دائرى يجعلها أقرب لمنظومة مركبة من العلاقات وذات تشابك بين عناصرها لكنها تأتى فى إطار من العفوية والتدفق السردي، وهذه المعادلة بذاتها جديرة بالبحث والدرس والتأمل.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
د. محمد سليم شوشة يكتب: حروب فاتنة.. القصة القصيرة غابة كثيفة تمزج الفكاهة بالمأساة؟
خالد حسيني.. الصوت الروائي الأبرز لأفغانستان
خالد حسيني.. الصوت الروائي الأبرز لأفغانستان
أعمال صنع الله ابراهيم .. تحيا الرواية
أعمال صنع الله ابراهيم .. تحيا الرواية
أبلغ عن إشهار غير لائق