"الدلتا للصلب" آخر ما تملكه القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام فى صناعة الصلب وتمتلك تاريخا كبيرا منذ تأسيسها فى 1946 كأولى شركات صناعة الصلب فى مصر، وكانت سمعتها ملء السمع والبصر بما تنتجه لكنها واجهت تحديات بالجملة خلال السنوات الماضية، أسفرت عن خسائر كبيرة بسبب تقادم الآلات والتكنولوجيا المستخدمة فى عمليات التصنيع. الشركة لم تشهد تحديثاً منذ 39 عاماً الأمر الذى قد ترتبت عليه خسائر تقدر بنحو 250 مليون جنيه فى آخر 10 سنوات، بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج وتآكل الحصة السوقية للشركة فى سوق الحديد والصلب ومع انطلاق خطة التطوير وتنفيذ المرحلة الأولى التى تضاعف الإنتاج فيها 5 مرات لتصل الطاقة الإنتاجية الى 250 ألف طن سنويا بتكلفة 250 مليون جنيه، وبدت ملامح التغير الجذرى لمنظومة العمل وظهرت بشائر فى أول ثلاثة أشهر وحققت الشركة أرباحا فى وقت قصير بعد أن تم وقف تصنيع حديد التسليح لصعوبة منافسة القطاع الخاص، واختيار منتج جديد يحتاجه السوق وهو "البيليت" وتخطت مبيعات الشركة 500 مليون جنيه لأول مرة بعد التطوير وتضاعفت 5 مرات مقارنة بالعام الماضى. "الأخبار" قامت بجولة ميدانية داخل الشركة ورصدت عمليات التجهيز المستمرة للانتهاء من الأساسات الخاصة بالمرحلة الثانية وتركيب الأفران الجديدة لزيادة الطاقة الانتاجية، وتم الانتهاء من أعمال الحفر الخاصة بالأساسات ومن المقرر بدء تركيب معدات الأفران الجديدة بعد 6 أشهر. وفيما يخص المرحلة الثالثة من التطوير تم وضع خطة لمصنع المسبوكات والذى تم إهماله خلال العقود الماضية حيث لا يزال العمال يستخدمون الآلات اليدوية فى عملية الإنتاج، ومستهدف أن يكون أكبر مصنع فى الشرق الأوسط عندما تصل الطاقة الانتاجية الى 10 آلاف طن سنوياً فى الوردية الواحدة، وقد تصل الى 20 ألف طن إذا تم عمل ورديتين، مقارنة ب 1200 طن سنويا فى الوقت الحالي، وسيتم تصميمه على أحدث طراز فى العالم، وبتكلفة تبلغ 18 مليونا و730 ألف يورو، ومن المتوقع أن تتم عمليات التشغيل العام المفبل. من جانبه أكد المحاسب محمود الفقي، العضو المنتدب للدلتا للصلب، أن الشركة لأول مرة منذ 10 سنوات تحقق أرباحا خلال العام المالى الحالي، ومتوقع وصول صافى الربح الى 30 مليون جنيه، بعد أن تم تنفيذ المرحلة الأولى من التطوير. وأضاف الفقى أن الأرباح المستهدفة بالموازنة الجديدة تصل الى 80 مليون جنيه، وتم خلال الفترة الماضية زيادة الحوافز الخاصة بالعمال . وقال: يوجد لدينا عدد مثالى من العمال بإجمالى 720 عاملا وسنحتاج أيدى عاملة جديدة فى الفترة القادمة وطلبنا بالفعل تعيين 281 عاملاً فى عدد من التخصصات أبرزهم المهندسون والفنيون. وأوضح أنه مع تطبيق نظام العمل 3 ورادى تم زيادة المرتبات ما بين 25: 30٪ كما تم رفع الحافز الشهرى الخاص بالعمال وربطه بالإنتاج لأن زيادته متوقفة على الكمية التى يتم إنتاجها شهريا، وكلما زاد الإنتاج زاد الحافز. بينما أوضح المهندس عصام عريان رئيس قطاعات المصانع بالشركة أن عمال المسبك ينتجون منتجات ربط عربات القطارات، وفرامل السكة الحديد بجانب أحواض الصب الصهر الخاصة بشركة كيما أسوان. وأكد هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام أن هذا المشروع الذى بدأ تنفيذه فى عام 2019 يستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية 10 أضعاف، وتأهيل وتطوير الأفران بطاقة إنتاجية 500 ألف طن بيليت سنويا صعوداً من 50 ألف طن سنويا هى إجمالى الطاقة التصميمية الأصلية، بما يسهم فى تلبية احتياجات السوق.