أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد 15 مارس، على اقتحام قرية سوسيا الأثرية، بمسافر يطا، جنوب مدينة الخليل الفلسطينية، في انتهاكٍ جديدٍ قام به رأس السلطة في إسرائيل. وكانت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، برفقته أثناء عملية اقتحامه للبلدة الفلسطينية الأثرية. وقبل أن يشرع نتنياهو في اقتحامه للقرية، خرجت احتجاجات لفلسطينيين في مسافر يطا، تنديدًا بالاقتحام المتوقع لرئيس الوزراء للقرية الواقعة جنوب الخليل. وقمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي، مسيرة جماهيرية هناك، انطلقت رفضًا لاقتحام رئيس حكومة الاحتلال المرتقب للقرية. اقرأ أيضًا: «نتنياهو» يقتحم قرية فلسطينية أثرية جنوب الخليل ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية باقتحام نتنياهو للقرية الأثرية، واعتبرتها اختلاقًا لأماكن دينية للسيطرة على الأرض الفلسطينية. وقرية سوسيا هي قرية فلسطينية تقع شرق مدينة يطا بمحافظة الخليل، وكان يعيش فيها قرابة 400 نسمة ويعتمدون على تربية المواشي واستصلاح عدة كروم من شجر الزيتون، وهي تصنف ضمن المناطق «ج»، التي تطبق سلطات الاحتلال سيطرتها عليها عنوةً دون أي سندٍ قانوني. وأنشأ الاحتلال عليها مستوطنة سوسيا عام 1983، وبلغ عدد سكانها 737 شخص في عام 2006، بعدما تم طرد السّكان الفلسطينيين الأصليين للقرية من بيوتهم عام 1986، بعد أن أعلنت الإدارة المدنية عن القرية الأصلية بأنها حديقة وطنية يقع في مركزها موقع أثري . ويعاني سكان سوسيا من الهدم المتكرر لبيوتهم، والتهجير لصالح الاستيطان الإسرائيلي. الكنيس القديم.. أهم معالم سوسيا وفي مسح أُجري في البلدة عام 1969 تم الكشف عن الكنيس القديم، وتواصلت أعمال التنقيب في الموقع في العامين 1971-1972 للكشف عن الكنيس بأكمله. خلال السبعينات وحتى نهاية التسعينات أجريت تنقيبات أثرية أخرى في مناطق مختلفة من الموقع، وتم العثور على أحياء سكنية، منشآت صناعية وغيرها. كما تم اكتشاف آثار من العهد الإسلامي، شمالي الكنيس، على تلة معزولة عن البلدة. ويعتبر الكنيس أهم الموجودات الأثرية التي تم الكشف عنها في سوسيا، وهو يؤشر على أن المكان كان مأهولًا بالسكان خلال القرن الثاني قبل الميلاد، واستمر مؤهولًا بشكل غير متواصل حتى القرن ال13 للميلاد، وفق استنتاجات الباحثين. ويقع الكنيس في الجهة الغربية من سوسيا، وكان منذ العهد البيزنطي وحتى نهاية العهد الإسلامي القديم مركز البلدة. والكنيس هو المبنى العام الوحيد الذي تم اكتشافه في سوسيا حتى الآن، ويشمل ساحة، مدخلًا وقاعة للصلاة.