زينب عفيفى من أصعب الأمور على الإنسان أن يفقد وجهاً أحبه زمنا، وعاش معه، وتعلم منه، وقضى معه أجمل سنوات عمره، واعتاد أن يتحدث إليه كلما واجهته مشكلة صغيرة أو كبيرة، ويتقبل منه كل هفوات البدايات، عندما رحل هذا الوجه سقط بداخلى جزء من ذكرياتى وتاريخى فى جريدة أخبار اليوم. كانت الغالية تهانى إبراهيم، هى أول وجه حنون التقيت به وأنا أحبو فى بلاط صاحبة الجلالة، أتعلم حروف الهجاء فى الكتابة الصحفية العملية فى عالم بدا لى مثاليا، فلم أكن أعرف فى دهاليز الصحافة غير ما تعلمته من أستاذى جلال الحمامصى فى كلية الإعلام فى كتابه « الصحافة المثالية»، وحينما التقيت بالأستاذة فى ذاك الوقت كانت صاحبة أشهر التحقيقات الصحفية التى كانت تقيل فيها وزيرا أو مسئولا كبيرا ، كانت تمتلك قلما قويا جريئا ، لا يخشى بطش سلطة أو قوة النفوذ، أحببت فيها جرأتها وقوة إرادتها ، وحنانها الذى لم تكن تبخل به على أحد من الزملاء المتدربين مثلى فى مهنة البحث عن المتاعب، وجدت فيها معلمة وصديقة وأختاً كبيرة، رحيل تهانى إبراهيم، رحيل جزء من تاريخى وذكرياتى.