في ليلة رؤية هلال شوال في ذات عيد فطر، اجتمع عمدة القرية ووالي في وسط القرية لكي يشاهدوا هلال شوال، فلم يراه أحدا منهم شئ، فبينما يعود جحا من عمله إلى داره وجد الجميع حاضرًا، فسارع نحوهم وعندما وصل وجد بين الناس العمدة وشيخ القرية. فرحبوا بحجا بشكل كبير، وعلم جحا منهم أنه تقرر صرف مكافأة 50 ألف دينار لمن يري الهلال فنظر جحا إلى السماء فرأه وأصبح ينادي عليهم، حتى تجمعوا حوله وشاهدوا الهلال واضحًا أمامهم، فتسلم الجائزة، ولم ينتظر جحا سوى دقائق وبدا يصيح في الناس، هناك هلال آخر، فضحك الناس عليه وتركوا يذهب إلى بيته. جحا هي شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة، وفي الأدب العربي، نسب جحا إلى أبو الغصن دُجين الفزاري، الذي عاصر الدولة الأموية، وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية. اقرأ أيضًا| اتهام 5 حشرات برازيلية بالسرقة وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا من إسطنبول إلى الشيخ نصر الدين خوجة الرومي الذي عاش في قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له، وهي شخصية رجل فقير كان يعيش أحداث عصره بطريقة مختلفة ويتماشى مع تلك الأحداث الشبه حقيقية. وكان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر فانتشرت قصصه ومواقفه التي كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر مما نتج عنه تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله، فكل شخص كان يروي قصصه بطريقته الخاصة ومنهم حتى من نسب أعماله لنفسه أو لشخص آخر أو لشخص خيالي. يذكر أن أقدم قصص جحا تعود للقرن الأول الهجري أي القرن السابع الميلادي وتعود لدُجين بن ثابت الفزاري، وولد في العقد السادس من القرن الهجري وعاش في الكوفة، وروى عنه أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون، وقال الشيرازي: "جُحا لقب له، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه".. وقال الحافظ ابن عساكر أنه عاش أكثر من مائة سنة. مركز أخبار اليوم للمعلومات