في ليلة رؤية هلال شوال في ذات عيد فطر، اجتمع عمدة القرية ووالي في وسط القرية لكي يشاهدوا هلال شوال، فلم يره أحد منهم شيئا، فبينما يعود جحا من عمله إلى داره وجد الجميع حاضرين، فسارع نحوهم وعندما وصل وجد بين الناس العمدة، وشيخ القرية. فرحبوا بحجا بشكل كبير، وعلم جحا، منهم أنه تقرر صرف مكافأة 50 ألف دينار لمن يري الهلال، فنظر جحا إلى السماء فرأى الهلال، حتى جاء الصبح فنادى عليهم، وتجمعوا حوله وشاهدوا الهلال واضحًا أمامهم، فتسلم الجائزة. لم ينتظر جحا سوى دقائق وبدأ يصيح في الناس، هناك هلال آخر، فضحك الناس عليه وتركوه يذهب إلى بيته. جحا شخصية فكاهية انتشرت في كثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة، وفي الأدب العربي، نسب جحا إلى أبو الغصن دُجين الفزاري، الذي عاصر الدولة الأموية، وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية. وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا من إسطنبول إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش في قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له، وهي شخصية رجل فقير كان يعيش أحداث عصره بطريقة مختلفة ويتماشى مع تلك الأحداث الشبه حقيقية؛ فهو كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر فانتشرت قصصه ومواقفه التى كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر مما نتج عنه تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله، فكل شخص كان يروي قصصه بطريقته الخاصة ومنهم حتى من نسب أعماله لنفسه أو لشخص آخر أو لشخص خيالي. الأخبار: 9 - 9 - 2015