«أنا اللي بالأمر المحال اغتوى.. شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا.. طلته ما طلتوش إيه انا يهمني.. وليه ما دام بالنشوة قلبى ارتوي»، كلمات للعبقري صلاح جاهين، تجسد حياته حيث ولد الكاتب والشاعر الراحل فى شارع جميل باشا المتفرع من شارع التوفيقية، بمنطقة شبرا التابعة لمحافظة القاهرة. الجد «أحمد حلمي» ولد الكاتب والشاعر الكبير صلاح جاهين في 25 ديسمبر 1930، واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى، ولمن لا يعرف فإن جد الراحل «صلاح جاهين» هو الصحفي الكبير أحمد حلمي الذي يحمل إسمه أحد أكبر شوارع حي شبرا الشهير بالقاهرة الكائن به موقف سيارات يحمل نفس الإسم، وقد كان ل«حلمي» بصمات عديدة في السياسة، وهو مؤسس جريدة القطر المصري. اقرأ أيضا| في ذكرى ميلاده | «صلاح جاهين» صنع «البهجة» عبر مسيرة إبداعية خالد وكان «حلمي» جد صلاح جاهين، أول صحفي في مصر يذم في الذات الملكية في زمن الخديوي عباس حلمي، ووالده مستشار في محكمة اسئناف القاهرة بهجت أحمد حلمي، والدته كانت مدرسة، و«جاهين» الأكبر بين إخوته، تعلم في مدرسة أسيوط الابتدائية ثم مدرسة المنصورة الثانوية، ودخل كلية الحقوق وفي نفس الوقت مدرسة الفنون الجميلة عام 47 في جامعة القاهرة، كان دائم الشعور بعدم الاستقرار نتيجة إلى انتقاله مع والده والعائلة الى أكثر من إقليم أو محافظة بحكم عمل والده كقاضٍ، مما أثر على شخصيته فيما بعد فلم يكن مستقراً على حال، وعمل في أعمال بسيطة في بداياته . حياته في شبرا عاش جاهين في شوارع حي شبرا الشهير بالقاهرة، وحين انتقل من منزل العائلة، لم يغادر شبرا بل عاش في منزل آخر على بعد خطوات من منزله القديم تاركًا لسكانه المجاورين لوحة فنية، لفارس يرتدى خوذة معدنية بزى حربي قديم يمتطي جواده، محاربًا ثعبانًا كبيرًا . المنزل الذي انتقل له «جاهين» كان منزلا كبيرًا في شارع مجاور لمنزله القديم، وكان ذو حديقة كبيرة تفوح منها رائحة الزهور، وكان حارس المنزل دائما ينادي على الأطفال في الشارع: «اهدوا علشان أستاذ صلاح بيكتب»، حيث كان أطفال شارع جميل باشا الذي يقطن به منزل صلاح جاهين ملاذا للأطفال في المنطقة يحبون التجمع واللعب فيه لمشاهدة بعض الفنانين أثناء دخولهم منزل «جاهين» لزيارته، وكانوا يحبون اللعب في الشارع الهادئ، لكونه شارعًا صغيرًا مسدودًا لا تدخله السيارات . وكان بجوار منزل «جاهين» ساحة كانت أرضًا خصبة للعب كرة القدم، السيكا، الاستغماية، فكان يتوجه إليها أطفال المنطقة بعد إنهاء يومهم الدراسي للعب فيها، كان حب الأطفال ل«جاهين» هو الدافع الأول للهو بالقرب من منزله، لكن بمجرد أن يطلب منهم بنفسه أو أحد أولاده الهدوء، يسرعون بترك المكان، بعد الاعتذار عما بدر منهم.