"أنا اللي بالأمر المحال اغتوى..شفت القمر نطيت لفوق في الهوا..طلته ما طلتوش إيه أنا يهمني وليه..ما دام بالنشوة قلبي ارتوي..عجبي"، كلمات من رباعيات لا تنسى مهما مر الزمن، سطرها مبدع الشعر الراحل صلاح جاهين. هو محمد صلاح الدين بن بهجت بن أحمد حلمي، المشهور ب"صلاح جاهين"، ولد في القاهرة 25 ديسمبر 1930 في شارع جميل باشا بحي شبرا، التحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، وكان لانشغاله بالفن والتصوير والشعر أثر في تأخره الدراسي. عمل صحفيًا منذ عام 1952، وعين رسامًا للكاريكاتير بمؤسسة روز اليوسف عام 1955، وكان أحد مؤسسي مجلة صباح الخير، ثم انضمّ إلي صحيفة الأهرام عام 1964، وتركها ليرأس تحرير مجلة صباح الخير، ثم عاد إلي الأهرام مرة أخري، كان عضوًا مؤسسًا لجمعية الفنانين التشكيليين، ومجلة الكاريكاتير. كان جاهين يعدّ الصوت المثقف والأقوي شعريًا وفنيًا لحكم ثورة 23يوليو وما تمثله من مبادئ، فقد حمل هذه المبادئ - كما قيل - شعرًا، وحملها عبد الحليم حافظ صوتًا وغناء، وكان من أبرز أصوات الشعر العامي والزجل بعد بيرم التونسي. ولجاهين عدد من المجموعات الشعرية بالعامية المصرية منها: قصاقيص ورق - أوراق سبتمبرية - رباعيات صلاح جاهين - كلمة سلام - موال عشان القنال - القمر والطين، وقد جمعت هذه الأعمال في مجموعتين: أشعار العامية المصرية - أشعار صلاح جاهين - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1992، والأعمال الكاملة - مركز الأهرام للترجمة والنشر - القاهرة 1995، ونشرت له جريدتا الأهرام، وصباح الخير، وغيرهما من الجرائد المصرية والعربية العديد من القصائد. وكتب جاهين بعض المؤلفات في مجالات المسرح منها : الليلة الكبيرة1960 كما كتب جاهين للسينما خللي بالك من زوزو وأميرة حبي أناوعودة الإبن الضال وشيّلني و اشيّلك والمتوحشة وشفيقة و متولي كما كتب جاهين أغاني شهيرة مثل بان عليا حبه لنجاة الصغيرة في فيلم غريبة، وأغنية أنا هنا يابن الحلال لصباح في فيلم العتبة الخضرا. ومنحت مصر شاعرها الكبير وسام الفنون والعلوم من الطبقة الأولي عام 1965، كما شارك عضوًا في لجنة تحكيم مهرجان أثينا الدولي للأغنية عام 1970. وأنجب جاهين ابنه الشاعر بهاء من زوجته الأولي كما أنجب ابنته الكبري "أمينه" وأنجب من زوجته الثانية الفنانة مني قطان أبنته ساميه جاهين عضوة فرقة إسكندريلا الموسيقية. وقال الشاعر أحمد حداد حفيد الشاعر الكبير صلاح جاهين "أري أنة حصل علي المكانة التي يستحقها بلا شك، ولكن التكريم الذي يليق به هو استمرار تداول فنه بين الأجيال القادمة لأن صلاح جاهين كان متعدد المواهب ما بين الشعر و الرسم والسينما . وأضاف "نحاول دائما تقديم أشعار صلاح جاهين في أمسيات الشعرية من خلال ابنة بهاء جاهين و فرقة الشارع." وأشار أحمد حول ذكرياته مع صلاح جاهين"توفي جدي و أنا في عمر السنتين ولكن ما اذكره جيدا أنني كنت أسير إلي غرفة مكتبة لأشاهده و هو يرسم". واختتم تصريحاته "بالتأكيد تأثرت بصلاح جاهين كشاعر في بديات تجربتي في كتابة الشعر مثل كل شعراء جيلي و أيضا الأجيال السابقة وأيضا فؤاد حداد ولكن في النهاية يصبح لدي كل شاعر بصمته الخاصة بة. صلاح جاهين وابنته أمينة صلاح جاهين وسعاد حسني