بهاء جاهين يحكى عن والده وسر «الرجل الغامض».. وسامية تحتفي بميلاده ب «تراب دخان» فؤاد حداد يرثيه: «يا خفيف الظل يا مصر الجميلة».. ومحمود درويش في مقال قديم: شاعر القمر والطين أعد الملف- إيزيس خليل- حسام الضمراني- إسلام أنور: «أنا شاب لكن عمري ألف عام وحيد لكن بين ضلوعي زحام خايف ولكن خوفي مني أنا أخرس ولكن قلبي مليان كلام» هكذا، غزلت عبقرية «صلاح جاهين»، رباعية من 21 كلمة، لتصبح لسان حال كل شاب مصري، حتى بعد وفاته، كأنها نبوءة، أطلقها في البرية، هكذا كان يكتب دوما الحكمة شعرا بطريقة السهل الممتنع، وكانت كلماته تنطق بلسان حال الفقراء والبسطاء، حتى سمي ب«فيلسوف الفقراء». جاهين، صاحب الرباعيات «الحية»، الذي احتفى عشاقه، منذ أيام بذكرى ميلاده ال83، كان يعرف مكانه ودوره في الشعر المصري، بدقة الفنان وعلم الخبير،وحدد موقفه في وجه العالم وفى الشعر والحياة عامة، بادراك وتواضع في رباعيته الرائعة التي تقول: أنا قلبي كان شخشيخه أصبح جرس جلجلت به صحيوا الخدم والحرس أنا المهرج.. قمتوا ليه خفتوا ليه لا فى إيدى سيف ولا تحت منى فرس عجبى! ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المعروف ب صلاح جاهين ولد في 25 ديسمبر 1930 وتوفي في 21 أبريل 1986, هو شاعر ورسام كاريكاتير, من مواليد حي شبرا كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق. تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى "سوسن محمد زكي" الرسامة بؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وإبنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة "منى جان قطان" عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية. ورغم زواج جاهين مرتين إلا أنه عاش يعتقد بأنه ينتظره حب كبير لم يلتقيه بعد حيث صرح بذلك في لقاء مع طارق حبيب في برنامج " أوتوجراف " عام 1977. يقول جاهين في رباعية رائعة: «أنا اللي بالأمر المحال اغتوى شفت القمر نطيت لفوق الهوا طلته ما طلتوش؟ إيه أنا يهمني وليه؟ مادام بالنشوة قلبي ارتوى..» وصلاح هو منتج متميز أنتج أفلام كعودة الابن الضال وأميرة حبي أنا، وعمل محررا في عدد من المجلات والصحف، وقام برسم الكاريكاتير في مجلة روز اليوسف وصباح الخير ثم أنتقل إلى جريدة الأهرام. كتب أربعة سيناريوهات لأفلام سعاد حسني, خلي بالك من زوزو, أميرة حبي أنا, شفيقة ومتولي, المتوحشة. إلا أن قمة أعماله كانت الرباعيات والتي تجاوز مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام, كتب فيها: "ليه يا حبيبتي مابينا دايماً ما بينا دايماً سفر.. ده البعد ذنب كبير لا يغتفر .. ليه يا حبيبتي ما بينا دايماً بحور .. أعدي بحر ألاقي غيره أتحفر ... عجبي" "نوح راح لحاله والطوفان أستمر.. مركبنا تايهه لسه مش لاقية بر.. آه م الطوفان وآهين يا بر الأمان .. إزاي تبان والدنيا غرقانة شر .. عجبي " "ورا كل شباك ألف عين مفتوحين وأنا وانتي ماشيين يا غرامي الحزين .. لو ألتصقنا نموت بضربة حجر .. ولو أفترقنا نموت متحسرين .. عجبي " هذه الرباعيات لحنها الملحن الراحل سيد مكاوي وغناها علي الحجار. قام بتأليف مايزيد عن 161 قصيدة، منها قصيدة "على اسم مصر" وأيضا قصيدة "تراب دخان" التي ألفها بمناسبة نكسة يونيو 1967. وكان مؤلف أوبريت الليلة الكبيرة أشهر أوبريت للعرائس في مصر. وحيى جاهين تجربة جيل بأكمله, لم يبالغ أبداً في البحث عن السعادة فطالما كان هو مصدر لسعادة الآخرين في ظل وحدته واكتئابه، وكان دوما حاملا لبشارة الصمود والنصر.. وعنها كتب يقول: ثوار، ولآخر مدى ثوار، مطرح ما نمشي يفتَّح النوار ننهض في كل صباح بحلم جديد وطول ما إيد شعب العرب في الإيد الثورة قايمة والكفاح دوار ثوار، نهزك يا تاريخ تنطلق نحكم عليك يا مستحيل تنخلق نؤمر رحابك يا مدى تمتلئ والخطوة منا تسبق المواعيد.. ولذلك فرح النشيد.. ورثى شاعر فلسطين «محمود درويش» جاهين في مقالة قديمة قائلا: "سنتسلح منك بما نشاء من وعود. سنختار من الأشجار أوفرها خضرة. سنأخذ منك ما يجعلنا أقوى، وما يصل فينا ما انقطع من علاقات الفصول. وسنأخذ منك عبرة التطابق بين الأغنية والمغني. لنشهد على براءة جيل من اختلال الشبه بين الواقع والمرآة، وبين الإرادة والأداة، ولنبقى قريبين حتى التلاشي من جوهر الشعر ومن جوهر مصر، وسنواصل النشيد". وفي ذكرى ميلاده ال 83 تحتفل «الوادي» بصاحب الرباعيات بملف يلقي بظلال مختلفة على حياته من خلال شهادة محبيه وأقربائه وإعادة نشر بعض المقالات التي كتبت من المشاهير في رثائه. المرأة في حياة «جاهين»: من الجدة «النحاتة» إلى السندريلا.. ورحلة البحث عن حبيبة لم يجدها نعيد نشر مقال محمود درويش عن صلاح جاهين في ذكراه: شاعر القمر والطين شيخ رسامي الكاريكاتير: صلاح جاهين كان «حساسا» لدرجة قصوى .. وتعرفت عليه بالصدفة نعيد نشر مقال فؤاد حداد عن صلاح جاهين في ذكرى ميلاده 83: يا خفيف الظل يا مصر الجميلة حفيد صلاح جاهين وفؤاد حداد يحكي ل الوادى عن الطفل الذي سكن جده: الشعر كان أقرب له من الكاريكاتير بهاء جاهين يحكى ل «الوادى» عن جاهين وسر «الرجل الغامض».. وسامية تحتفي بميلاده ب «تراب دخان»