على الرغم من أن معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد مازالت مرتفعة في ألمانيا، إلا إن الأرقام تشير لتراجع نسبي في أعداد الإصابة اليومية والوفيات، الأمر الذي دفع المواطنين الألمانيين للضغط على مستشارتهم أنجيلا ميركل من أجل تقليل إجراءات الحظر الوقائية التي تم إعلانها في البلاد منذ بداية الأزمة. وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية، إن اليوم، الاثنين، يعتبر اليوم الثالث على التوالي الذي تتراجع فيه معدلات العدوي بالفيروس حيث تم تسجيل 2,537 حالة، مقارنة بيومي السبت والأحد، اللذان سجلا على التوالي 4,133 ثم 2,821 حالة أخرى، مما يرفع اجمالي الإصابات بالفيروس التاجي في البلد إلى 123,016 حالة. وأضافت الصحيفة في تقريرها أن عدد الوفيات شهد انخفاضا ووصل إلى 126 يوميا، ليصبح إجمالي عدد الوفيات في المانيا حاليًا 2,799 حالة. تأتي هذه الأرقام التي تعتبرها المانيا تراجعًا، مصاحبة لحالة من الضغط يحاول الألمان فرضها على السلطات في البلاد، حيث قام مجموعة من المدنيين في فرانكفورت بهاجمة دورية شرطة طالبتهم بالذهاب للمنزل أثناء تجمهرهم واختراقهم لقانون العزل والاغلاق. كما قام المدنيين – الذين وصل عددهم إلى 20 شخص- بإلقاء الحجارة على سيارة الشرطة وكسر زجاجها ومهاجمة الضباط بآلات حادة. كان محافظ ولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية قد طالب ميركل في تصريحات سابقة بأن تقوم بتخفيف إجراءات الحظر. وأضاف أرمين لاشيت في تصريحاته، ان البلد عليها البدء في اتخاذ خطوات للعودة لما كانت عليه ولكن بشكل حذر ومسئول، وفي المقابل أكدت ميركل أنها سوف تتناقش في إمكانية القيام بهذه الخطوة مع مسئولين وخبراء في البلاد. وعلى الرغم من ان ألمانيا عاملت بنوع من الحذر والتخطيط الجيد مع أزمة كورونا -حيث سيطرت على الأوضاع حتى لا تخرج عن السيطرة كما حدث في إيطاليا وإسبانيا- إلا إن اقتصاد الدولة الأوروبية – والذي يعتبر الأكبر في القارة- تضرر بشكل كبير. ووفقًا للإحصائيات التي نقلت عنها الصحيفة البريطانية فإن اقتصاد ألمانيا من المتوقع أن يتقلص بنسبة 9.8 % في الربع الثاني من السنة، وهو أكبر انخفاض منذ عام 1970. ومن المتوقع ان تناقش المستشارة أنجيلا ميركل توصيات تقليل الإجراءات الوقائية خلال اجتماع مع مجلس وزرائها يوم الثلاثاء، كما ستعقد يوم الأربعاء القادم، مؤتمرا بالفيديو مع حكام الولايات لمناقشة المسار المحتمل للخروج من الحظر وكيفية إدارة الركود المتوقع أن يسببه.