بدأت منذ الأربعاء عمليات النقل الجوى والبحري، من المناطق الحدودية بين سورياوتركيا باتجاه العاصمة الليبية، لعناصر مسلحة تركمانية الأصل، قاتلت فى السنوات الماضية فى صفوف عدة تنظيمات إرهابية ضد الجيش السورى خلال هذه الفترة، ومولتها وسلحتها الحكومة التركية. و حسب المعلومات المتوفرة فإن الجزء الأهم والأكبر من العناصر التى يتم نقلها حالياً، ينتمى الى فرقة (السلطان مراد) وفصيل (سليمان شاه) المسلحين الموالين لتركيا، واللذان قاما بعدد كبير من الانتهاكات فى المناطق التى تسيطر عليها تركيا فى الشمال والشمال الشرقى السورى وعلى رأسها مدينة عفرين كما تتواجد أيضا ضمن هذه المجموعات الجارى نقلها الى ليبيا، عناصر تتبع لفصائل مسلحة سورية أخرى، تم تجنيدها عبر مكاتب تم تخصيصها لاستقبالهم فى مدينة عفرين، وينتمى هؤلاء الى فصائل مثل فرقة الحمزة والجبهة الشامية ولواء المعتصم. و حرصت تركيا خلال عمليات اختيار هؤلاء،أن يكونوا فى غالبيتهم من القومية التركمانية، ووعدتهم بجانب المرتبات الشهرية المجزية (ما بين 1800 الى 2500 دولار شهرياً)، وخدمات الإعاشة والتسكين التى ستقدمها لهم ميليشيات حكومة السراج فى طرابلس، بالاضافة لتجنيدهم بالجنسية التركية، وعلى ما يبدو فإن هذا التوجه يراد منه التنصل من اية محاسبة دولية مستقبلية إذا ما تم التحقيق مع هؤلاء واكتشاف انهم سوريون، وبالتالى عندما يتم تجنيسهم بالجنسبة التركية يكونوا فى هذه الحالة أشبه بالمقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم (داعش)، الذين لم يتم تحميل الدول التى ينتمون إليها أية مسئولية قانونية. ولهذا السبب تحديداً، تشرع السلطات التركية حالياً فى محاولة توفير غطاء قانونى لتواجد هؤلاء على الأراضى التركية، كأن يتم استقبالهم هناك كعمال او موظفين أجانب، أو حتى تحت غطاء عملهم فى شركات أمنية أو بترولية. و على المستوى اللوجستي، وصل إلى مدينتى مصراتة وطرابلس انطلاقاً من مطار أسطنبول 12 رحلة جوية تحمل على متنها أعدادا غير محددة من المقاتلين التركمانيين.. روعى فى كل رحلة أن يكون فيها عدد قليل منهم وسط الركاب المدنيين. هذه الرحلات كانت بواقع ثلاث رحلات تابعة للخطوط الليبية بطائرات إيرباص ايه 303-202، وأربع رحلات على متن طائرة من طراز إيرباص إيه 319-112 تابعة لشركة الأجنحة الليبية التى يملكها الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة عبد الكريم بلحاج، ورحلتين لشركة البراق، ورحلتين للخطوط الأفريقية على متن طائرة من طراز ايرباص ايه 320-214، ورحلة واحدة تابعة لشركة «بترو أير» على متن طائرة من طراز امبراير اى 170 أل أر. يضاف الى ما سبق رحلتين خلال الساعات القليلة الماضية الى مصراتة، تابعتين لشركة Aerotrans المولدوفية، بطائرة شحن من نوع بوينغ 474-412 أف، الأولى انطلاقاً من مطار أوستند البلجيكى والثانية من أسطنبول. التقديرات الأولية تشير الى أن الأعداد التى وصلت فعلياً من المقاتلين التركمانيين الى ليبيا هى ما بين مائة إلى 300 مقاتل. وقد ظهر بالفعل تسجيلين مصورين يظهر بضعة مقاتلين منهم فى ليبيا، وعلى الرغم من النفى الرسمى من جانب ميليشيات حكومة السراج لتواجد اى مقاتلين سوريين على أراضيها، إلا أنه بتحليل التسجيلات المصورة اتضح انه تم التقاطها قرب معسكر التكبالى فى محور صلاح الدين جنوبى العاصمة، مما يجعل هؤلاء المقاتلين فى تماس مباشر مع قوات الجيش الوطنى الليبى فى هذا المحور. وهذا التسجيل يتقاطع مع معلومات أخرى أفادت بأنه تجرى عمليات تجهيز لشقق سكنية موجودة على الساحل، فى منطقة جنزور الواقعة بين مدينة طرابلس ومدينة الزاوية، بغرض تسكين هؤلاء المقاتلين. وفيما يتعلق بالأسلحة والمعدات التركية التى تم تزويد ميليشيات حكومة السراج بها، والتى تكونت من العربات المدرعة من نوعى «كيربي» و«ڤوران»، والطائرات دون طيار «بيرقدار»، بجانب ذخائر خفيفة ومتوسط، ووسائط رؤية ليلية واتصالات. خلال منتصف الشهر الماضى نقلت تركيا الى مصراتة عبر البحر معدات أكثر تقدماً، من بينها صواريخ محمولة على الكتف للدفاع الجوي، بجانب صواريخ مضاد للدروع، لكن نجح سلاح الجو بالجيش الوطنى الليبى خلال الشهر الماضى فى تدمير معظم هذه المعدات، بغارات مكثفة شملت مناطق تقع جنوبى غرب مطار مصراتة، مثل معسكر (السكت)، وهو معسكر للدفاع الجوى يعد من أهم وأكبر المناطق التى يتم فيها تخزين المعدات والأسلحة القادمة من تركيا، بجانب مناطق أخرى مثل مزرعة السويحلى ومنطقة غيران، وعدة نقاط فى محيط مدينة زليتن. ومن المتوقع ان تحاول تركيا خلال أيام بالتزامن مع عمليات نقل الأفراد من سوريا الى ليبيا، محاولة تزويد ميليشيات السراج بأسلحة مضادة للدروع، مثل صواريخ UMTAS Mizrak-4 المضادة للدروع، بجانب صواريخ مضادة للطائرات مماثلة لصواريخ «سام 7» السوفيتية، وهنا لابد من الإشارة الى أن حليفة تركياقطر، كان لها سابقة فى هذا المجال، حين زودت الميليشيات الارهابية فى سوريا وليبيا بالمنظومات الصينية المحمولة على الكتف المضادة للطائرات «أف أن-6». لكن برغم هذا كان من الواضح أن التأثير الذى أحدثته الأسلحة التركية فى مسار العمليات العسكرية كان محدوداً، ويؤشر بشكل واضح أن الهدف كان إطالة المعارك وليس تحقيق حسم ميدانى لصالح حكومة الوفاق. وعملياً تعرضت الأسلحة التركية لإهانة ميدانية، حيث تم تدمير عدد كبير من الطائرات التركية دون طيار «بيراقدار»، وكذا عشرات العربات المدرعة تركية الصنع خلال المعارك جنوبى طرابلس. الميليشات المسلحة فى طرابلس ميليشيات النواصى تتمركز بوسط العاصمة وتسيطر على عدد من المقار السياسية والعسكرية ويبلغ عدد عناصرها ألف مسلح. كتيبة ثوار طرابلس تتمركز فى مقر مزرعة النعام فى تاجوراء ويبلغ عدد الإرهابيين فيها ما يقرب من 3500 مسلح. قوة الردع الأكثر تسليحا وعددا، يبلغ عددها ما يقرب من 5 آلاف مسلح. ميليشيات كتائب تاجوراء تضم كتيبتى «باب تاجوراء» و«الضمان». ميليشيا 42 حرامياً تنتشر فى منطقة عين زارة وتسيطر على مبنى مصلحة الجوازات. كتيبة فرسان جنزور تسيطر على منطقة سيدى عبد الجليل التى توجد بها بعثة الأممالمتحدة. كتيبة أبوسليم من أكبر الميليشيات التى تسيطر على العاصمة طرابلس. أبرز الشخصيات الإرهابية الليبية المصنفة على قوائم الإرهاب على محمد محمد الصلابى معروف ب «قرضاوى ليبيا» وقاد مليشيات إرهابية مدعومة من قطر. عبدالحكيم بلحاج مرتبط تنظيمياً بالقاعدة والمسئول عن تنفيذ استراتيجية الدوحة فى ليبيا. إسماعيل محمد محمد الصلابى يعرف ب «خفاش الظلام» ويعتبر قائداً مؤسسا لسرايا الدفاع عن بنغازي. سالم جابر عمر على سلطان فتح الله جابر مسئول عن دعوات تحريضية لمهاجمة البنية التحتية الحيوية ومشارك فى عدة مؤسسات قطرية. أحمد عبد الجليل الحسناوى قيادى بارز فى «تنظيم القاعدة» فى المغرب الإسلامى ودعم سرايا دفاع بنغازى المصنفة «كجماعة إرهابية». الساعدى عبد الله إبراهيم بوخزيم قاتل فى صفوف تنظيم القاعدة فى أفغانستان وهو من مؤسسى ما يعرف ب «سرايا دفاع بنغازي». الصادق عبد الرحمن على الغريانى أبرز الداعمين للإرهاب والفوضى فى ليبيا ويعرف ب «عراب الإرهاب» و«مفتى الدم».