اقتسمت أسرة "ع. خ" اللقمة سويا، جمعهم عطف الأب وحنان الأم، ولكن سرعان ما انفك عقد الأسرة، برحيل الأب الذى قرر قبل وفاته أن يُقسم ميراثه الذى تحصل عليه طوال حياته على أولاده وترك لنجله الأكبر "س"، قطعة أرض صحراوية آلت إليه أرثا عقب وفاة والده من مساحة أرض كبيرة هي كامل الميراث بلغت 250 فدانا، وحصل باقي الأشقاء على ميراثهم من تلك الأرض. ولكن القسمة لم تكن على هوى "ج"، ولم يرتضي ذلك وملأ الطمع والحقد قلبه فبدأ الصراع بين "ج" و "س" على الجزء الخاص ب"س" طمعا في أن يأخذه منه، وأعمى سواد قلبه عينيه وقرر الحصول على نصيب شقيقه من الأرض بالقوة مهما كان الأمر، فأمسك بعصا غليظة وذهب إلى منزل شقيقه "س" وأشبعه ضربا كاد أن ينهى حياة شقيقه إلا أنه تسبب فى إحداث عاهة مستديمة له. وقرر "س" التقدم ببلاغ ضد شقيقه فى قسم الشرطة، لكن الأقارب والجيران تدخلوا لحل تلك المشكلة وانتهت بالصلح. ظل قلب "ج" مشتعلا بالحقد والطمع لما في يد شقيقه رغم الصلح بينهما وتنازل شقيقه "س" عن تحرير بلاغ ضده فى واقعة العاهة المستديمة، ولكن "ج" جمع كيده واصطحب معه نجله "أ" خريج كلية الحقوق الذى لم تمنعه دراسته للقانون من ارتكاب جريمة في حق عمه بعدما انعدمت إنسانيته محرزا سلاحا ناريا متوجها مع باقي أعمامه في سيارة جيب شروكي إلى حيث تواجد عمه في الأرض التي ورثها وحاولوا طرد "س" من أرضه فاستنجد المجني عليه بأولاده وباقي أشقائه، لتصبح الأسرة بأكملها بعضها في مواجهة بعض بالأسلحة والعصي، ليبدأ الصراع بتبادل الشتائم والشجار إلى أن انتهى أبناء وأقارب "س" من إبعاد أقاربهم من الأرض ليعودوا مرة أخرى إلى السيارة الجيب التي حضروا فيها. وبملاحقة أبناء وأقارب "س" السيارة وأمطارها بالحجارة، أوقف نجل "ج" السيارة وصعد فوقها وتوجه بالفرد الخرطوش الذي كان بحوزته وأطلق منه طلقات صوب عمه "س" فأصابت إحداها جانبه الأيمن من أعلى، لينزف دما من فمه، ويسقط مغشيا عليه، وبنقله لمستشفى زايد توفي متأثرا بجراحه، وتعثرت قدم قاتل عمه أثناء إطلاقه النار من فوق السيارة، فهرع أبناء وأقارب "س" وراء ابن عمهم أثناء محاولة اللحاق بالسيارة التي أسرعت فور سقوطه من فوقها وأوسعوه ضربا وأحدثوا إصابته ولكن تركوه يذهب مع والده الذي أعماه الحقد والطمع قتل شقيقه بيد نجله وبتحريض شقيقيه. وبالقبض على المتهمين الأربعة، وبإحالتهم النيابة لمحكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار إبراهيم عبد الخالق إبراهيم وعضوية المستشارين أحمد عزت أبو الفضل وطلبة فوزي شلبى الرئيسين بمحكمة استئناف القاهرة وأمانة سر محمد سيد ووائل سيد، حضوريا للأول وغيابيا للثاني والثالث والرابع بمعاقبة أحمد. ج"، محبوس، 25 سنة، حاصل على ليسانس حقوق، ووالده "جمال ع"، 53 سنة، مُزارع وأعمامه "شعبان. ع"، 46 سنة، و"مصطفى ع"، 43 سنة، بالسجن المشدد لمدة 15 عاما وألزمت المتهمين الثالث والرابع بدفع 500 جنيه غرامة لكل منهما وألزمتهم المصاريف الجنائية.
