- «حوادث الطرق والإدمان والسلوكيات الخطرة» أبرز الأسباب - خبير نفسي: مرضى الاكتئاب والفصام والكتاتونيا الأكثر عرضة للوفاة
-أستاذ علم الاجتماع: البطالة «سر الأزمة».. والتوعية والبعد عن الأمراض النفسية «هي الحل»
خرج الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ببيان صادم خلال الأيام القليلة الماضية، كشف فيه عن ارتفاع حالات الوفاة بين الشباب «العزاب»-غير المتزوجين- خلال العام الماضي 2017، ليسجل 30.2 ألف عازب متوفِ، بينهم نحو 20 ألف شاب، موضحًا أن 45% من الوفيات فى عمر من 16- 29 عاما.
في هذا السياق، بحثت «بوابة أخبار اليوم» عن الأسباب التي أدت إلى زيادة نسبة الوفيات بين الشباب وخاصة «العزاب»، مع تقديم الحلول اللازمة لهذه الظاهرة. الأمراض وضغوط الحياة في البداية، يقول الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن معدل الوفيات يرتفع بالنسبة للشباب وصغار السن وأيضا الشيوخ من الجنسين، وذلك لاعتبارات عديدة، أهمها ارتفاع نسب التلوث في البيئة بشكل عام سواء الهواء والماء والتربة ما يؤدي لانتشار معدلات الإصابة بالأمراض، وكذلك ضغوط الحياة سواء اقتصادية واجتماعية ونفسية ويزيد معها التوتر أيضا.
الإدمان وحوادث الطرق والعنف وأضاف «الخولي» ل«بوابة أخبار اليوم»، أن زيادة معدلات الوفاة بين الشباب لها أسباب، أبرزها انتشار الإدمان الذي يؤدي إلى لوفاة، وكذلك سلوكيات بعض الشباب التي تدخل في دائرة الخطر مثل قيادة السيارات والدارجات النارية برعونة ما يؤدي لتكرار الحوادث التي تسبب الوفاة، والعنف بشكل عام في فئة الشباب يكون أكبر مثل تكرار الاشتباكات و«الخناقات» بينهم.
تركزها بالمدن وغيابها بالريف وألمح إلى أن هذه الظاهرة تكون واردة في كل المجتمعات وأنحاء العالم، وخاصة في المجتمعات المتحضرة كالمدن مقارنة بالريف لأن الفرصة متاحة للشباب للقيام بمثل هذه الأشكال العنيفة التي تؤدي لمخاطر عديدة.
حلول المشكلة ولفت إلى أن حلول الظاهرة تتمثل في تجنب كل السلوكيات الخطرة والعنف بأشكاله، والابتعاد عن الأسباب التي تؤدي للوفاة، مستطردًا: الأسرة عليها دور كبير في توعية الأبناء للتصرف بحكمة، ونصح الأبناء لاختيار أصدقاء بشكل جيد والبعد عن المخاطر، والرقابة على الأماكن التي يرتادها تجمعات الشباب مثل النوادي والمقاهي. وشدد استاذ علم الاجتماع على أن الإعلام والمؤسسات الدينية كالمسجد والكنيسة والنوادي عليها جميعا دور في توعية الشباب ثقافيا واجتماعيا ونصحهم بعدم التهور والرعونة، وكل ذلك يستغرق وقتا حتى تحدث التوعية اللازمة لإنقاذ شبابنا.
الانتحار وانحدار المجتمع واتفق معه الدكتور أحمد هلال، الطبيب النفسي، مؤكدًا أن الانتحار والإدمان وحوادث الطرق والاعتداءات الجسدية والغرق أبرز أسباب وفيات الشباب، مضيفًا أن ضحايا حوادث الطرق في مصر في تزايد مستمر، الأمر الذي يختلف عن بقية دول العالم التي تنخفض فيها نسبة حوادث الطرق، وذلك بسبب تعاطي بعض قائدي السيارات المخدرات أثناء القيادة. وأوضح أنه بعد ثورة 25 يناير حدث انحدار في المجتمع بين الشباب، وذلك بسبب انتشار البطالة والجلوس على المقاهي والابتعاد عن الأسر، ولا يوجد أهداف للطلاب يسعون إليها، وذلك أدى لغياب الأمل والمثل لدى الشباب والإصابة بالإحباط.
وأشار إلى أن الشباب هم بوصلة السفينة التي تحدد الاتجاه الذي يسير فيه المجتمع، وإذا تعطلت بوصلة السفينة تعطل المجتمع كله، لافتا إلى أن الشباب فقد الأمل ويسير بالسيارات برعونة ليس خائفا من الموت.
الأمراض النفسية والوفاة وأضاف أن نسبة الوفاة من الأمراض النفسية كالاكتئاب والإحباط قليلة جدا، وإنما أكثر ما نعاني منه هو فقد الشباب للاتجاه وتحديد الهوية، متابعًا: نحتاج إصلاح شامل للمجتمع وحلول جادة لمشكلاته.
الشيزوفرينيا والموت فيما قال الدكتور جمال فرويز، الخبير النفسي، إن المرض النفسي ليس بريئًا من الوفاة الطبيعية، مؤكدًا أن الانفعالات تتسبب في أمراض نفسية لبعض الأشخاص الطبيعيين وقد تؤدى إلى مفارقتهم الحياة. وذكر «فرويز» ل«بوابة أخبار اليوم»، أن مرضى الاكتئاب وانفصام الشخصية«الشيزوفيرينا» هم الأكثر عرضة للوفاة، وخاصة الفئة العمرية من 18 22 سنة، فيحدث لهم حالة من الفصام والهياج، ويترهل جسدهم لمدة 7 أيام، مع استمرار أعراض ال«كتاتونيا» التي تؤدي إلى توقف عضلة القلب، وبالتالي تحدث الوفاة. واستطرد: «الاكتئاب أيضًا يؤدي إلى الانتحار، والفصام يسبب أمراضًا صدرية تؤدى إلى الوفاة أيضًا».
العيوب الخلقية والسرطان وأشار الخبير النفسي إلى أن مرضى العيوب الخلقية قد يكونون عرضة أيضا للموت المفاجئ، بالإضافة إلى مرضى السرطان، وضحايا حوادث السيارات، ومتعاطي المخدرات، موجهًا نصيحة للشباب، قائلًا: «الكل يعانى من المشاكل، فاحرصوا على الاهتمام بإسعاد أنفسكم، والبعد عن أي مسببات الاكتئاب.. عيشوا الحياة ». وطالب «فرويز» في نهاية تصريحاته بضرورة الاهتمام بمرضى العيوب الخلقية وأصحاب الأمراض النفسية فص صفوف الشباب، ورعايتهم صحيًا ونفسيًا للبعد بهم عن الدائرة السوداء التي تقودهم إلى الموت.