«شهبندر التجار»: الاقتصاد المصري يسير في طريقه الصحيح.. اطمئنوا وتفاءلوا

فى حواره مع «الأخبار» ..

محمود العربي ل«الأخبار»:
السيسى أنقذ مصر
30 يونيو بداية انطلاقة قوية لمصر الجديدة
الاقتصاد المصرى يسير فى طريقه الصحيح.. اطمئنوا وتفاءلوا
لن نرفع الأسعار.. ومبادرة مع الشركات والمصانع لضبط الأسواق
العامل المصرى أفضل كثيرًا من غيره إذا تم توفير مناخ جيد له
نصيحتى للتجار: ارحموا المواطنين «وتكسب قليل تبيع كتير»
أدعو مجتمع الأعمال للاستفادة من حوافز الاستثمار فى الصعيد وسيناء
بدأت بعامل واحد وحالياً لدينا 27 ألفا وحلمنا الوصول إلى 200 ألف
أطالب المستثمرين بالعمل والإنتاج ومراعاة حق الوطن والمستهلك

معروف عنه أنه رجل عصامى ومن أهم واكبر رجال الأعمال فى مصر والدول العربية.. ويشهد له الجميع بالنزاهة والأمانة والشرف.. ويعتبر من افضل النماذج لرجال الأعمال الشرفاء المحبين لمصر.

وكانت له حكايات وروايات مع جميع الرؤساء الذين حكموا مصر خلال السنوات الماضية.. حيث طلب منه الرئيس مبارك دخول مجلس الشعب.. محمود العربى رجل أعمال ناجح ومن أفضل النماذج.. خاصة أن العربى نموذج فريد وقدوة للشباب وان تاريخه وحياته مثيرة للجدل منذ بدايته بعدما ترك الدراسة فى الصف الرابع الابتدائى لينتقل للقاهرة ليبدأ رحلة حياة مثيرة من عامل باليومية فى منطقة الموسكى حتى يعمل لحسابه الخاص بالتعاون مع احد الشركاء فى التجارة منذ خمسينيات القرن الماضى وتأسيس شركته عام 1964 التى أصبحت نموذجا عالميا لأكبر القلاع المصرية الصناعية والتجارية .

و مؤخرا بدأ تنفيذ عدد من القرارات والإصلاحات الاقتصادية والتي كان لها أثرها المباشر على الأسواق والأسعار.. وكان من الضروري أن نحاور الحاج محمود العربي باعتباره «شهبندر التجار» رئيس الغرفة التجارية لمدة 20 عاما والاتحاد العام للغرف التجارية لمدة 12 عاما.. للتعرف منه على نتائج هذه القرارات والإصلاحات وأثرها على الأسواق والاسعار للتعرف منه على روشتة الإصلاح للخروج بأفضل النتائج.. وبمناسبة ثورة 30 يونيو.. ورأيه فى الانجازات التى تحققت.. حيث أشاد العربى فى حواره بالنتائج والانجازات التى تمت.. وأكد أن مصر أكرمها الله بالرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أنقذها من براثن الظلام .. وقال إن مصر تسير فى طريق الإصلاح الصحيح.. وتوقع انتقال مصر إلى مرحلة جديدة متطورة.. وطالب الجميع بالعمل والإنتاج والتكاتف حول الرئيس لاستكمال ما بدأه.

ثورة 30 يونيو ماذا تمثل لك ؟
الله أكرمنا بالرئيس عبد الفتاح السيسى وسخره لنا من اجل مصر ومن أجل أبنائنا.. والمصير كان صعبا جدا وكان من الممكن ان نذهب إلى بحور من الظلام ولكن الله حمى مصر.فهى آمنة منذ آلاف السنين.. فالرئيس السيسى أول رئيس يصارح الشعب ويتعامل معه بشفافية ويعطى ولا ينتظر.. واننى اعرف تماما عائلة الرئيس منذ سنوات طويلة وأصولها قوية وتخاف الله.. وأنا جلست معه 3 مرات عرفت من خلالها وطنية هذا الرجل وتأكدت من نجاح مصر وعبورها تحت قيادته.. وان الرئيس أنقذ مصر.. وان ثورة يونيو بداية مرحلة فارقة وقوية فى تاريخ مصر. وأننى متفائل أن مصر بدأت السير على الطريق الصحيح.. وان كان هناك بعض المشاكل والمعوقات التى تواجه بعض المواطنين الأقل دخلا إلا أن المرحلة القادمة سيتغير كل شيء وأن الأمور ستكون أكثر استقرارا وأمانا.. وان المطلوب من الجميع أن يعملوا بجد واجتهاد.. لان المرحلة القادمة لن يستطيع العيش إلا المجد المجتهد والفاسد لن يكون له مكان والفهلوى لن ينجح .
لن نرفع الأسعار
ما رأيك فى القرارات الأخيرة التى صدرت مثل تحريك أسعار الوقود ونتائجها ؟
القرارات التى صدرت مؤخرا تأتى فى إطار سلسلة من الإجراءات والقرارات الخاصة بسياسة الإصلاح الاقتصادى التى بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ عدة سنوات.. ومن الضروري استكمال هذه الإجراءات حتى نتقدم إلى الأمام ولا نعود للوراء.. وان ما تم من قرارات يعد علاجا قويا لأمراض متراكمة منذ سنوات طويلة كان يتم إغفالها وعدم الاقتراب منها خلال الأنظمة السابقة خوفا من نتائجها.. وان الرئيس عبد الفتاح السيسى اخذ على عاتقه إصلاح هذه الأخطاء ومواجهة التراكمات.. وتصدى لها.

ومن أهم هذه الأخطاء والعيوب التي تحتاج إلى إصلاح جذرى منظومة الدعم وان تحريك اسعار الوقود يعد جرعة قوية من العلاج لاصلاح آليات الاقتصاد.. وعلى كافة الاطراف الا يستغلوا هذه القرارات فى التربح وتحقيق المكاسب.. وان يقفوا مع الرئيس والحكومة لعلاج مسيرة الاصلاح الاقتصادى.. وألا يقوم المنتجون والموردون باستغلال هذه القرارات فى رفع الأسعار.. واننى لن ارفع الاسعار وسأقوم بتنفيذ مبادرة من خلال مجموعة شركات العربى لثبات الاسعار المعمول بها من العام الماضى.. وان تتحمل الشركات فارق التكلفة للتيسير على المستهلك وعدم تحميله اعباء اضافية.. واتمنى من الشركات والمصانع عدم رفع الاسعار وان يقفوا بشكل ايجابى مع مصر ومع المستهلك .
كيف كانت بدايتك ؟
بدأت أعمل من عمر 10 سنوات.. «وكنت اشترى الحاجة ب 10 قروش وابيعها ب 11 قرشا.. وبعدها عملت فى حى الحسين سنة 1942 فى محل فى شارع أم الغلام كنت أبيع كل حاجة وصاحب المحل كان يعطينى 120 قرشا فى الشهر وبعد سبع سنين مرتبى وصل 320 قرشا بعدها انطلقت للعمل فى الموسكى.. واشتغلت 15 سنة فى محل لتجارة الجملة حتى وصل مرتبى إلى 27 جنيها وتزوجت وأنجبت خلال تلك الفترة ثم أديت الخدمة العسكرية.. وبعد ذلك بدأت فى عملى الخاص سنة 1964 بعامل واحد معى حتى وصلنا حاليا إلى 27 الف عامل وموظف.. وطلبت من اولادى واحفادى ان يستمروا فى العمل والنمو حتى يصل عدد العاملين فى مجموعة العربى إلى 200 الف عامل وموظف خلال المرحلة القادمة حتى نفيد البشر والناس والبلد .
ماذا تقدمون للعمال والموظفين؟
نوفر لهم كافة الخدمات والانشطة الصحية والتأمينية من خلال المستشفيات التابعة للمجموعة ونعتبر العمال والموظفين ابناءنا واننا عائلة واحدة.. ويتم تقديم وجبة ساخنة يوميا لكل عامل.. ومن يمضى عليه 10 سنوات يذهب عمرة هو وأمه أو أبوه على حساب الشركة.. وهذا العام تم ذهاب 4 آلاف عامل وموظف على حساب الشركة للعمرة.. كما تم تنظيم زيارة لعدد من العاملين والوكلاء والبائعين بالشركة لحضور مونديال كأ س العالم فى روسيا لمساندة ومؤازرة المنتخب المصرى.. ويوجد 3 ورديات للعمل كل منها 8 ساعات وعندما يبلغ العامل سن 60 بياخد حقه مكافأة كويسة وإذا كان العامل بصحة جيدة بعد سن الستين فانه يستمر فى العمل وفيه ناس عندها 80 سنة شغالة معانا . والعامل المصرى متميز اذا تم توفير مناخ مناسب له وتم اعطاؤه حقه بالكامل.. والعامل المصرى نجح بتفوق امام العامل الياباني .
سر النجاح
ما سر نجاح العربى وشركاته ؟
يتم تطبيق أفضل الأساليب فى الإدارة والعمل والإنتاج ويتم العمل من خلال مجموعات عمل كل منها يرأسه احد المديرين.. ولا يحدث تداخل بين الاختصاصات والشركات..و كل منها تعمل كإدارة مستقلة.. كما ان صناعتنا جيدة لأننا أخذنا الخبرة من اليابان المعروفة باختيارها لأحسن مهندس وعامل.. وتعلمت منهم الكثير حيث اننى اعمل معهم منذ عام 1975 حتى الآن.. وان اهم معايير النجاح ان تضع هدفا واضحا وتعمل على تحقيقه.. والا تتعامل بعشوائية وفوضى.. وتوفير التدريب والتأهيل للعاملين والموظفين باستمرار.. والا يكون هدفك تحقيق الأرباح والفلوس فقط.. وإنما يكون هدفك تحقيق منظومة وكيان لخدمة المواطنين وخدمة البلاد.. لان من يسعى للفلوس فقط والمكاسب لا يكون رجل اعمال او مستثمر ناجح وانما يكون رجل مال.. ولن يستمر كثيرا.
تكسب قليل تبيع كتير
لكم مبدأ وشعار خاص فى التجارة تسيرون عليه ؟
شعارى ومبدئى من يبيع بسعر أقل يكسب أكتر.. وبدأت فى 1964 رأسمالى كان 4 آلاف جنيه ليست ملكا لى.. دفعت منها ألفين جنيه للمحل وجهزنا المحل ب 500 والباقى 1500 جنيه بدأت بها العمل فى التجارة.. وكنت اعمل على تحديد مكسب قليل وكنت ابيع كثيرا.. وحققنا سمعة طيبة.. وبدأنا نشتغل نكسب 1% او 2% او 3% ولم نتعد فى الصنف الواحد ال 5% وكنا نبيع فى اليوم الواحد ب 1300 جنيه حتى حققنا فى السنوات الاولى 14 ألف جنيه صافى ربح. حتى فترة الانفتاح فى السبعينيات وتم فتح باب الاستيراد وبدأنا نستورد من اليابان عام 1975.
المواطن البسيط
ماهى نصائحكم إلى التجار والمستثمرين ؟
نصيحتى للتجار والصناع ومن يعمل فى الأسواق عموما ان يراعوا الله ويكونوا اكثر رحمة بالمواطنين.. وألا يكون همهم الأول هو المكسب على حساب المواطن البسيط.. وان يعرفوا انهم مستهلكون لباقى السلع.. وان يعملوا بشفافية وأمانة وأن عليهم حقوقا يقومون بسدادها من ضرائب او جمارك او اى شىء آخر حتى يمكن للدولة ان تقوى وتستمر لان بقاء واستمرار مشروعاتهم من بقاء واستمرار مصر.. وألا يعتمدوا على الفهلوة والشطارة فى العمل وان يراعوا حقوق كل طرف بداية من مصر إلى المواطن البسيط .
وكيف كانت البداية مع اليابان؟
جاءت البداية مع اليابان من خلال واحد يابانى كان يدرس اللغة العربية فى الجامعة الأمريكية.. وكان يحضر لنا بضاعة من ليبيا تليفزيون ومراوح ومسجل وراديو وكل الأصناف وكنا بنكسب فى التليفزيون جنيها والمروحة 25 قرشا.. ولما تأكد من نجاحنا ارسل لشركة توشيبا فارسلوا لنا 3 موظفين اكتشفوا أن أساس شغلنا الحبر والكراسات والأدوات الكتابية.

وبعد عدة سنوات تم دعوتى لزيارة اليابان وسافرت وشاهدت تجربتهم الصناعية.. وتجرأت وعرضت عليهم عمل مصنع فى مصر فقالوا أنت ما زلت تحت التجربة ولا تستعجل.. واشتريت 3 افدنة على طريق مصر إسكندرية الزراعى فى بنها وبنيت المبانى.

وجاء مستر كوراشينا خبير الشركة بعد أن بنيت سورا ومبانى خرسانية للشركة وطلبت عمل مصنع مراوح.. فقال لى « أنت تصرفت خطأ « لانك بنيت مبانى ومسلحات فى حين شركة توشيبا عندما بدأت وضعت ماكيناتها فى عشة صفيح بعدها مع تطور الأرباح قامت ببناء المصانع.. وهذا كان درسا لنا وطلبت ان نبدأ بالتصنيع وكنت اول شركة قطاع خاص تبدأ بالتصنيع المحلى لمنتجات فى مصر.. وبعد معاناة كبيرة مع الحكومة بدأنا بعد أن كنا نستورد 50 ألف مروحة فى السنة وصنعنا بنسبة 40% مكون ووصلت طاقتنا 60 ألفا ثم درسنا الموتور الخاص بها ووجدناه يعمل ليل نهار لمدة 5 سنين دون ان يحدث له شئ مما ساعدنا ان نزيد مدة الضمان إلى 5 سنوات.. وكان انتاجنا افضل منتج فى السوق وبعدها صنعنا المسجلات والشفاطات والخلاطات والتليفزيونات.
دراسة جيدة
منذ بداية عملكم فى التجارة والبيزنس لم نسمع انه حدثت لكم أزمة مع الحكومة أو البنوك لماذا ؟
لا إطلاقا لم يحدث اى أزمات مع الحكومة او مع البنوك منذ بداية عملنا والسبب اننى ادرس كل قرار قبل أخذه وإذا وجدت انه يمكن ان يحدث لى اى مشكلة لا اقدم عليه.. كما اننى مؤمن بحق الدولة والحكومة واهم مبدأ لدى سداد كافة مستحقات الدولة من ضرائب او اى شىء.. ولا انتظر حتى يطالبنى احد او اى جهة بأى شىء .. وتعاملت مع البنوك فى حدود ضيقة وحاليا اعمل بفلوسى الخاصة انا وعائلتى وليس بفلوس البنوك أو اى جهة وكنت اتوسع واحدة واحدة المثل يقول «بتاع الناس كناس» .
تنمية الصعيد
الاستثمار فى الصعيد ما رأيكم فيه بعد تجربتكم الأولى فى بنى سويف ؟
بعون الله بدأنا فى مشروع بنى سويف وافتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسى وقمنا بإنشاء مصانع فى المحافظة مثل مصانع بنها وقويسنا وبدأنا العمل فى أسيوط بدأنا فيه بداية صغيرة لأننا دائما ما نبدأ بداية صغيرة وبعدها نكبر ولا نبدأ كبارا وبعدين نتعثر.

وهناك خطة وهدف ان نستمر ونكمل فى كافة محافظات الصعيد، لأن الصعيد يحتاج إلى تنمية ونصيحتى للمستثمرين بالتوجه إلى الصعيد وسيناء لانهما اكثر احتياجا إلى الاستثمار كما ان الاستثمار فيهما فرصة كبيرة وناجحة جدا خاصة انه يتم الحصول على الاراضى بالمجان كما ان تكلفة الاجور اقل تكلفة.. وان السياسة والاستراتيجية التى يعمل بها الرئيس السيسى فرصة للمستثمر الجاد الحقيقى.. وانه لن ينجح الا كل مستثمر جاد.. ومن يرغب فى المكسب فقط لن يستمر.. والصعيد توجد به امكانيات كبيرة وفرص واعدة وعلينا ان نستفيد منها ونستغلها لتوسيع قاعدة الاستثمار والانتاج والاستفادة من الامكانيات الكبيرة ونساعد فى توفير فرص عمل للشباب ونزود الانتاج المحلى ونقلل الاستيراد .
ماذا عن الدور الاجتماعى للمستثمر ؟
على المستثمر ايا كان نشاطه دور اجتماعى عليه ان يقوم به وان يراعى حق الله وحق المواطن وحق الوطن.. وان ثورتى يناير ويونيو جاءتا بسبب الفوارق الاجتماعية واحساس الناس بجود فوارق طبقية كبيرة وعدم قدرتهم على التأقلم مع المجتمع وبسبب احساسهم بالظلم.. «واننا فى مجموعة العربى نراعى هذا الدور جيدا فأنشأنا مؤسسة العربى لخدمة المجتمع وهى تأخذ جزءا من زكاة مالنا وفي ناس بتاخد مساعدة شهرية وفيه مشروعات بتقوم بها المؤسسة مثل مشروعات المياه فى محافظة مثل أسيوط على أساس أن الناس تشرب مياه نظيفة وسيتم التوسع من أسيوط إلى سوهاج ثم الوادى الجديد.. كما أسسنا 5 معاهد دينية والمستشفى مؤخرا و3 مدارس والمؤسسة الخيرية وأنشأت كتاب تحفيظ القرآن فيه حوالى 2000 ولد وبنت فى مسقط رأسى بمحافظة المنوفية.