• سماسرة «الحوامدية» و«العزيزية» الراعي الرسمي لبيع «القاصرات» و«المطلقات» • حياة «خلود» تتحول إلى مأساة بسبب «العريس الوسيم» • «فتاة المصنع»: زوجي ساوم أصحابه لتقديمي لهم في «ليلة حمراء» • حماة «سعاد» زوجة «الثري الأخرس» تطالبها بالمصاري أو الرحيل • قصة «المسحولة دعاء» تنهي بالخلع
ما بين حفلات التعذيب ومرارة الغربة عاشت سيدات مصريات أياما وليالي مظلمة بعد أن تزوجوا أثرياء عرب أغروا ذويهم بالمال، وأتموا الزيجة التي لم تستمر أكثر من 30 يومًا بهدف المتعة، بعد أن قصدوا البنات الفقيرات من أجل الإتجار بهم في عالم الدعارة والتسول، والتربح من وراء أعراضهن. الثري العربي.. ووصلات التعذيب
وترصد «بوابة أخبار اليوم» حكايات 4 سيدات مصريات، تزوجت بدافع أن العريس «ثري عربي سيحقق الأحلام»، إلا أنهم اصطدموا بواقع صادم وغريب، دفعهم إلى عالم التسول والدعارة، أو الهروب بعد وصلات تعذيب ومنعهن من الأكل، الأمر الذي اضطرهم إلى الاستغاثة بالسفارة المصرية كطوق نجاة لإعادتهم إلى الوطن مجددا.
خلود.. والعريس «الوسيم »
البداية بقصة «خلود» تلك الفتاة الثلاثينية، التي فتحت قلبها ل«بوابة أخبار اليوم»، وسردت حكايتها كاملة منذ لحظة قدوم «عريس الأحلام الأردني» الذي أوهم عائلتها بأنه من أثرياء وأعيان الأردن، وسينتشلها من الفقر، ففرحت الأسرة بهذه الزيجة من منطلق هروبها من العوز والفاقة، وبدء حياة جديدة مكللة برغد العيش، حتى رحلة العودة.
بنظرات شاردة وملامح حزينة، بدأت «خلود» في سرد حكايتها في الاتجار بها علي يد زوجها، فقالت: «حكايتي غريبة ومختلفة عن كل الفتيات اللواتي يتزوجن أثرياء عرب، فعريسهن كان كهلًا تخطى سن ال 70 عاما، لكن عريسي كان شاب من نفس سني، لم يتجاوز الثلاثين عاما».
وعن العريس، قالت: «كان شاب 26 سنة، وشكله حلو ومهندم، وقالولي غني، فكنت مبسوطة بيه، وقولت أخيرًا جالي اللى بتمناه».
وذكرت أن عائلتها المقيمة في قرية الحوامدية بالجيزة، وافقت على زواجها على الفور منه على اعتبار أن طاقة القدر وأبواب السعادة قد فتحت ليس للفتاة فقط، ولكن لجميع أفراد الأسرة، وتمت الزيجة خلال 15 يوماً.
لحظات فارقة من السعادة قضتها «خلود» مع زوجها في شقة إيجار في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة الجديدة، وبعد 10 أيام من العسل، قرر زوجها السفر إلى مسقط رأسه في الأردن، وحينها تخيلت «خلود» أن النعيم ينتظرها هناك.
قطعا الزوجان تذكرتا السفر، وتوجها إلى الأردن حيث يقيم العريس، وانتهت أول ليلة في بيت العائلة بسلام، بل وأول أسبوع بعد العودة.
واستكملت «خلود» قصتها، قائلة: «بعد أسبوع واحد فقط من إقامتي في الأردن، طالبني زوجي بالنزول للعمل كباقي النساء في أسرته وقبيلته المنتسبة للغجر، التي يرسخ عرفها ضرورة عمل المرأة للإنفاق على الأسرة، دون أن يعمل الزوج.
«الصدمة.. وحفلة التعذيب»
وتابعت بنظرة حزينة: «طبعا في البداية رفضت النزول باعتباري غريبة عن البلد ولا أستطيع العمل في أي مجال، لكن بعد إلحاح حماتي وافقت، حتى تلقيت صدمة كبيرة، فأجبروني على العمل في التسول، وبالفعل عملت في ذلك لمدة شهور، وبعد أن فشلت في ذلك أبلغتهم برفضي الاستمرار في هذا مجال، وضرورة المكوث في البيت لرعاية الزوج والأسرة، إلا أنني فوجئت بحفلة تعذيب تنظم لي، تقودها حماتي وينفذها زوجي».
وكشفت أن زوجها كان يداوم على ضربها وتعذيبها حرقا وسحلًا وبكل الطرق حتى تعود للتسول من جديد، حتى هداها تفكيرها إلى الهروب والعودة إلى مصر.
وأضافت أيضاً: «هربت من البيت بداعي عودتي للعمل، وسألت ناس مصريين على السفارة المصرية في الأردن، وتوجهت إليها، ومكثت في مكان تابع للسفارة لمدة ليست طويلة، حتى رحلوني إلى مصر».
«المفاجأة.. والعودة»
وفجرت «خلود» مفاجأة خلال حديثها معنا، قائلة: «أنا حملت من زوجي، وأنجبت ولدا سميته أحمد، وكان يخشون عليه مني، فهربت وعودت بدونه، لأن القانون الأردني يمنع الأم الأجنبية من الحصول على حضانة الطفل في حال سفرها إلى الخارج».
وبعد العودة إلي مصر، قررت «خلود» رفع دعوى خلع، وبالفعل خلعت زوجها، وطالبت في دعوى أخرى إعادة طفلها إليها .
وفي نهاية حديثها، قالت «خلود»: «أنا دلوقتي عايشة في أمان في بلدي، وتزوجت من رجل مصري، وينقصني حاليا أبني، هاتولي ابني أشوفه».
«فتاة المصنع.. وزواج ال13 ألف جنيه»
ومن «خلود» إلى «فتاة المصنع»، التي أكدت أن أسرتها باعتها- بحسب وصفها- ب 13 ألف جنيه لعريس أردني شاب، موضحة أنهم أنفقوا هذا المبلغ على تكاليف العرس، برعاية سماسرة متخصصين لبيع البنات القاصرات والمطلقات للخلايجة.
تحكي الفتاة قصتها، قائلة: «كنت أعمل في أحد المصانع التابعة لقريتي العزيزية بالشرقية، وفجأة تقدم لي شاب أردني عن طريق أحد سماسرة الزواج، وافقت أسرتي على الفور، وبالفعل تزوجت خلال 25 يوماً، وفي غمضة عين أصبحت في الأردن».
وعادت- الفتاة التي تحفظت على ذكر اسمها-، مكتفية بتسميتها ب«فتاة المصنع» بالذاكرة للوراء، قائلة: «فوجئت بعد أسبوعين من الإقامة في الأردن، بأن الزوج عاطلًا وأمه «المصرية» هي رب الأسرة التي تعمل»، متابعة: «عَرَضوا عليّ العمل في أي مكان، قالولي اتصرفي وهاتي فلوس».
«جلسة الأنس.. ومساومة الأصدقاء»
وكشفت أن بعد رفضها نزول الشوارع للتسول، اتفق زوجها مع «شلة أصدقائه» على تقديمها لهم في ليلة حمراء مقابل مبلغ مالي كبير.
«مساومة رخيصة»
وتابعت: «صُعقت عندما سمعت هذه المساومة الرخيصة، وفكرت في الهروب من هذا البيت بأي طريقة، فهربت وتوجهت إلى السفارة المصرية التي أعادتني إلى بلدي».
وتابعت في نهاية حديثها بعد أن سقطت دموعها: «قضيت آخر أسبوع في الأردن وقلبي موجوع، وحرمت أبيع نفسي أو أسمح بذلك بأي طريقة».
«سعاد.. والثري الأخرس» «قالولي العريس ثري عربي بس أخرس».. بتلك الكلمات بدأت «سعاد» في الحديث أيضا عن حكايتها، قائلة إن أحد السماسرة في منطقة الحوامدية بالجيزة هو سبب مأساتها.
وكشفت أنها تزوجت خلال أسبوعين، وتكرر معها نفس سيناريو زميلاتها السابق ذكرهم، حيث أجبرتها العائلة على التسول، وعملت لمدة يوما واحدا فقط، وعندما فشلوا في إقناعها بالعمل طالبوها بالرحيل .
تقول «سعاد»: «معرفتش اشتغل في التسول، وبعد 25 يوما من الإقامة في الأردن، قالت لي أسرة زوجي أنتي عالة علينا، وادفعي كل المصاري وارحلي، انتي جاية علينا بخسارة»، مشيرة إلى تواصلها مع أهلها في هذا الوقت للحصول على المبلغ المالي الذي حررها من تلك الأسرة.
«دعاء.. والكهل»
أما عن أغرب حالة، فكانت صاحبتها فتاة سكندرية تدعي «دعاء»، فتزوجت شيخًا تخطى سن ال70، فأغراها وأهلها بالمال، كما أجبرتها أسرتها على تلك الزيجة لتخطيها سن ال29.
تقول «دعاء» بنظرة حسرة وندم: «الكهل العربي كلني لحم، ورماني عضم، كنت فاكره انه هيعيشني في الجنة رغم فرق السن».
وأوضحت «الفتاة السكندرية» أن هذا الزوج وعد أهلها ب40 ألف جنيه مهرا لها، من خلال إيداعه في رقم حساب، وأتم الزيجة ب10 آلاف جنيه فقط، ثم سافر بزوجته ولم يرد قيمة المهر المتفق عليه.
«السحل.. والخادمة»
وعن لحظة الوصول إلى عش الزوجية بالمملكة العربية السعودية، تقول «دعاء»: «كنت فاكره أن الجنة مستنياني، بس أول ما وصلنا للقصر الذي يمكث فيه، سحلني من شعري وقالي إنتي هنا جاية خدامة».
وأوضحت أنها اكتشفت استمرار زيجة زوجها الأولى من «أم العيال» الذين تخطى عددهم 10 في أعمار مختلفة.
وتابعت: «حبسني وعذبني وبهدلني، حتى استطعت الهرب من جحيمه إلى السفارة المصرية بعد فجر أحد الأيام، جريت في الشوارع لساعات طويلة، حتى وصلت إلى بر الأمان حيث مقر السفارة المصرية، وتم ترحيلي لمصر بعد أيام».
وعن آخر تطورات قصتها، قالت «دعاء»: «حصلت تطورات آخرها رفعي دعوى خلع وبالفعل كسبتها، ورغم ذلك اتهمني بالسرقة».
«20 حالة جديدة»
فيما ردت ماجدة سليمان، مسئولة برنامج التنمية المجتمعية ومكافحة الاتجار بالبشر بمؤسسة قضايا المرأة، قائلة: إن المنظمة استقبلت عشرات القضايا لأمثال تلك الحالات، موضحة أنها عادة ما تنتهي بالطلاق أو الخلع.
وأضافت «ماجدة» في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم»: استقبلنا نحو 20 حالة لضحايا عائلة النور من الأردن خلال العامين الماضيين، ورغم ذلك لازالت المصريات تقع فريسة لعائلة النور وتجار الأعراض.
وكشفت أنهم ينظمون حملات لتعريف السيدات بمثل تلك الحالات، لعدم تكرارها، والحفاظ على الفتيات المصريات من الاتجار بهم بطرق قذرة غير قانونية.
«رسالة لفتيات مصر»
ووجهت مسئولة برنامج التنمية المجتمعية ومكافحة الاتجار بالبشر بمؤسسة قضايا المرأة، رسالة إلى فتيات مصر، قائلة: «متتغروش في الثري العربي، وغيره من الطرق لاستغلال بنات مصر الفقيرات بطرق غير شرعية.