«الشغل قوى شخصيتي وجعلني أثق في نفسي وأعلم ولادي» بهذه الكلمات عبرت إمرأة مكافحة عن طبيعة ظروف حياتها الصعبة، موضحة أنها ساندت زوجها 12 عامًا بمشروع قوي شخصيتها وثقتها بنفسها. تروي «ب-ع»، وعمرها 35 عامًا الحاصلة على شهادة الابتدائية قصتها قائلا: «لم استكمل تعليمي لظروف أهلي والمعيشة وقتها كانت صعبة تزوجت في سن صغير منذ حوالي 18 عامًا وزوجي عنده 40 عامًا وحاصل على دبلوم وهو عامل في وزارة التربية والتعليم ودخله بسيط ولكن «نواية تسند الزير» ونسكن في منطقة عزبة خيرالله بحي مصر القديمة».
واستطردت «رزقت بثلاث أولاد بنت وولدين، ابنتي الكبيرة في الصف الأول الثانوي العام وولد في الصف الثاني الإعدادي والثالث في الصف الخامس الابتدائي ومستواهم في التعليم جيد ودائما يسعدوا قلبي بنجاحهم».
وبنبرة ممزوجة باليأس والحزن قالت: «بداية حياتي الزوجية كنت أعيش في نفس الشقة الحالية في عزبة خيرالله ولكن كانت إمكانياتنا بسيطة جدًا مجرد أدوات منزلية بسيطة في البيت ومع دخل زوجي البسيط كانت الحياة ميسورة الحال نعيش يوم بيومه وأستمر هذا الحال إلي أن رزقت بابنتي الكبيرة وهنا بدأت المصاريف تزيد علينا من أكل وعلاج ولبس ولكن استحملنا من أجل الحياة تسير بدون مشاكل».
واستكملت حديثها: «أستمر الحال إلى أن ولدت ابني الثاني هنا اشتدت بنا الظروف، ودخل زوجي لا يكفي وبدأت المشاكل والنكد في حياتنا وعلاقتي بزوجي سيئة ففكرت أني لابد أن أعمل شئ أساعد به زوجي في مصروفات البيت وأني لابد أن اشتغل وأوفر دخل لبيتي وأولادي ففكرت أن أفتح مشروعي الخاص كانت الملابس أكثر الأشياء التي أفهمها وبالفعل بعت حلقي الذهب وبثمنه اشتريت ملابس أطفال وبعتها من البيت لجيراني في المنطقة».
وتستكمل حديثها بحماسة قائلة: «وربنا كرمني بمشروعي الصغير وفتح عليا برزق بسيط كنت أساعد به في مصروف البيت ولكن كانت طلبات جيراني تزيد وحتى يستمر المشروع احتاجت أن أزود رأس ماله وهنا مرت عليها موظفة من جمعية نهوض وتنمية المرأة تحدث عن برنامج القروض وأن الجمعية بتقدم قرض جماعي للسيدات المعيلات بدون ضمان ولكن لابد أن تكون مجموعة من خمس سيدات حتى نضمن بعضنا وعلى الفور ذهبت لفرع الجمعية في جامع عمرو بعد ما جمعت خمس سيدات من جيراني وأخذنا قرض جماعي بقيمة 200 جنيه وذلك كان أول قرض لي من حوالي 12 سنة أحصل عليه من الجمعية».
وتضيف: «بعد أن بدأت أبيع وأشتري طموحاتي كبرت وشعرت إنى لابد أفكر إني أكبر مشروعي وأحسن مستواي ومستوى أولادي خاصة أنهم دخلوا المدرسة والتعليم يحتاج مصاريف خاصة أن رزقنت بابني الثالث مروان، وكنت دائما أفكر كيف أسدد القرض وأوفر ربح من أجل أكبر مشروعي».
تختم حديثها قائلة: «هدفي كان أكبر مشروعي وهذا جعلني أقدم على قرض ثاني وثالث وكان كل قرض يساعدني أزود في بضاعتي بدل ما كنت أشتري ملابس أطفال فقط بدأت أشتري ملابس شباب وعبايات للسيدات في المنطقة لغاية ما لاقيت أني ممكن أوسع في مشروعي وأشترى أدوات منزلية وأبيعها خاصة للبنات اللاتي تجهز وبالفعل قدمت على قرض بقيمة 2500 جنيه واشتريت أدوات منزلية ووسعت مشروعي وفتح محل وكان كل ما مشروعي يكبر كنت أقدم على قرض بقيمة كبيرة يساعدني».