تمر اليوم الذكرى ال28 على وفاة «شيخ المعلقين» و الجناح الأيمن بنادي الزمالك في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين، هو محمد لطيف إبراهيم محمد، أو الكابتن «لطيف» كما عرفناه. نال كابتن«لطيف» شهرة واسعة بعد اعتزاله واتجاهه للتعليق على المباريات ليصبح أحد أهم رواد هذا الفن، ولكن حكايته مع الساحرة المستديرة لا يمكن اختزالها في التعليق أو تمثيل المنتخب الوطني ونادي الزمالك لفترة من الزمن. ولد محمد لطيف في الثالث والعشرين من أكتوبر من العام 1909، وبدأ رحلته مع كرة القدم لاعبًا بنادي الزمالك، وانضم للمنتخب الوطني تحت القيادة الفنية للاسكتلندي جيمس ماكراي، ليحقق إنجازًا غير مسبوق دونه التاريخ مع زملائه من اللاعبين بالصعود لنهائيات كأس العالم «إيطاليا 1934» كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز.
ساهم لطيف في صعود مصر إلى نهائيات كأس العالم «إيطاليا 1934» بتسجيله 3 أهداف في مرمى منتخب فلسطين في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، وكان يلعب في مركز الجناح الأيمن وأحيانًا في مركز المهاجم الصريح، وبعد تألقه الكبير خلال مرحلة التصفيات والصعود إلى نهائيات كأس العالم رشحه مدربه الاسكتلندي ماكراي للاحتراف الأوروبي.
انضم لطيف لصفوف جلاسجو رينجرز بطل اسكتلندا في الموسم 1935/36، واستغل هذه الفترة في استكمال دراساته حول كرة القدم في العاصمة الاسكتلندية، وكان أحد أفضل لاعبي المنتخب المصري المشارك في أولمبياد «برلين 1936»، ثم عاد إلى مصر ليلعب لنادي الزمالك، «المختلط» آنذاك، للمرة الثانية حتى إعلانه الاعتزال والاتجاه للعمل بالتدريب، وتولى القيادة الفنية لنادي الزمالك، قبل التحوّل إلى التحكيم الذي قطع فيه شوطًا كبيرًا.
وهناك معلومة مغلوطة بشأن لطيف كونه المحترف المصري الأول في تاريخ الساحرة المستديرة، لكن الحقيقة أن حسين حجازي، لاعب النادي الأهلي السابق، هو المحترف المصري والأفريقي والعربي الأول في التاريخ باللعب لناديي دولويتش هاملت وفولهام الإنجليزيين في الفترة من 1911 حتى 1913، كما خاض توفيق عبد الله، لاعب «المختلط»، تجربة الاحتراف الأوروبي ضمن صفوف ديربي كاونتي الإنجليزي في الموسم 1920/21، فيما كانت تجربة لطيف الاحترافية باللعب مباراة رسمية وحيدة بقميص رينجرز في العام 1935.
نجح لطيف في زيادة شعبية لعبة كرة القدم في مصر بعدما تحوّل إلى التعليق الذي لم يكن منتشرًا لينال وعن جدارة لقب شيخ المعلقين الرياضيين في مصر والمنطقة العربية، وكان يحلم دائمًا بتطبيق نظام الاحتراف في مصر، ورحل في مثل هذا اليوم 17 مارس عام 1990، قبل أن يتحقق حلمه.