انقلب حال أسرة محمد عبد الله شاهين المصري بالسعودية رأسا على عقب، بعد العثور على جثة ابنه الوحيد في الصحراء بحفر الباطن شرق السعودية. وخيم على هذه الأسرة البسيطة حالة من الحزن والهم لفقدان نجلهم الوحيد نتيجة رفقاء السوء ممن يتعاطون المواد المخدرة. التقت "الأخبار" أحمد عبد الله شاهين من مركز كفر شكر بالقليوبية ومقيم بالسعودية، حيث يعمل مدربا في إحدى شركات قيادة السيارات بالرياض، وقال إن ابني محمد طلب يوم الخميس 19 مايو الماضي زيارة "الدمام" شرق السعودية مع أصدقائه لتغيير جو . وأضاف الأب أنه وافق وتوجه إلى الدمام واتصل به للتأكد من سفره مع شابين محترمين وهما "محمود وناصر" إلا أنه كذب على والده وسافر مع شخص أخر يدعى "زياد" وهو ابن خال المجني عليه، وهو متهم في القضية وفي السجن الآن، وأوضح والد الشاب أن ابنه قال له سنقضي يوم واحد فقط مع أحد زملائه في الدمام. وتابع: طلبت منه الاتصال بي فور وصوله وبالفعل هاتفني الساعة 12 مساء الخميس وقال إنه وصل الدمام، وفي حوالي الساعة السابعة والنصف يوم الجمعة وصلتني رنة من هاتف ابني المحمول وحاولت الاتصال به إلا أن الهاتف مغلق من بعدها. وأكمل: بدأنا نبحث ونسأل في كل الاتجاهات وسألت عن "ناصر ومحمود" الذي ادعى ابني أنه سافر معهم فقالوا أنهما لم يتحركا من الرياض ولكنه سافر مع "زياد" وطلب عدم إبلاغ والده أنه سيسافر بصحبة زياد الذي يتردد أنه سيئ السلوك. وأضاف الوالد تواصلنا مع "زياد" الذي نفى أنه يعرف عنه شيئا فيما أكد لنا أحد أصدقائه أنه تلقى رسالة من "أحمد" ابني بوصوله حفر الباطن فتقدمنا ببلاغ في شرطة العليا بالرياض واستبعدنا توجبه اتهامات لأي شخص. وأوضح والد المجني عليه أن البحث الجنائي بدأ يتتبع مصدر أخر مكالمات صدرت من هاتف محمول المجني عليه وتم تحديد حي الأنوار بالدمام الذي صدرت منه أخر مكالمة. وأضاف أنه في يوم 3 يونيو وبالتحديد في السابعة مساءا، وصلني اتصال هاتفي من شخص يدعى "محمد" وهو من حفر الباطن، وقال لقد اطلعت على الإعلان المنشور على "فيس بوك"، وأريد إرشادك عن ابنك فأنا رأيته مع اثنين مصريين، وأحدهم كان معه سيارة ربع نقل حمراء اللون والآخر سافر إلى مصر لأن عنده حالة وفاة. وتابع المتصل: وقال للأب إن ابنك كان في حالة غيبوبة وتم وضعه في السيارة الربع نقل ثم رميه في الصحراء قبل منطقة القيصومة، وهناك شخصا سودانيا كان يردد أن هناك رائحة متوفي في هذه المنطقة، وسألت الشابين فقالا نحن من كفر شكر ويعملان محاسبين الأول من الرياض والثاني من حفر الباطن، وأضاف أنه سيتخلص من الشريحة ولن يستطع الاتصال به مرة أخرى. وأوضح "شاهين" والد المجني عليه أنه توجه إلى قسم الشرطة وأبلغهم بما حدث فتم تحرير محضر وقامت الأجهزة الأمنية والبحث الجنائي بتتبع المكالمة واكتشفت أن الشريحة تعود للشركة التي يعمل فيها المتصل، واسمه الحقيقي أحمد حسن وليس محمد مثلما ادعى في بداية المكالمة. واكتشفت الأجهزة الأمنية نوع ورقم جهاز المحمول الذي أجريت منه المكالمة، وألقت أجهزة الأمن القبض على أحمد حسن الذي اعترف بالواقعة وأرشد عن اثنين آخرين من المصريين في الجريمة، كما تم القبض على الشاب الثاني وهو "زياد" وهناك شاب ثالث هرب إلى مصر، وعثرت أجهزة الأمن السعودية على الجثة بعد مرور أكثر من أسبوعين على اختفائها، وننتظر إنهاء إجراءات دفن الجثمان. وأضاف والد المجني عليه أنه تلقى اتصال تعزية من القنصل المصري السفير ماجد نافع، كما أن القنصل أمين حسان يتابع معه القضية وأعطاه رقمه الشخصي للمتابعة معه، وطالب الأب المكلوم بالقصاص العادل وأن تهتم السلطات السعودية بالتحقيق ومتابعة القضية.